تشهد مدينة سيرت الليبية الأربعاء انعقاد القمة الثالثة عشرة للاتحاد الإفريقي لبحث امكانية الاستثمار الزراعي في القارة السمراء- برئاسة الزعيم الليبي معمر القذافي وغياب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. ويسعى القذافي الاستفادة من هذه القمة الافريقية ال 13 لدفع- باي ثمن- مشروع انشاء "حكومة افريقية".. حتى وان كان ذلك يعني ارغام الدول المترددة على قبول دمج للهيئات الافريقية القائمة. ووجه العقيد معمر القذافي دعوة الى احمدي نجاد الذي اثارت عملية اعادة انتخابه موجة احتجاجات في ايران للمشاركة في القمة, لكن الرئيس الايراني الغى زيارته في اللحظة الاخيرة. وكانت مشاركة احمدي نجاد ستضع رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني الذي دعي الى القمة منذ زمن بعيد في موقف حرج, بسبب احتمال تواجده الى جانب الرئيس الايراني خلال جلسة الافتتاح. وكان سفراء الاتحاد الاوروبي الموجودون في سرت كمراقبين التقوا بعد ظهر الثلاثاء للبحث في موقف مشترك يتخذ في حال ادلى الرئيس الايراني بتصريحات عنيفة. وسيتوجه ايضا الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سليفا الذي دعي الى القمة الافريقية, الى القادة الافارقة. وسيكون العنوان الرسمي للقمة تطوير الزراعة في حين تواجه افريقيا ازمة غذائية. لكن المباحثات الاهم ستتمحور حول انشاء "سلطة" افريقية تتمتع بسلطات تنفيذية موسعة تشكل في نظر القذافي تقدما كبيرا نحو تشكيل "الولاياتالمتحدة الافريقية". وستستعرض القمة ايضا الازمات السياسية والنزاعات التي عصفت خلال الاشهر الماضية بالقارة الافريقية من موريتانيا الى الصومال مرورا بالنيجر ومدغشقر وغينيا بيساو. وسيلتقي القادة الافارقة في مركز حديث للمؤتمرات شيد بين البحر المتوسط والصحراء على بعد 500 كلم شرق العاصمة طرابلس, في منطقة صحراوية يتحدر منها الزعيم الليبي. الوفود المشاركة: وقد وصل إلى مدينة سرت الليبية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر للمشاركة فى اجتماع الدورة العادية الثالثة عشرة لقمة الاتحاد الافريقي التي تبدأ أعمالها صباح الأربعاء. كما وصل الى الجماهيرية الليبية الليلة الماضية كل من جوناتان سكوت المبعوث الامريكي الخاص للسودان، وجاك ضيوف مدير عام منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وذلك لحضور هذه القمة أيضا. وسوف تشارك مصر في القمة، ومن المقرر أن تؤكد على ضرورة احلال السلام فى دارفور ومعارضة أمر ضبط الرئيس السوداني عمر البشير اتساقا مع الموقف الأفريقى الذى ينادى بإعمال المادة 16 من نظام روما الأساسى والخاص بإمكانية تأجيل المحاكمة لمدة عام قابل للتجديد من خلال مجلس الأمن. الجدير بالذكر أن القمة تنعقد وسط مشكلات متفاقمة تعاني منها عدد من دول القارة السوداء، فالسودان لا زال يعاني عدم الاستقرار في دارفور، والبشير مطلوب للاعتقال من قبل المحكمة الجنائية. وفي موريتانيا، نجد انقلاباً على اول رئيس منتخب ديموقراطيا في البلاد ولد شيخ عبد الله، وجهود الوساطة التي تسعى لرأب الصدع واحتواء الأزمة تنتهي إلى الفاشل. وفي الصومال، تقود حركة الشباب- التي تقول الولاياتالمتحدة ان لها صلات وثيقة بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن- وحليفتها جماعة حزب الاسلام حركة تمرد بالبلاد.