في قضية جديدة تكشف مدى حرص تجار المخدرات ومروجيها على تحويل الكويت إلى مخزن كبير لتلك السموم أو تحويلها إلى أرض خصبة لزراعة وترويج المخدرات، ومن ثم توزيعها في محيط المنطقة الإقليمي، لكن يقظة رجال مباحث مكافحة المخدرات بقيادة مديرهم العميد الشيخ احمد الخليفة ومساعدة العميد صالح العنزي، حالت دون ذلك. وأثبتت أن رجال المكافحة يطورون قدراتهم بالتزامن مع الأساليب الجديدة والمبتكرة لمافيا المخدرات، وذلك عندما تمكنوا مجددا مساء أمس الأول من ضبط وافد أرمني الجنسية عاطل عن العمل وفي العقد الخامس من عمره بتهمة زراعة شجرة الماريجوانا المخدرة في مزرعة منزل مواطن في منطقة العدان بمحافظة مبارك الكبير، وعثر رجال المباحث على 20 شجرة مزروعة وجاهزة للقطف والاستعمال بعد أن تجفف. وفي التفاصيل التي رواها مصدر أمني ل«القبس» أن معلومات سرية وصلت للعميد الخليفة ومساعدة العنزي تفيد بأن وافدا ارمنيا يتاجر في بيع مادة الماريجوانا على المتعاطين، لافتا إلى أن المعلومة تحدثت عن أن المتهم يبيع الماريجوانا على هيئة «شتلات» صغيرة وأخرى مجففة وأيضا على شكل أغصان من شجر الماريجوانا. وأضاف المصدر ان العميد الخليفة ومساعده العنزي كلفا مدير إدارة المكافحة المحلية العقيد أحمد الشرقاوي ومساعدة المقدم محمد الهزيم ورئيس فرقة الضبط الرائد محمد قبازرد لمتابعة هذه المعلومة والتأكد من نشاط المتهم مع التأكيد على الضباط على سرية التحرك والمراقبة، خصوصا ان المعلومات الأولية تدل على أن المتهم يمتلك مزرعة لزراعة الماريجوانا وهو أسلوب كان يتبعه أبناء الجالية الآسيوية في بعض المزارع التي يعملون بها في مناطق الوفرة والعبدلي ونجح رجال المكافحة والأجهزة الأمنية المساندة في القضاء على تلك الظاهرة، بيد أن تجار المخدرات أعادوها مجددا. وأشار المصدر إلى ان رجال المباحث شرعوا في عملية التحريات وتأكدوا من نشاط المتهم في عمليات ترويج وزراعة الماريجوانا، لكنهم لم يتوصلوا من خلال التحريات الأولية الى موقع المزرعة، واستمروا في عملية المراقبة لمدة أسبوع حتى تمكنوا من تجنيد أحد زبائن المتهم وإقناعه بعقد صفقة أولية مع المتهم تقضي بشراء غصنين من الماريجوانا مقابل 400 دينار، على ان تكون عملية التسلم والتسليم في منطقة حولي، لافتا إلى ان رجال المكافحة راقبوا العملية ولم يلقوا القبض على المتهم في سبيل الوصول الى موقع المزرعة التي يشتل بها الماريجوانا. وذكر المصدر ان رجال المباحث وبعد عدة أيام طلبوا من مصدرهم السري عقد صفقة اخرى لشراء 20 غصنا مقابل 4 آلاف دينار، الأمر الذي وافق عليه المتهم وأبلغ المصدر انه على استعداد لتوفير الكمية المطلوبة وكميات أخرى، مشيرا إلى ان رجال المكافحة سلموا مصدرهم المبلغ وطلبوا منه إقناع المتهم بمعاينة الشتلات داخل المزرعة قبل التسلم، الأمر الذي وافق عليه المتهم ورافق المصدر إليها، بينما كان رجال المكافحة يراقبون الموقف وأطبقوا على المتهم لحظة دخوله المزرعة. ولفت المصدر إلى ان رجال المكافحة ذهلوا من كمية «الشتلات» المخدرة الموجودة في المزرعة، التي تؤكد مدى حرص التاجر على الاهتمام بالمزروعات المخدرة، لكي ينتج كميات كبيرة وأصنافا جيدة يقبل عليها المتعاطون، مشيرا إلى ان رجال المكافحة المحلية اقتادوا المتهم إلى مكتب التحقيق، حيث اعترف تفصيليا على كيفية جلب بذور الماريجوانا وزرعها في مزرعة منزل كفيله في منطقة العدان، من دون علم الكفيل، الذي كان يبلغه ان هذه المزروعات هي خضرة ورقية يأكلها أبناء الجالية الارمنية. وأوضح المصدر ان رجال المكافحة عثروا بحوزة المتهم على سلاح أبيض اعترف بأنه يحوزه بقصد الدفاع عن نفسه، كما اعترف بانه بتعاطى مادة الماريجوانا منذ زمن، لافتا إلى ان قيمة المزروعات المخدرة تتجاوز ال5 ملايين دينار، وعليه أحيل المتهم إلى النيابة العامة وتم استدعاء رجال الأدلة الجنائية لمعاينة وتحريز وتصوير المزرعة ورفع المزروعات المخدرة منها وإحالتها إلى المختبرات الجنائية. الخليفة: القضية تعكس اهتمام مافيا المخدرات بتحويل الكويت مركزاً لترويج سمومهم أكد المدير العام للإدارة العامة لمكافحة المخدرات العميد الشيخ احمد الخليفة ان أساليب مافيا المخدرات متنوعة تتطور من حين لآخر وتؤكد سعيهم المحموم لإغراق البلاد بشتى انواع السموم، مشيرا إلى ان زرع هذه الكميات داخل منطقة سكنية يؤكد مجددا استهداف هؤلاء المجرمين لأرض الكويت الطيبة التي نذر ابناؤها من رجال المكافحة واخوانهم في الاجهزة الأمنية المساندة أرواحهم في سبيل القضاء على هذه الشرذمة من المجرمين وعصابات المخدرات. وأضاف الخليفة في تصريح خاص الى «القبس» ان حرص الإدارة العامة لمكافحة المخدرات على إدخال منتسبيها في دورات متقدمة تتعلق بكل ما هو جديد في عالم الاتجار بالمخدرات وطرق تهريبها وترويجها سهّل عليهم الكثير في عمليات الكشف عن الطرق الجديدة والمبتكرة التي يتّبعها تجار ومروجو المخدرات، لافتا إلى ان الإدارة في صدد عقد المزيد من الدورات المتقدمة لضباطها وافرادها من اجل تأهيلهم على الوجه الأكمل.