قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس يوم الجمعة ان الولاياتالمتحدة تعمل باتجاه وقف سريع لإطلاق النار في غزة يكون "صامدا ومتواصلا". وأشارت رايس -في مؤتمر صحفي عقد فى البيت الأبيض- إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والتوصل إلى وضع لا يمكن حركة حماس من الاستمرار في إطلاق صواريخ من غزة،فضلا عن عدم السماح بالعودة إلى الوضع السابق. وأضافت كوندوليزا رايس - فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب اجتماعها مع الرئيس جورج بوش الذى عاد إلى واشنطن بعدما أمضى عطلة أعياد الميلاد فى مزرعته بكروفورد فى تكساس - إنها والرئيس ناقشا الموقف فى غزة، وأعربت عن قلق الولاياتالمتحدة وسعيها الحثيث مع الشركاء حول العالم للتعامل معه. واتهمت وزيرة الخارجية حماس باحتجاز قطاع غزة كرهينة منذ ما وصفته بالانقلاب على سلطة الرئيس الفلسطينى محمود عباس الذى أكدت أنه الرئيس الشرعى للشعب الفلسطينى. وقالت إن حماس استخدمت قطاع غزة منصة لإطلاق صواريخها على المدن الإسرائيلية وتسببت فى زيادة وضع الحياة والأحوال الإنسانية فى غزة سوءا وجعلت من الصعوبة على سكان القطاع العيش بشكل طبيعى. وأوضحت رايس أنه يجرى العمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار لايسمح بعودة الوضع الراهن الذى تستطيع فيه حماس إطلاق الصواريخ من غزة، إلا أنها أشارت إلى أنه المتعين التوصل إلى مثل هذا الاتفاق على وجه السرعة ، على أن يكون وقفا دائما ومستمرا لإطلاق النار. وأعادت رايس إلى الأذهان أن حماس هى التى رفضت دعوات مصر ودول عربية أخرى لتمديد التهدئة التى توسطت فيها مصر. وقالت إنها على اتصال بعدد من الدول العربية الرئيسية ، وأنها تحدثت مع نظرائها الأوروبيين كما أنها على اتصال مستمر بالحكومة الإسرائيلية للعثور على حل دائم للشعبين الفلسطينى والإسرائيلى وأيضا للمنطقة ككل. وأشارت كذلك إلى أن بوش على اتصال بكبار الزعماء العرب ومع الإسرائيليين وأنه سيواصل العمل على التوصل إلى اتفاق لا يسمح بعودة الوضع إلى ماكان عليه ، لكنها نفت أن يكون لديها نية أو خطط للتوجه للمنطقة فى الوقت الحالى. كان الرئيس بوش قد أجرى اتصالات على مدى الأيام الماضية من الحرب الإسرائيلية على غزة ومنها اتصالات بالرئيس حسنى مبارك، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وملك الأردن عبد الله الثانى والرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت واضافت رايس انها لن تسافر الى المنطقة في الوقت الحالي لمحاولة التوسط لإنهاء العنف. وبدأت اسرائيل ضربات جوية في قطاع غزة السبت الماضي. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قد أجرى مساء الخميس اتصالا هاتفيا مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ، طالبها خلاله بسرعة العمل من خلال مجلس الأمن الدولى لاستصدار قرار بالوقف الفورى للأعمال العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة. صرح بذلك المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الجمعة، مشيرا إلى أن أبوالغيط أكد لرايس - خلال الاتصال - على الأهمية الكبرى التى توليها مصر لتحرك سريع وحاسم من قبل مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلى بشكل فورى، خاصة وأن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ينتج عنه يوميا المزيد من القتل والدمار للفلسطينيين من سكان القطاع . وأضاف المتحدث أن أبوالغيط أجرى ، فى ذات السياق ، اتصالات عاجلة مع وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا ، باعتبار هذه الدول أعضاء دائمين بمجلس الأمن ،وحثهم على ضرورة التحرك بشكل عاجل من خلال المجلس الدولى لإصدار قرار يلزم إسرائيل بالوقف الفورى لعدوانها. وأشار المتحدث إلى أن أبوالغيط كلف السفير المصرى فى تل أبيب بنقل رسالة إلى وزيرة الخارجية الإسرائيلية "تسيبى ليفنى" بضرورة امتناع إسرائيل عن القيام بعمليات برية فى القطاع ، وضرورة وقفها للعمليات العسكرية كلها بشكل فورى. وأوضح المتحدث الرسمى أن أبو الغيط أجرى كذلك سلسلة اتصالات مع عدد من وزراء الخارجية العرب ، فى مقدمتهم وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل باعتباره رئيسا للدورة الحالية لمجلس الوزراء العرب ، ووزير خارجية الأردن صلاح البشير ،والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تناول فيها التحرك العربى فى مجلس الأمن وسبل إنجاحه للحصول على قرار من المجلس بوقف العدوان الإسرائيلى فى أسرع وقت . ولفت المتحدث إلى أن أبوالغيط نسق مع الوزراء العرب والأمين العام التحرك فى هذا الخصوص فى ضوء توجه لجنة وزارية عربية إلى نيويورك لهذا الغرض وفقا لتكليف الاجتماع الوزارى العربى الأخير. كما أجرى أبوالغيط اتصالات مع المسئولين فى السلطة الوطنية الفلسطينية فى ذات الإطار وفى ضوء التنسيق المصرى - الفلسطينى المستمر لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة بشكل فورى. وتابع المتحدث إنه، فى ذات السياق ،تقوم السلطات المصرية بإجراء اتصالات مع مسئولين فى حركة حماس بشأن الأفكار المطروحة لوقف إطلاق النار. (رويترز-أ ش أ)