تحتفل باريس العاصمة الفرنسية بمرور 120 عاما على برجها الشهير الذي صممه المهندس جيوستاف إيفل (1832-1923). يقام معرض بهذ المناسبة يتناول جوانب من حياة جيوستاف إيفل ويستمر حتى نهاية شهر أغسطس. لا يوجد الكثير في أرشيف فرنسا عن هذا المهندس، اللهم إلا بعض البورتريهات والصور وتمثال نصفي له. فيما عدا ذلك لا يعلم أحد شيئا عما كان يدور في فكره ولا عن أسراره. في كل الصور والبورتريهات التي أخذت له في سن الشباب والكهولة، هو نفس الوجه الذي يطالعنا، وجه خالي من التعبيرات، مهذب، به رضى لكن بدون غرور. وبحسب جريدة"لوموند" الفرنسية تزوج جيوستاف إيفل عام 1862 ..وفي هذه المناسبة ترك لنا في مذكراته بعض خواطره عن الزوجة التي يتمناها لنفسه: "سأكون راض إذا وجدت فتاة متوسطة الحال، ذات وجه مقبول، لكن في المقابل على قدر كبير من الطيبة وذات مزاج معتدل وبسيطة في متطلباتها، إن ما يلزمني ربة منزل من الدرجة الأولى تنجب لي أطفالا حسان وأصحاء". الزوجة التي اختارها كانت تدعى ماري وتوفيت وهي في الثانية والثلاثين من عمرها. وقضى إيفل بقية عمره بعد ذلك مسافرا بين البلدان التي أنجز بها مشروعاته. وفي غير أوقات السفر كان يقضي أيامه وسط عائلته لكن ابنته كارولين هي التي حظيت بأغلب اهتمامه وقد كانت مساعدة له في أعماله. كما يلقي المعرض الضوء على مشاريع إيفل ومصنع الحديد الذي أنشأه وأنجز بواسطته روائع الأعمال كبرج إيفل وجسر بورتو في البرتغال وجسر جارابيت في فرنسا وتمثال الحرية الشهير بالولايات المتحدة.