أظهرت دراسة ألمانية أن التغير المناخي يهدد بحرمان الحيوانات المائية من الكميات الضرورية لحياتها من الأكسجين. وحاول الباحثان الألمانيان ماتياس هوفمان وهانز يوأخيم شيلنهوبر من معهد بوتسدام الألماني لأبحاث المناخ محاكاة الظروف الطبيعية في البحار وما يمكن أن يؤدي إليه استمرار المعدلات الحالية من الانبعاثات الاحتباسية خلال القرن الحالي. وأشار الباحثان في الدراسة التي نشرا نتائجها في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم إلى احتمال نضوب الأكسجين على عمق 200 إلى 800 متر في البحار والمحيطات القريبة من خط الاستواء. وعزا الباحثان سبب هذا التراجع المحتمل في كميات الأكسجين الى زيادة نسبة حمضية المحيطات التي تمتص بدورها ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. وقام الألمانيان بتقدير ما يمكن أن يحدث بالنسبة لحمضية البحار والمحيطات إذا استمر الإنسان في التسبب في إحداث الانبعاثات الاحتباسية بنفس المعدلات الحالية. وتعمل التفاعلات الكيميائية في المحيطات زائدة الحموضة على خفض نسبة كربونات الكالسيوم التي تدخل في تركيب الحيوانات البحرية مثل الشعب المرجانية وكثير من الكائنات البحرية الدقيقة مما يضعف قدرة المحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من المياه وذلك لأن القضاء على الطحالب المائية التي تحتاج للكالسيوم في حياتها يؤدي إلى خفض الكربون الموجود في أعماق البحار بمليارات الأطنان سنويا. وإذا انخفضت كميات الكالسيوم اللازمة للقشرة الخارجية للطحالب فإن ذلك يؤدي بدوره إلى انتشار أوسع للكائنات المائية الأخرى المعروفة علميا بالبلانكتون وهي أخف من الطحالب التي تمتلك نسبة أكبر من الكالسيوم لحفظ توازنها في الماء مما يجعل هذه الكائنات تهبط في الماء بسرعة أقل بعد موتها ويعطي البكتيريا وقتا أطول لتحليل هذه الكائنات في الطبقات الأعلى من المياه مما يؤدي بدوره إلى استهلاك الأكسجين. وبذلك توضح هذه المحاكاة العلمية انخفاض الأكسجين بسبب هذا التطور خاصة على عمق 200 إلى 800 متر في مياه البحار والمحيطات القريبة من خط الاستواء. ومن المعروف أن انخفاض الأكسجين في مياه المحيطات يهدد حياة كائنات بحرية أخرى هناك. (د ب أ)