أعلن الزعيم الكوبي فيدل كاسترو (81 عاما) في رسالة وقعها بخط يده ونشرت على الموقع الالكتروني لصحيفة "جرانما" الرسمية الثلاثاء تخليه عن الرئاسة وقيادة القوات المسلحة بعد توليه هذا المنصب في كوبا نحو نصف قرن. وفى رد فعل سريع ، قال الرئيس الامريكى جورج بوش ان تنحى كاسترو يعد نقلة ديمقراطية فى كوبا. وكتب الرئيس الكوبي الذي ابتعد عن السلطة منذ نحو 19 شهرا "لا اطمح ولن اقبل اكرر انني لا اطمح ولن اقبل بتولي مهام رئاسة مجلس الدولة وقيادة القوات المسلحة". واضاف "حان الوقت لانتخاب مجلس دولة ورئيسه ونائب رئيسه" معلقا على انتخابات مقررة الاسبوع المقبل مشيرا الى انه يخاطب "مواطنيه الاعزاء". وسيجتمع برلمان كوبا في 24فبراير/شباط لتعيين اعضاء مجلس الدولة اعلى سلطة تنفيذية في النظام الكوبي ولتعيين رئيس المجلس (رئيس الدولة) ونائبه او نوابه. واكد كاسترو في رسالته انه "تشرف بتولي هذه المهمة كرئيس لمجلس الدولة لسنوات طويلة" منذ تبني الدستور الجديد في 1976 ، ويعد كاسترو هو القائد الاول لكوبا منذ ثورة يناير/كانون الثاني عام 1959 . وتابع كاسترو "ادراكا لوضعي الصحي الحرج كثيرون اعتقدوا في الخارج ان التخلي المؤقت عن مهام رئاسة مجلس الدولة في 31 يوليو/تموز 2006 التي تركتها بين ايدي النائب الاول للرئيس راوول كاسترو روز كان نهائيا". واضاف "في مرحلة لاحقة تمكنت مجددا من السيطرة التامة على مداركي وتمكنت من القراءة والتأمل الاجباري كثيرا بسبب الراحة. اتمتع بقوة بدنية كافية للكتابة لعدة ساعات تقاسمتها مع عملية اعادة تأهيل". وتابع ان "واجبي الاول بعد سنوات من الكفاح هي اعداد (الشعب) لغيابي نفسيا وسياسيا ، ولم اتوقف عن تأكيد ان الامر يتعلق بتعافي لا يخلو من مخاطر". واكد كاسترو "لحسن الحظ فان نظامنا لا يزال يتضمن كوادر من الحرس القديم متحدين مع آخرين كانوا اصغر سنا عندما بدأت المرحلة الاولى من الثورة". واضاف ان "الطريق سيكون صعبا ويتطلب جهدا ذكيا من الجميع" قبل ان يؤكد "لا اقول الوداع لانني ارغب في الكفاح كجندي افكارا وساواصل الكتابة تحت عنوان (افكار الرفيق فيديل)". وتابع "سيكون ذلك سلاحا من ترسانة يجب الاعتماد عليها قد يسمع صوتي وساكون حذرا". ردود افعال اعتبر الرئيس الامريكي جورج بوش الثلاثاء من العاصمة الرواندية كيجالي ان تخلي الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عن الرئاسة يجب ان يقود الى مرحلة "انتقالية ديموقراطية" في كوبا. وقال بوش اثناء زيارته الى رواندا في اطار جولة افريقية "ارى في ذلك مرحلة انتقالية ديموقراطية للشعب الكوبي". ودعا بوش ايضا بالحاح المجتمع الدولي الى عدم تفضيل "الاستقرار" على الديموقراطية في كوبا. ومن جانبه ، قال زعيم الحزب الشيوعي الروسي جينادي زيوجانوف الثلاثاء ان فيدل كاسترو تخلى عن رئاسة كوبا كمسوؤل "سياسي مبدع" و"شجاع" واتخذ هذا القرار "في مصلحة بلده وشعبه". ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن زيوجانوف قوله "انه قرار شجاع وانني واثق ان فيدل كاسترو باتخاذه كان يفكر في مصلحة بلاده وشعبه". واضاف زيوجانوف المرشح للانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في الثاني من مارس/اذار ان كاسترو "شخصية سياسية مميزة رفعت راية الحرية عاليا". وفى رد فعل اخر ، وصف الحزب الاشتراكي الحاكم في أسبانيا الثلاثاء قرار الرئيس الكوبي فيدل كاسترو التخلي عن الرئاسة بأنه"نبأ عظيم" إذا ما أدى إلى "انفتاح ديمقراطي". وقال خوسيه بلانكو السكرتير التنظيمي للحزب الاشتراكي الذي يترأسه رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو "سنعمل على تحقيق هذا من أسبانيا". وقال ترينيداد جيمينيز وهو سكرتير دولة للشؤون الايبروأمريكية إن استقالة كاسترو ربما تساعد راؤول كاسترو القائم بأعمال الرئاسة الكوبيةعلى تنفيذ الاصلاحات التي أعلنها. ورحب ماريانو راخوي زعيم المعارضة المحافظة في أسبانيا باستقالة كاسترو ووصف النظام الكوبي بأنه نظام "فوضوي" لانه لم يعد هناك أنظمة شيوعية في العالم. اما السويد فقد صرح وزير خارجيتها كارل بيلدت الثلاثاء أن استقالة الرئيس الكوبي فيدل كاسترو تمثل نهاية عهد بدأ بآمال عريضة وانتهى بالظلم. وذكر بيلدت في بيان أنه بالرغم من أن انتقال السلطة إلى راؤول شقيق كاسترو "لن يؤدي إلى تغييرات فورية, إلا أننا نأمل أن يبدأ السير نحو الديموقراطية". وأضاف وزير الخارجية السويدي أن شعب كوبا "له نفس الحقوق في الحرية والديموقراطية مثل كل الشعوب الأخرى" معربا عن أمله في إمكانية التعاون بين كوبا والمجتمع الدولي. وكان بيلدت قد انتقد انتهاكات حقوق الانسان في كوبا خلال اجتماع لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف العام الماضي. وأثارت هذه الانتقادات رد فعل غاضب من سفير كوبا لدى الأممالمتحدة الذي اتهم السويد "بالضلوع في تطهير عرقي".