نفى باسكال لامي المدير العام لمنظمة التجارة العالمية الاربعاء استقبال المنظمة اي اخطارات رسمية بفرض قيود على استيراد لحوم الخنازير رغم اندفاع عدة دول الى فرض حظر على واردات الخنازير خوفا من تفشي فيروس انفلونزا الخنازير، والمكسيك تغلق قطاعات اقتصادية تحسبا لتفاقم الاوضاع. واعتبر لامي ان تفشي المرض يمثل ضربة اخرى لاقتصاد عالم واقع في قبضة اعمق ركود على مدار جيل، رافضا التعليق على ما اذا كان الحظر مبررا. وتسمح قوانين منظمة التجارة العالمية الخاصة "باتفاق الصحة، والصحة النباتية" للدول بتعليق واردات الغذاء لاسباب متعلقة بالصحة، والسلامة، ولكن يجب ان يخطروا الدول الاخرى عبر منظمة التجارة العالمية. كما يعطى الحق لاعضاء المنظمة التجارة العالمية ابلاغها بانهم يطلبون استشارات مع عضو اخر يعترضون على اجراءاته التجارية، قبل ان اثارة نزاع وفق القوانين الدولية. وكانت منظمة التجارة العالمية توقعت في مارس/اذار 2009 ، ان تجارة العالم ستنكمش بنسبة قياسية 9 % خلال العام، بينما رجح خبراء التجارة ان يصل الانخفاض الى 10 % على الاقل. وتتوقع المنظمة التجارة ان يتسبب الفيروس في خسائر كبيرة لمبيعات لحم الخنزير، والذي تبلغ قيمة تجارته العالمية نحو 25 مليار دولار سنويا، ويعد الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة وكندا والبرازيل اكبر مصدريه واليابان والاتحاد الاوروبي وروسيا والولاياتالمتحدة من اكبر المستوردين. وعلى الرغم من تأكيد المنظمة انه لا يوجد خطر من الاصابة بانفلونزا الخنازير عبر تناول لحم خنزير معد بطريقة مناسبة الا ان المرض اقلق كثيرا من المستهلكين. ولذلك دعى المسئولون في الولاياتالمتحدة، واوروبا الى اطلاق اسم اخر على المرض للحيلولة دون امتناع المستهلكين عن تناول لحم الخنزير، الا ان مسئولي منظمة الصحة العالمية رفضوا وقالوا ان المرض اطلق عليه هذا الاسم لانه من فيروس ل"أنفلونزا الخنازير". في غضون ذلك أمر الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون باغلاق قطاعات من الاقتصاد لمدة خمسة أيام اعتبارا من الاول من مايو/ ايار2009 ، وحث المواطنين على البقاء في منازلهم في اطار سعي البلاد للتصدي لفيروس انفلونزا الخنازير. وطلب من كل المصالح الحكومية والشركات الخاصة التي لا يعتمد عليها الاقتصاد بشكل حيوي التوقف عن العمل من الاول الى الخامس من مايو لتفادي حدوث حالات اصابة أخرى بالفيروس الفتاك الذي قتل ما يصل الى 176 شخصا في المكسيك وبدأ ينشتر في مناطق أخرى من العالم مما أثار المخاوف من حدوث وباء عالمي. وصرح كالديرون في أول خطاب عبر التلفزيون للشعب المكسيكي منذ تفجر أزمة الانفلونزا في الاسبوع الثالث من ابريل " ليس هناك مكان أكثر أمانا من منازلكم لتجنب الاصابة بفيروس الانفلونزا." ويستثنى من هذا القرارالمتاجر الكبرى ومتاجر الاغذية، والمستشفيات، وشركات الخدمات المالية، ومؤسسات الاتصالات، والمواصلات العامة، وخدمات أخرى ضرورية. من جهته حذر البنك المركزي في المكسيك، من أن تفشي المرض سيزيد من الركود الاقتصادي في البلاد، مما يعني المزيد من المعاناة للاقتصاد الذي تراجع بالفعل 8 % مقارنة بالربع الاول من عام 2009 . يأتي ذلك في الوقت الذي شددت مارجريت تشان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي بجنيف على ضرورة أخذ أوبئة الانفلونزا بجدية، خاصة بسبب قدرتها على الانتشار سريعا الى كل بلد في العالم، ورفعت درجة التأهب الى الدرجة الخامسة وهي الخطوة الاخيرة قبل اعلان ظهور وباء عالمي. (رويترز)