تقدم لعبة وورلد اوف ووركرافت الالكترونية أدلة مهمة لاختصاصيي علم الاوبئة الذين يحاولون التكهن بالاثر الذي يمكن أن يحدثه تفشي وباء ما، من خلال شخصية حية عملاقة بجناحين تسمى "هاكار ذا سولفلاير" توجد داخل أبراج زولجوروب. في البداية لم يكن بالامكان مواجهته الا من قبل اللاعبين المتقدمين نسبيا والذين اخترقوا بعمق برجا جديدا كجزء من تحديث للبرمجيات. ومن بين القوى الهجومية المتعددة لهاكار القدرة على نشر الوباء. اما قدراته الاخرى فتشمل فيضان الدم واحداث الجنون. ومعظم اللاعبين الذين بلغوا هذه المرحلة كانوا من القوة بمكان بحيث استطاعوا الصمود أحياء ولم يكن من المفترض قط أن ينتشر الوباء الى أبعد من هذا. لكن كما في الكثير من الاحداث العالمية الحقيقية لم تسر الامور وفقا للخطة. وتسمح وورلد اوف ووركرافت للاعبين بنقل أنفسهم من مكان الى اخر فورا. ويخرج بعض اللاعبين المصابين أنفسهم من البرج الى المدن حيث يبدأ الضحايا الاضعف في التساقط سريعا كالذباب. كما تسمح اللعبة للاعبين بامتلاك حيونات اليفة يمكن استبعادها واستدعاؤها عند الطلب. ولعبت هذه الحيوانات الاليفة دورا اساسيا في نشر الوباء الى خارج البرج. وفي حين ينتمي الانتقال الفوري من مكان الى اخر والحيوانات الاليفة السحرية الى عالم الخيال إلا أن المحللون يرون أن هذه التطورات تحاكي بشكل كبير الخصائص المحتملة للاوبئة الحقيقية ومخاطر انتشارها من خلال وسائل النقل العالمية السريعة. وهرع بعض اللاعبين بايثار للمساعدة مستخدمين قوى الشفاء التي يتمتعون بها وتصرفوا كأول المتجاوبين على الرغم من المجازفة. ولكن المحللين زعموا ان سلوكهم ربما يكون قد أطال من امتداد الوباء وغير دينامياته؛ حيث أبقوا الاشخاص المصابين على قيد الحياة لمدة تكفي لمواصلة نشر المرض ومن خلال التقاطهم الاصابة هم أنفسهم لتصبح قدرتهم على نشر العدوى عالية حين هرعوا لمنطقة أخرى. بينما أصيب اخرون بالمرض عنوة وتجولوا في المناطق المأهولة مما قاد بعض المحللين الامنيين الى قول ان الواقعة ربما تعطي نظرة على كيف يمكن أن يستغل الارهابيون وباء. ويوضح ما حدث نوعية القضايا التي سيكون على واضعي السياسات التعامل معها اذا انتشر وباء انفلونزا الخنازير المميت الذي ظهر في المكسيك. وقال أحد المحللون ان أثر الانتقال الفوري من مكان الى اخر في وورلد اوف ووركرافت يحاكي دور السفر جوا في الانتشار العالمي السريع لمرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد "سارز" بينما يحاكي الخراب الذي تحدثه الحيوانات الاليفة المصابة الدور الذي لعبه البط الذي لا تظهر عليه الاعراض في نشر انفلونزا الطيور بين الطيور. ويرى محلل آخر أن الجوانب الغير حميدة من عالم اللعبة تعكس جانبا من علم الاوبئة في العالم الحقيقي سمحت بما كان يتعين أن يكون مثار اهتمام ضئيل للغاية في مساحة ضيقة من اللعبة؛ ليصبح اول واقعة الكترونية لوباء لا يمكن السيطرة عليه يؤثر على الملايين من البشر. وكان تقرير أصدره صندوق النقد الدولي عام 2006 بشأن الاثر المرجح لانتشار وبائي للانفلونزا يقول انه متى يظهر فيروس معد بشكل كامل يعتبر انتشاره عالميا لا مفر منه عندها ربما تستطيع الدول من خلال اجراءات مثل اغلاق الحدود وفرض قيود على السفر ارجاء وصول الفيروس لكنها لا تستطيع منعه. (رويترز) إقرأ أيضا: منظمة الصحة العالمية: لا توجد منطقة بالعالم بمنأى عن انفلونزا الخنازير اغلاق عنبر ذبح الخنازير بالمجزر الآلي بالإسكندرية كإجراء وقائي انفلوانزا الخنازير تهدد شركات الطيران.. وتدعم صناع الادوية