صراع فضائي على "الرياضة السعودية"

تصاعدت حمى المنافسة على كعكة «الرياضة السعودية» خلال الآونة الأخيرة بين الشركات التجارية والقنوات الفضائية لتبلغ ذروتها في ظل الرغبة الجامحة لتنفيذ عمليات «الاستحواذ الجماهيري»، بما يتيح تسويق المنتجات وتحقيق العوائد المالية العالية.
واعتبر مدير إدارة الاستثمار في الرئاسة العامة لرعاية الشباب خالد الباحوث الرياضة أهم القطاعات التي تسعى الشركات إلى استثمارها في المرحلة الحالية «بسبب كون الكثير من المشجعين من فئة عمرية شابة، فضلاً عن كون الرياضة الوسيلة الترفيهية الأولى للشباب في ظل عدم توافر وسائل ترفيهية أخرى».
وأبدى الباحوث تفاؤله الكبير بمستقبل استثمار القطاع الخاص في الرياضة، موضحاً أن المؤشرات والمعطيات الموجوده حالياً ينبىء بتصاعد مبهر للرياضة السعودية.
وفي الوقت الذي يشتد فيه التسابق بين شركتي الاتصالات السعودية واتحاد اتصالات «موبايلي» في ساحة عقود الرعاية للأندية والنجوم تترقب الساحة الرياضية تسابقاً أكثر ضراوةً بين القنوات التلفزيونية لكسب حقوق الرعاية الحصرية للدوري السعودي والتي بلغت في عقدها الأخير 100 مليون ريال للسنة الواحدة.
ويتوقع مراقبون تضاعف هذا الرقم أو حتى تجاوزه في العقد المقبل، خصوصاً في ظل طموح قناة «الجزيرة» الرياضية في كسب الدوري السعودي إلى قائمتها ورغبة قناة «أوربت» الرياضية في العودة مجدداً إلى الساحة الجماهيرية وسعى قنادة «راديو وتلفزيون العرب» إلى الحفاظ على الدوري السعودي، فضلاً عن الحديث عن قنوات أخرى تسعى الى تحقيق الهدف ذاته.
وشهدت الآونة الأخيرة خلافاً قانونياً بين نادي النصر و «موبايلي»، بسبب توقيع النادي لعقد شراكة استراتيجية مع شركة الاتصالات السعودية في حين وقّع نجم الفريق سعد الحارثي عقداً «منفرداً» مع الشركة المنافسة لتمثيلها في فريق «نجوم موبايلي» في تصرف وصفه متابعون ب «الاختراق التسويقي»، ما حدا بالرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى التدخل ووقف الصفقة.
وكانت القنوات الرياضية شهدت منافسة برامجية مماثلة بينها. ففي الوقت الذي كانت القناة الرياضية» السعودية وقناة «راديو وتلفزيون الشرق الأوسط» تتنافسان في الاستحواذ على المتابعة الجماهيرية في وقت متزامن عبر برنامج «كل الرياضة» و «صدى الملاعب»، قررت قناة «راديو وتلفزيون العرب» الناقل الحصري للدوري السعودي دخول اللعبة «التنافسية» ببث برنامج جديد تحت مسمى «الجولة» لتغطية الدوري السعودي في فترة متزامنة مع البرنامجين.
ولم تقتصر المنافسة بين القنوات الفضائية على البرامج اليومية، بل شملت أيضاً الحلقات الأسبوعية، خصوصاً بعد دخول قناة «أبو ظبي» الرياضية ضمن القنوات المنافسة على تغطية الدوري السعودي.