أمر الفاتيكان الاربعاء أسقفا تقليديا أنكر المحرقة بأن يسحب رأيه علنا إذا أراد أن يخدم كأسقف في الكنيسة الكاثوليكية. وقال الفاتيكان في بيان إن البابا بنديكت لم يكن على علم بانكار الاسقف ريتشارد وليامسون للمحرقة عندما رفع الحرمان الكنسي عنه هو وثلاثة أساقفة آخرين فى يناير/ كانون الثاني. وأَضاف أيضا أنه ينبغي للحركة التلقيدية التي ينتمي لها الاسقف أن تقبل كافة التعاليم الخاصة بمجلس الفاتيكان الثاني في الفترة بين عامي 1962 و1965 والتي تحث على احترام اليهودية والديانات الاخرى بالاضافة الى التعاليم البابوية منذ عام 1958. وجاء في البيان الذي استخدم الكلمة العبرية للمحرقة "ينبغي للاسقف وليامسون كي يسمح له بالعمل كأسقف في الكنيسة أن ينأى بنفسه بشكل مطلق لا لبس فيه عن مواقفه بخصوص المحرقة". وتابع البيان أن مواقف وليامسون من المحرقة غير مقبولة مطلقا ويرفضها البابا بشدة. وفي 24 يناير/ كانون الثاني رفع البابا الحرمان الكنسي عن أربعة اساقفة تقليديين عزلوا من الكنيسة قبل 20 عاما عندما رسموا بدون اذن البابا في ذلك الوقت يوحنا بولس الثاني. ومن بين الذين أدانوا وليامسون وقرار البابا ناجين من المحرقة وكاثوليك تقدميين وأعضاء بالكونجرس الامريكي وكبير الحاخامات في إسرائيل وزعماء اليهود في ألمانيا والكاتب اليهودي الحائز على جائزة نوبل للسلام ايلي ويزيل. وقال وليامسون لتلفزيون سويدي في مقابلة اذيعت في 21 يناير كانون الثاني "اعتقد انه لم تكن هناك غرف غاز"، وأضاف أنه لم يهلك سوى 300 الف يهودي في معسكرات اعتقال النازي وليس ستة ملايين كما يعتقد التيار السائد من المؤرخين. واعتذر وليامسون في وقت لاحق للبابا عن "المحنة غير الضرورية" التي سببها له لكنه لم يتخل عن رأيه بعد. ورحب قادة اليهود ببيان الفاتيكان لكنهم قالوا ان هناك حاجة للمزيد، وقال ايلان شتاينبرج نائب رئيس التجمع الامريكي للناجين من المحرقة ونسلهم "هذه كانت الخطوة الضرورية التي طالبنا بها لنزع فتيل الازمة الاخلاقية التي سببها عودته الى الكنيسة". وأضاف "يمكن أن تبدأ الان عملية تضميد هذا الجرح العميق الذي سببته هذه الازمة للحوار بين الكاثوليك واليهود". وقال المجلس المركزي لليهود في ألمانيا إن خطوة الفاتيكان كانت إشارة ايجابية ورد فعل لطلب التوضيح الذي قدمته المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، مضيفا أنها قد تؤدي الى استئناف العلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية. وكان المجلس قال الاسبوع الماضي انه قطع اتصالاته مع الكنيسة بسبب الخلاف، ورحب المؤتمر اليهودي العالمي بتحرك الفاتيكان الاخير لكنه قال انه تم نصح البابا بشكل سيء في المسألة برمتها وأنه ما زال يتعين القيام بالمزيد. ووتابع "معاداة وليامسون الصارخة للسامية ليست قضية منعزلة، ودعا المؤتمر البابا لمعالجة هذه المخاوف بشكل عاجل والتأكد من أن الانجازات التي تحققت على مدى أربعة عقود من الحوار بين الكاثوليك واليهود لا يتم الحاق الضرر بها من قبل قلة صغيرة من الناس الذين يريدون الانقسام بدلا من الوحدة. (د ب أ)