أكد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء المصري استمرار مصر فى دعم جهود التنمية فى جنوب السودان وأهمية أن يشعر بها المواطن هناك، مشيرا إلى المشروعات التى تقوم مصر بتنفيذها خاصة فى مجال البنية التحتية مثل الطرق والكهرباء والصحة والتعليم والتعليم العالى، إضافة إلى المشروعات الاستثمارية التى يمكن أن تحقق أفضل معيشة للمواطن فى جنوب السودان. جاء ذلك خلال جلسة مباحثات عقدها الدكتور نظيف الأحد مع سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس جمهورية السودان ورئيس حكومة الجنوب الذى يزور القاهرة حاليا. وبدأت المباحثات بلقاء ثنائى بين دكتور نظيف وسلفاكير انضم إليهما بعد ذلك أعضاء الجانبين فى جلسة مباحثات موسعة ضمت من الجانب المصرى وزراء التعاون الدولى والخارجية والتجارة والصناعة والإعلام والتعليم العالى والزراعة والرى، بينما ضمت من الجانب السودانى وزراء التعاون الدولى والإعلام والخارجية والتعليم والرى فى حكومة جنوب السودان. وأشار الدكتور مجدى راضى المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء إلى أن هناك إتفاقا لانشاء فرع لجامعة الاسكندريةبجنوب السودان، ويجرى حاليا إقامة تلك المنشآت التى لم تنته بعد، حيث قرر الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أن يبدأ الفصل الدراسى الأول هذا العام فى جامعة الاسكندرية من خلال استقبال 60 طالبا من الجنوب بالجامعة لحين الانتهاء من إقامة الانشاءات على أن يتم البدء بالفصل الدراسى الثانى فى جنوب السودان عند اكتمال تلك المنشآت. وأوضح راضى أن الجانبين ناقشا التعاون فى مجال الزراعة والثروة السمكية واللحوم والمعادن خاصة فى ظل ما يتمتع به جنوب السودان من إمكانيات كبيرة فى تلك المجالات. كما تناولت المباحثات التعاون المشترك عبر طرف ثالث والاستفادة من الخبرة المصرية خاصة وأن هناك جهات مانحة دولية تقدم مساعدات للسودان مثل الاتحاد الأوروبى وغيره بما يؤدى إلى تحقيق أفضل استفادة للسودان ككل وجنوب السودان بصفة خاصة. وتم خلال الاجتماع أيضا الاتفاق على القيام بمشروعات تجريبية صغيرة تمهيدا لتعميمها. وقال راضى إن الدكتور نظيف أكد مجددا دعم مصر الكامل لإتفاق السلام الشامل وتطلعها إلى تنفيذه بأفضل السبل بأمانة من جميع الأطراف بما يؤدى فى النهاية إلى المحافظة على وحدة السودان وسلامة أراضيه. وأوضح راضى أن نظيف أكد فى الوقت نفسه أن مصر ستحترم أى خيار لأهل جنوب السودان فى المستقبل وأملها فى أن يختار أهل الجنوب الوحدة مع الشمال فى الاستفتاء الذى سيجرى هناك فى إبريل عام 2011. ومن جانبه، أكد سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس جمهورية السودان ورئيس حكومة الجنوب خلال لقائه مع الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء تقدير القيادة السودانية سواء القيادة المركزية فى الشمال أو فى جنوب السودان لمصر وقيادتها للدور الذى تقوم به من أجل تحقيق التنمية وحل المشاكل العالقة بين الجنوب والشمال. كما أعرب عن تقديره العميق للزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس حسنى مبارك لجوبا والتى تعد أول زيارة لرئيس عربى وهى تعكس الترابط والدعم الكامل التى تقدمه مصر للجنوب. وأضاف سلفاكير أن زيارة مبارك لجوبا لم تكن مجرد زيارة عابرة أو بروتوكولية ولكنها تعكس صدق التوجه المصرى لتحقيق استقرار وتنمية الجنوب، مؤكدا أن لمصر دورا هاما فى تحقيق السلام والتزامها بالتنفيذ الشامل لاتفاق السلام. وأشار إلى التحديات الكبيرة التى تواجه جنوب السودان فى المرحلة المقبلة منها تحديات مؤسسية لادارة الجنوب وتحديات التنمية وأن لمصر دورا كبيرا فى دفع جهود التنمية فى الجنوب وتنفيذ اتفاق السلام هذا، بالاضافة إلى تحدى عدم الاستقرار فى دارفور والدعوة المقامة ضد الرئيس السودانى عمر البشير من قبل محكمة الجزاء الدولية. وأكد سلفاكير أهمية تحقيق التنمية فى جنوب السودان بكافة مجالاتها لكى يشعر بها المواطن هناك باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار وعدم الانفصال. وأوضح مجدى راضى بأن المباحثات تناولت مناقشة كافة أوجه العلاقات السياسية الاقتصادية والتنموية وإمكانية توسيع نطاق هذا التعاون، لافتا إلى المجالات التى يجرى التعاون فيها حاليا مثل الكهرباء، حيث تقوم مصر حاليا بانشاء أربع محطات كهرباء فى مدينة واو بما يؤدى فى النهاية إلى أن تعم الكهرباء جنوب السودان. وفى مجال التعليم العالى، أشار راضى إلى أن هناك 300 منحة دراسية لدارسين سودانيين فى جنوب السودان فى الجامعات المصرية إضافة إلى 25 منحة للماجستير و5 للدكتوراة وذلك لتدريب الكوادر السودانية وهو ما أكد عليه الرئيس حسنى مبارك مرارا، حيث يحظى جنوب السودان بأكبر عدد من المنح تعطيها مصر لأية دولة وأن مصر لن تبخل بأى جهد فى هذا الصدد تنفيذا لتوجيهات الرئيس مبارك. أما فى مجال التعليم المدرسى، هناك جهود مصرية لإنشاء 3 مجمعات للمدارس فى الجنوب ويجرى العمل على إيفاد مدرسين من وزارة التعليم المصرية للتدريس هناك وكذلك لتدريب المدرسين المحليين. وبالنسبة لمجال الصحة، تم إنشاء أربع عيادات فى منطقة الجنوب وكذلك تقديم 26 طنا من المساعدات الطبية، وأماالموارد المائية فهناك جهود مصرية لتطهير مجرى النيل فى تلك المنطقة خاصة وأن هناك تخوفا من حدوث جفاف هذا العام ليس فقط فى الجنوب ولكن أيضا فى وسط أفريقيا. وأكد راضى أن مصر تقوم حاليا بحفر 30 بئرا فى جنوب السودان لتوفير المياه هناك إضافة إلى الدعم المؤسسى الذى تقدمه وزارة الرى المصرية لنظيرتها السودانية. وبالنسبة للتنمية البشرية، حظى هذا الجانب باهتمام كبير خلال المباحثات وهناك جهات كثيرة تقوم بها مصر فى هذا المجال مثل صندوق التنمية التابع لوزارة الخارجية وأيضا تدريب الكوادر الشرطية من جنوب السودان فى مصر إضافة إلى تدريب الإعلاميين فى الإذاعة والتليفزيون وكذلك التعاون فى مجال البنوك.