..أيام قليلة ويحتفل العالم كله بأعياد رأس السنة الميلادية، كل على طريقته الخاصة، حيث يقبل الناس على شراء أشكال مختلفة من شجرة الكريسماس وبابا نويل، ولهذا تزدهر محال بيع شجر الكريسماس . على باب أحد أكشاك الزهور فى ميدان لبنان يحاول طفل صغير أن يقنع أباه بشراء شجرة كريسماس أكبر من التى ينوى شراءها، لا يلتفت والده لطلبه ويقول له «كل الشجر زى بعضه، بابا نويل هييجى يزورهم كلهم لأنه مابيفرقش بين الأحجام والأشكال». وتتفاوت أسعار شجرة الكريسماس طبقاً لنوع الشجر وللمنطقة التى يباع فيها، ويتواجد فى السوق المصرية نوعان من الأشجار الطبيعية بالإضافة إلى شجر الكريسماس المصنوع من البلاستيك، النوع الأول من أشجار الكريسماس الطبيعية هو الأكثر انتشاراً والأرخص سعراً حيث يزرع فى مصر ويسمى «تويّة»، ويكون أصغر حجماً من شجر الكريسماس المستورد وأقل فى عدد الفروع، وتستغرق زراعة الشجرة بين 3 و5 سنوات فى عدة مناطق مثل القليوبية والمنوفية والبراجيل والقناطر، ويبدأ سعر الشجرة الصغيرة التى يبلغ طولها متراً من 40 جنيهاً فى أحياء شبرا والعتبة وعين شمس، بينما يصل سعر الحجم نفسه 60 جنيهاً فى المهندسين والزمالك، وتتدرج الأسعار فى الأحجام الكبيرة حتى تصل إلى 150 جنيهاً فى أكبر الأحجام، ويقول عادل ناصف صاحب أحد محال الزهور فى شبرا: «الشجرة بتحتاج طقس بارد عشان كده بتتزرع فى المنوفية والبراجيل، وفلاحين قليلين هم اللى بيشتغلوا فى الكريسماس وكمان مبيبقوش متخصصين فيه، كل واحد بيزرع كام شجرة ويبيعها على شهر نوفمبر واحنا نبدأ نعرضها طوال ديسمبر، وأهم حاجة بتميز شجرة الكريسماس إنها بتعيش وقت طويل جوه البيت وبتاخد وقت لحد ما تدبل وتصفر وتموت،وبيبقى شكلها حلو أوى لما يتحط لها فرع إنارة زينة». اللافت للنظر أن الشجرة البلاستيكية المزينة يفوق سعرها الطبيعية، حيث تبدأ أسعارها ب 250 جنيهاً للشجرة الصغيرة و 600 جنيه للشجرة المتوسطة وتصل إلى 1000 جنيه فى الشجرة الكبيرة التى يصل طولها لنحو 3 أمتار، أما الشجر المستورد المسمى ب «الأروكاريا» فيتم استيراده من هولندا ولبنان ويتواجد غالباً فى المناطق الراقية حيث يبدأ سعر الشجرة الصغيرة من 1000 جنيه ويزداد السعر بزيادة حجم الشجرة، وغالباً ما يتم جلب الأشجار من الخارج بالحجز ويقول مؤمن عبدالعظيم، عامل بأحد المحال فى الزمالك: «الشجر المصرى «التوية» بيبقى عليه شغل أكتر من المستورد لأن كل الناس والطبقات بيقدروا يشتروه والموضوع سيان بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، الاتنين بيشتروا الشجر كنوع من الفرح والبهجة وإنه يكون فيه حاجة خضرة جوه البيت». بعض الباعة تكفلوا بتزيين الأشجار للمشترين والبعض الآخر ترك لهم حرية تزيينها بما يرونه مناسبا لهم ويكمل مؤمن :«الناس أحياناً تحب تزيين الشجرة بصور شخصية لها و أحياناً تزينها الشركة بمجموعة من إنجازاتها وأغرب شجرة طلبها زبون منى كان يريد وضع حذاء عليها تعاطفاً مع الزيدى، وآخر طلب منى وضع صورة فلسطين التى كان يتمنى زيارتها خلال الكريسماس».