الإعلان عن تأسيس إمارة إسلامية بغزة، أثار موجة من الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين شرطة حكومة "حماس" وعناصر جماعة "جند أنصار الله "الجمعة 14 أغسطس /آب 2009 في محيط مسجد "ابن تيمية" بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ومن بين ضحاياها الشيخ عبد اللطيف موسى قائد الجماعة، الذي لقي مصرعه بعد قيام أفراد حماس داخل القطاع بتفجير منزله المكون من 6 طوابق وتدميره بالكامل - وفق مصادر بوزارة داخلية حكومة حماس المقالة - بينما أعلن أتباع التنظيم أن زعيمهم فجر نفسه وسط مجموعة من رجال الأمن التابعين لحماس. وقد اشتعلت أعمال العنف عندما هاجمت قوات الأمن المسلحين المتحصنين داخل المسجد بعد إعلان زعيم هذه الجماعة السلفية عقب خطبة الجمعة عن قيام إمارة إسلامية بغزة في أكناف بيت المقدس بدءا من رفح وحتى القدس، مهددا حكومة "هنية" المقالة بالمواجهة إذا حاولت اقتحام المسجد أو السيطرة عليه. وهاجم "موسى" في خطبته حركة "حماس" بشدة، ودعا ذراعها المسلح إلى تسليم أسلحته والانضمام إلى جماعته السلفية و تطبيق الشريعة الإسلامية. وطالب "موسى" خلال خطبة الجمعة، التي حملت عنوان "الوصية الذهبية لحكومة إسماعيل هنية"، المسلحين التابعين له بمبايعته على السمع والطاعة وسط هتافات تكبير من أنصاره. "جند الله".. لمن ينتمون ؟ "أنصار السلفية الجهادية".. تعبير يعكس رغبة معتنقي فكر الجماعات الإسلامية الحديثة مثل جند أنصار الله والقاعدة وغيرها في نسبة أنفسهم ونشاطهم إلى السلف الصالح، باعتبارهم خير قدوة ومدرسة فكرية عقائدية جديرة بأن تحتذى. وتعد جماعة "جند أنصار الله" من جماعات هذا التيار العقائدي السلفي المحاصر بأصابع الاتهام بالتورط في أعمال عنف متفرقة في غزة، آخرها تساقط عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين في مسجد "ابن تيميه"، إضافة إلى تفجير عدد من دور العبادة، ومواقع عسكرية إسرائيلية بالقطاع، وصالونات التجميل النسائية، ومقاهي الإنترنت التي تراها أماكن للرذيلة، لكن الجماعة نفت قطعياً علاقتها بأي تفجيرات داخلية. وتعتبر"جند أنصار الله" الشهيرة ب"جلجلت " جماعة حديثة لم يكتمل عامها الأول، حيث نشأت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008، بقيادة الشيخ عبد اللطيف موسى المعروف بين أنصاره ب"أبو النور المقدسي"، ومن قادتها أيضا أبو عبد الله السوري المطلوب اعتقاله من شرطة الحكومة الفلسطينية المقالة. ويقوم فكرها على تحرير فلسطين بأكملها من الاحتلال الإسرائيلي، وتطبيق الشريعة الإسلامية، وتعتبر الجهاد في سبيل الله وسيلتها، وعقيدة أهل السنة والجماعة منهجها. ولا تؤمن بالعمل السياسي من انتخابات وتشكيل حكومة وغيره طالما أن البلاد تعيش تحت الاحتلال. وقد نشأت "جند أنصار الله" في جنوب قطاع غزة (رفح وخان يونس) معتمدة على أشخاص نشطوا في السابق بالحركة السلفية وفصائل وطنية وإسلامية أخرى، لكن سرعان ما انضم العشرات من الشبان إليها، فوسعت نشاطاتها إلى سائرأرجاء القطاع. فى السياق نفسه، وصف الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إيهاب الغصين عناصرالجماعة بأنهم "مجموعة من الأفراد وليس تنظيماً له اتصالات خارجية، ويحملون أفكارا منحرفة فكرياً ويقومون بتكفير أهل غزة وبعمليات التفجير في الأفراح والمقاهي".