أعلن مساعد للرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما اختيار اقتصاديين بارزيين لمعاونته على اجتياز الأزمة المالية في اجراء سريع بعد انتخابه، حيث قرر تعيين تيموثي جيثنر وزيرا للخزانة ولورنس سمرز مديرا للمجلس الاقتصادي الوطني وجيثنر وسومرز من فرق عمل الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون، ويحظيان باحترام واسع في اوساط المال والاعمال بالولاياتالمتحدة. وبالاخيار يبدأ الرئيس الامريكي المنتخب في تشكيل فريقه الاقتصادي لمواجهة الازمة المالية العالمية التي تمر بها الولاياتالمتحدة والعالم. ويتوقع متابعون أن يؤدي اختيار هذين الرجلين الى تهدئة الاسواق المالية المنهكة في وول ستريت، ويعتزم اوباما اعلان هذه الاختيارات خلال مؤتمر صحفي الاثنين. ويعمل تيموثي جيثنر رئيس لفرع الاحتياطي الفيدارلي في نيويورك (البنك المركزي)، بينما تقلد لورنس سومرز منصب وزير الخزانة سابقا. وكانت التوقعات بشأن تعيين جيثنر قد ساهمت في إنعاش أسواق المال الأمريكية وارتفعت بورصة وول ستريت في نيويورك بنسبة 6% في ختام تعاملات الأسبوع الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2008. وكان جيثنر دورا بارزا في الفترة الماضية عبر مساعدته إدارة جورج بوش على مواجهة الأزمة المالية العالمية بالتعاون مع وزير الخزانة الحالي هنري بولسون. وكذلك لعب جيثنر ولورنس سومرز دورا بارزا في التسعينيات في مواجهة أزمات مالية دولية مثل انهيارا الأسواق الآسيوية وأزمة الديون الروسية. وتأتي أهمية التعيينات في الفريق الاقتصادي في ضوء الدور المنتظر لعناصره في مساعدة أوباما على التعامل مع تبعات الأزمة المالية العالمية وتنفيذ وعوده بإنعاش الاقتصاد الأمريكي، حيث قال مراقبون أن الاقتصاد يتصدر أجندة الرئيس الامريكي المنتخب. أما سومرز فيتذكر الامريكيون له مساهمته الاقتصادية المهمة بادارة كلينتون. ومن المنتظر أن يعمل الخبيران على وضع الخطوط العريضة لخطة انقاذ الاقتصاد التي يعكف اوباما على اعدادها، لانعاش الاقتصاد من خلال توفير فرص عمل جديدة عن طريق الاضطلاع بتنفيذ مشاريع ضخمة. ويأتي الاختيار في اطار تحركاته لمواجهة الأزمة، ومنها مطالبة مستشاريه السبت اعداد خطة انعاش اقتصادي من شأنها توفير 2.5 مليون فرصة عمل خلال عامين ينتهيات في يناير 2011، تهدف الى انعاش ايجاد فرص العمل في الولاياتالمتحدة ووضع الاسس لاقتصاد متين وفي اوج النمو. ويدل هذا الاعلان على رغبة باراك اوباما الذي يتولى مهامه في 20 يناير/ كانون الثاني 2009 وفريقه في التصدي بلا تأخير للازمة. ومنذ بداية عام 2008 خسر الاقتصاد الامريكي 1.2 مليون فرصة عمل ليزداد عدد العاطلين عن العمل والمتقدمين للمساعدات الحكومية لأعلى معدلاته منذ يوليو/ تموز من عام 1992، ويتوقع خبراء ان يشهد عام 2009 إلغاء ملايين فرص العمل الاخرى اذا لم يتم اتخاذ اي اجراء. واوضح باراك اوباما ان خطته تمثل مقدمة لاصلاحات الاقتصادية لا يتوقف هدفها عند الخروج من الازمة بل هي استثمارات بعيدة الامد لمستقبل الاقتصاد الذي تم تجاهله لفترة طويلة جدا. (وكالات)