"دبي" تتحدى انكماش الاقتصاد وتفتتح مركزا عملاقا للتسوق

في الوقت الذي يخيم فيه شبح انكماش اقتصادي على العالم، تستعد إمارة دبي التي أصبحت معقلا إقليميا للمشاريع العمرانية الرائدة، لافتتاح مركز عملاق للتسوق يعد من بين المراكز الأكبر في العالم.
ويقع "دبي مول" - المقرر افتتاحه الثلاثاء- عند أسفل برج دبي الذي ما زال قيد الإنشاء وبات أطول برج في العالم إذ لامس ارتفاعه 700 متر.
ويضم المركز أكثر من 1200 متجر، وسوقا للذهب وأكثر من 120 مطعما ومقهى و22 صالة سينما وحلبة ضخمة للتزحلق على الجليد وشارع خاص لأبرز ماركات الموضة.
ويطمح القائمون عليه في اجتذاب نحو 30 مليون زائر خلال السنة الأولى لعمله.
ومع كشف النقاب عن المركز التجاري الجديد يطرح عدد من المراقبين تساؤلات عما إذا كانت دبي التي تحوي أصلا مراكز تجارية ضخمة، تحتاج فعلا لمركز تسوق بهذا الحجم خصوصا في ظل الأزمة المالية العالمية.
وقال إيكار وورتز رئيس القسم الاقتصادي في مركز الخليج للأبحاث، إن تداعيات الأزمة المالية أصبحت ملموسة في جميع أنحاء العالم بما في ذلك في الإمارات حيث يمكن أن تتأثر حركة مراكز التسوق خصوصا بسبب القيود التي باتت تفرضها المصارف على استخدامات البطاقات الائتمانية.
وهو ما سيلقي بظلاله - بحسب المصدر- على القدرة الشرائية لسكان دبي وأبوظبي التي انخفضت بشكل عام في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع كلفة السكن.
وفي سياق متصل، قال وورتز إن الأزمة نالت كذلك من القوة الشرائية للأجانب بعد تراجع عدد السياح خاصة الغربين جراء الأزمة، وأضاف أنه حتى لو استمر السياح بالقدوم إلى دبي فإنهم سينفقون قدرا أقل من الأموال.
لكن مطوري المشروع يبدون أكثر تفاؤلا حيال نجاحه، فيقول المحلل إبراهيم خياط إن دبي التي تحوي أصلا بين 35 و40% من مراكز التسوق في منطقة الخليج الغنية تبقى وجهة مفضلة للتسوق في العالم العربي وأسيا وإفريقيا.
وأكمل أنه رغم الأزمة العالمية لم يتم تسجيل انخفاض في الحجوزات الفندقية أو في حجوزات الرحلات المتوجهة إلى الإمارة التي تكرست خلال السنوات كمقصد لرجال الأعمال والعائلات، والأغنياء الذين
يبحثون عن آخر صيحات الموضة.
وكسائر دول الخليج، تتمحور الحياة الاجتماعية في دبي حول مراكز التسوق المعروفة بالمولات، حيث يعد التسوق أو الشوبينج من أبرز اهتمامات سكان هذه المنطقة من العالم.
والمركز الجديد من مشروعات مجموعة إعمار التي تعد من أهم مطوري المشاريع الكبرى التي تصنع سمعة دبي بما في ذلك برج دبي.
ورغم ذلك تعاني الشركة - التي تسيطر عليها إمارة دبي- انخفاض حاد في أسعار أسهمها في سوق دبي المالية.
وتعلق الشركة إعمار آمالا كبرى على المركز الجديد الذي يعد من أبرز مكونات "وسط مدينة برج دبي" الذي تبنيه الشركة وتقدمه على أنه "أرقى كيلومتر مربع في العالم" وتقد تكلفته بحوالى 20 مليار دولار.
(أ ف ب)