قال علماء إن نوعا من الصخور يكثر وجوده في سلطنة عمان يمكن أن يمتص غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري بمعدل قد يساعد في إبطاء ارتفاع درجات الحرارة على الأرض. وعندما يحدث تلامس بين ثاني أكسيد الكربون وهذه الصخور التي تعرف باسم البريدوتيت (صخر بركاني صواني) يتحول الغاز إلى مادة صلدة مثل الكالسيت ( كربونات الكالسيوم المتبلرة). وقال الجيولوجي بيتر كيليمان والكيميائي الجيولوجي يورج ماتروكلاهما من مرصد لامونت دوهيرتي ايرث في نيويورك: إن هذه العملية التي تحدث بشكل طبيعي يمكن زيادة طاقتها مليون مرة لإنماء معادن تحت الأرض قد تخزن بشكل دائم ملياري طن أو أكثر من الثلاثين مليار طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعثة بفعل نشاط الإنسان سنويا. وستنشر دراستهما في عدد 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 من دورية "بروسيدنجز اوف ذي نيتشرال أكاديمي اوف ساينس" "Proceedings of the Natural Academy of Sciences". والبريدوتيت هو أكثر الصخور شيوعا الموجودة في غطاء الأرض أو الطبقة التي تقع مباشرة تحت القشرة وهي تبدو -أيضا - على سطح الأرض خصوصا في سلطنة عمان التي تقع قريبة بشكل مناسب من منطقة تنتج كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في إنتاج الوقود الحفري. وقال ماتر في مقابلة "أن تكون قريبا من كل هذه البنية التحتية للنفط والغاز فهذا ليس شيئا سيئا. وقام العالمان -أيضا - بحساب تكاليف استخراج الصخور وجلبها مباشرة إلى منشات الطاقة التي تبعث منها غازات مسببة لظاهرة الاحتباس الحراري لكنهم اعتبروها مكلفة للغاية، وقالا "إنهما استهلا عملية تخزين صخور البريدوتيت للكربون من خلال نقلها وحقنها بمياه ساخنة تحتوي على غاز ثاني اكسيد الكربون المضغوط وقدما ملفا لبراءة مبدئية لهذه التقنية. ويقول العالمان إن ما بين 4 مليارات و5 مليارات طن سنويا من هذا الغاز يمكن تخزينها قرب سلطنة عمان باستخدام صخورالبريدوتيت بالتوازي مع تقنية ناشئة أخرى طورها كلاوس لأكنر في كولومبيا تستخدم "أشجارا" اصطناعية تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء. وتتكون صخور البريدوتيت في جزر بابوا غينيا الجديدة وكاليدونيا في المحيط الهادي وبمحاذاة ساحل البحر الأدرياتي وبكميات أقل في كاليفورنيا. (رويترز)