ذكرت جريدة"لوموند" الفرنسية أن مرض السيليكوز (تصون الرئة) يصيب عمال النسيج في تركيا وبصفة خاصة ورش الجينز التي تستخدم أسلوب الرش بمادة السيليس (رمل الصوان) للتخفيف من درجة اللون بالقماش. هذه الطريقة باتت محظورة في الدول الأوروبية وألغتها وزارة الصحة التركية في أبريل الماضي حيث أغلقت ستين ورشة، إلا أن العديد من الورش ما زالت تستخدمها في السر نظرا لما تدره من دخل على العمال. وزارة الصحة لم تتحرك إلا بعد وقوع المحظور فقد قدرت لجنة مساندة عمال الجينز أن عدد المصابين بداء السيليكوز يبلغ حوالي 4000 عامل. عبد الحليم دمير (28 سنة) وواحد من المصابين بالمرض يقول:" لقد فقدت عشرة من أصدقائي وزملاء العمل بعد إصابتي". في قريته الواقعة شرق تركيا قرية بنجول، يوجد على الأقل 300 مصاب بالمرض. لقد كان عبد الحليم يمضي 12 ساعة في اليوم يرش الجينز بالسيليس لتخفيف الصبغة عن القماش، حيث كان يعالج ما يقرب من 400 قطعة في اليوم وكان يرى تراب السيليس متسربا حتى ملابسه الداخلية. ويضيف عبد الحليم :" لقد كان عملا شاقا فالورشة التي كنا نعمل بها كانت بدون نوافذ وكنا نستخدم قناعا من قطعة قماش هزيلة لكن ما كان يدفعنا لذلك الأجر المرتفع الذي يصل إلى 600 يورو. يقول الدكتور زكي كيليجاسلان إن ثلاثة شهور فقط من العمل بهذه الورش تكفي للإصابة بالمرض، 95% من عمال تركيا يعملون بدون ضمان اجتماعي. وتشير تقديرات وزارة العمل أن عشرات الورش من هذا النوع توظف حوالي 10,000 عامل بطريقة غير قانونية. و للابتعاد عن الرقابة، بدأ الكثير من هذه الورش ينتقل من مقره في إسطنبول إلى الأقاليم أو إلى دول أخرى كبنجلاديش. مرض السيليكوز يصيب بصفة خاصة العاملين في المناجم والمحاجر وورش السباكة ومواقع البناء.