عدل النفط اتجاهه صاعدا ليتخطى 40 دولارا للبرميل الثلاثاء بعد تراجعه نحو 4 % في الجلسة السابقة عندما أوقدت بيانات أمريكية شرارة مخاوف جديدة بشأن الاقتصاد والطلب في أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم. وبحلول الساعة 08:48 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر الخام الامريكي الخفيف تسليم مارس/ اذار 47 سنتا الى 40.55 دولار للبرميل، بعدما تراجع الى 39.83 دولار الاثنين لينزل عن 40 دولارا للبرميل للمرة الاولى في ثلاثة أسابيع. وهو ما انسحب على خام القياس الاوروبي، ليصعد مزيج برنت في لندن 45 سنتا مسجلا 44.27 دولار للبرميل. وعلى صعيد سلة خامات اوبك القياسية، ارتفعت أسعارها الاثنين الى 42.64 دولار للبرميل من 42.04 دولار الجمعة. وتضم سلة أوبك 12 نوعا من النفط الخام هي، خام صحارى الجزائري، وجيراسول الانجولي، والايراني الثقيل، والبصرة الخفيف العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني الخفيف النيجيري، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الاماراتي، وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا، واورينت من الاكوادور. وكان تقرير للحكومة الامريكية أظهر الاثنين تراجع انفاق المستهلك للشهر السادس على التوالي في ديسمبر/ كانون الأول 2008 وأن التوقعات لاتزال قاتمة وهو ما عزز الصورة الكئيبة التي رسمتها أرقام صدرت في وقت سابق في اسيا وأوروبا. كما ساهم في تراجع اسعار الخام الاثنين أنباء بأن مفاوضين نقابيين وممثلين لصناعة النفط في الولاياتالمتحدة تمكنوا من تفادي اضراب عن العمل كان من شأنه ان يخفض انتاج الوقود وان المحادثات بشان عقد جديد تسير بشكل جيد. ولو حدث الاضراب لتعطلت حوالي 10 % من طاقة تكرير النفط في الولاياتالمتحدة. وأدى انكماش الاستهلاك العالمي للطاقة وسط التباطؤ الاقتصادي العالمي الى تضخم مخزونات الوقود، وساعد في دفع اسعار النفط للهبوط بأكثر من 100 دولار منذ سجلت أعلى مستوى لها على الاطلاق فوق 147 دولارا في يوليو/ تموز 2008 . وقال أنتوني نونان مسئول ادارة المخاطر لدى ميتسوبيشي كورب في طوكيو ان سوق النفط تقترب من القاع، مشيرا الى ان تخفيضات اوبك ستبدأ التأثير على المخزونات خلال شهور قليلة وهو شيء تضعه السوق في الحسبان، لافتا الى ان الاقتصاد هو مصدر الخطر. وخفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الامدادات أكثر من أربعة ملايين برميل يوميا منذ سبتمبر/ أيلول 2008 في محاولة لتحقيق التوازن في السوق وانقاذ عائداتها. (رويترز)