قضت محكمة جنايات أبوظبي الأحد بحبس إماراتي وزوجته 10 سنوات وسداد دية شرعية لابنته قدرها 160 ألف درهم (حوالي 43558 دولارا)، بعد إدانة الزوجين بتعذيب الطفلة وكيها بأعقاب سجائر مشتعلة وسكين تم تسخينه في الفرن. وكانت الطفلة "نوف" البالغة من العمر تسعة أعوام قد نقلت لمستشفى المفرق في أبوظبي مطلع الشهر الجاري ابريل/ نيسان 2009 وهي تعاني من آثار حروق وتشوه في 80 % من الرأس، بسبب ضربها بعصا وحرقها بأداة حادة ملتهبة. ومثل المتهمان أمام القاضي في جلسة علنية حضرها عدد كبير من مندوبي الصحف المحلية للمرة الأولى على مستوى دائرة القضاء في أبوظبي، كما نقل تلفزيون أبوظبي للمرة الأولى في تاريخ دولة الإمارات وقائع أحدي الجلسات بالمحكمة. وجاء في حيثيات الحكم أن شهود القضية وأقوال المجني عليها وتقرير الطب الشرعي، أكدوا أن المتهمين "اعتديا الضرب المبرح على رأس المجني عليها بالعصا ورطم رأسها بالحائط وإحراق الوجه والجلد بما نتج عنه عاهتان مستديمتان أولهما برأس المجني عليها وثانيهما بوجهها وجلدها، وما لحق بهما من تشويه يظل يلاحق المجني عليها طوال حياتها، الأمر الذي تخرج منه المحكمة بعدم توافر حق التأديب والتعليم الذي تمسك به المتهمان، ومن ثم تم رفض ذلك الدفاع". كما لم تأخذ المحكمة بدفاع المتهمين من أنهما كانا يعتديان عليها بالضرب لمصلحتها، إذ أن "الاصابات التي لحقت بها فاحشة وخطيرة ومتعددة ومتواصلة منذ نحو خمس سنوات، الأمر الذي كان معه المتهمان قاب قوسين أو أدنى من القضاء على المجني عليها". وأخذت المحكمة "بالحد الأعلى من العقوبة وهو عشر سنوات جزاءً وفاقا لهما وعظة وعبرة لغيرهما". وأثارت واقعة تعذيب الطفلة ردود فعل شعبية ورسمية غاضبة بالإمارات، ودفعت وزير الداخلية الإماراتي الشيخ سيف بن زايد ال نهيان للتحذير من تعذيب الأطفال أو معاملتهم بصورة سيئة، مؤكدا أن "الشرطة لن تنظر بعين الرأفة أو تقبل بأي عذر لمن يلحق الأذى بالأطفال مهما كان نوعه أو مستواه". واعتبر ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان- الذي زار الطفلة على سرير علاجها في المستشفى- أن "الحادثة سلوكا شاذا لا يمت بصلة إلى الإمارات، ويخرج عن كل الشرائع السماوية وسلوك دخيل يجب التصدي له". (د ب أ)