أغلقت الحكومة السورية مدرسة أمريكية ومركزا ثقافيا أمريكيا في دمشق، كما قررت تأجيل اجتماع اللجنة العليا السورية العراقية، حسبما أفادت الوكالة العربية السورية للانباء. وعبرت الحكومة عن استنكارهه لما صدر على لسان الناطق باسم الحكومة العراقية وتبريره غير المقبول وغير المسئول لهذا العدوان الغادر الذي انطلق من الأراضي العراقية ضد بلد عربي مجاور وشقيق. يأتي القرار بعد يومين من غارة شنتها الولاياتالمتحدة في شرق سوريا قالت دمشق انها أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين. من جهة اخرى، طلبت سوريا من الأممالمتحدة تحميل الولاياتالمتحدة مسئولية الغارة التي نفذها الجيش الامريكي الاحد ، وجاء في الرسالة التي اوردت وكالة الانباء السورية نصها ان "حكومة الجمهورية العربية السورية اذ تلفت الانتباه الى هذا العمل العدواني السافر، فانها تتوقع من مجلس الامن ومن الدول الاعضاء في الاممالمتحدة تحمل مسئولياتهم لمنع تكرار هذا الانتهاك الخطير". فى الوقت نفسه، نفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن تكون الغارة الامريكية التي شنت داخل اراضيها استهدفت ناشطا من القاعدة كما زعم مسئول أمريكي، وقال "ما يقولونه غير مبرر، أنفي ذلك تماما." كان مسئؤول أمريكي قد قال الاثنين إن الغارة استهدفت أبو غادية وهو مساعد سابق لابو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق الذي لقي حتفه في هجوم جوي أمريكي في عام 2006. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الغارة كانت تهدف الى طمأنة أعداء دمشق أن واشنطن لا تحذو حذو فرنسا وبريطانيا في التقارب مع سوريا. وعبر الوزير السوري عن دهشته لسكوت الولاياتالمتحدة عقب الغارة، وقال "لعلهم كانوا يفكرون كيف يختلقون ردهم." وقال المعلم في تصريحات نشرت الثلاثاء "لعل البعض في الحكومة الأمريكية لا يشعرون بسعادة لرؤية العلاقات تتحسن لعلهم يريدون أن يبعثوا برسالة الى حلفائهم في المنطقة مفادها أن السياسة الامريكية تجاه سوريا لم تتغير." واضاف المعلم إن الغارة الامريكية لن تفسد مفاتحات التقارب التي تبدت في الاونة الاخيرة بين سوريا وأوروبا ولاسيما فرنسا وبريطانيا. واستطرد بعد مباحثاته مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند "يجب أن اؤكد لكم ان ما حدث امس اذا كان يهدف الى قطع علاقاتنا المبشرة مع اوروبا مع بريطانيا وفرنسا فانه يمكنني أن اؤكد لكم ان محادثات اليوم تقضي بالفشل على هذا الهدف." وقال ان سوريا تفعل كل ما في وسعها للسيطرة على الحدود مع العراق لكن واشنطن تحب القاء اللوم على أطراف أخرى في جوانب فشلها وعجزها. واضاف المعلم "لقد ساعدنا كثيرا. وأقول لكم متى سمعتم البنتاجون او جنرال امريكي او سياسي امريكي يقول لكم ان سوريا لا تقدم يد العون فهذا يعني انهم فشلوا في العراق ويريدون القاء اللوم في فشلهم على طرف ثالث." ولم تفصح واشنطن ان كانت تورطت قواتها في الغارة أم لا. وتتهم الحكومة الامريكيةدمشق بالتقاعس عن منع تدفق مقاتلي القاعدة وغيرهم من المتمردين الى العراق. وتقول سوريا ان أربع مروحيات امريكية هاجمت مزرعة السكرية في منطقة البوكمال بشرق سوريا الاحد وان جنودا أمريكيين اقتحموا مبنى في المنطقة. وكانت دعوة الرئيس السوري بشار الاسد الى باريس في يوليو /تموز لحضور قمة اوروبية متوسطية ايذانا بنهاية العزلة الدولية التي شهدتها سوريا قرابة نحو خمسة اعوام. وقال مسئول بريطاني "اليوم كان من اول الخطوات لنرى كيف يمكن ان تربطنا بسوريا علاقات عادية افضل." من جهتها، رفضت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرنو ايضا التعقيب على اي عمليات تتعلق بالهجوم الذي افادت الانباء بوقوعه في سوريا. وقالت "ليس بوسعي ان اعقب على تقارير بشأن هذا الحادث." العراق تنفى استخدام اراضيه لضرب سوريا من جهتها اعلنت بغداد الثلاثاء انها ترفض استخدام اراضيها "لضرب" سوريا لان الدستور لا يسمح ان تكون اراضي العراق "مقرا او ممرا للاعتداء" على دول الجوار, لكنها دعت دمشق لوقف عمل "الارهابيين" الذين يستهدفون العراق. واكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ "رفض قيام الطائرات الامريكية بضرب مواقع داخل الاراضي السورية باعتبار ذلك جزءا من سياسة الحكومة والدستور الدائم الذي لا يسمح بان تكون اراضي العراق مقرا او ممرا للاعتداء على دول الجوار". وكانت سوربا اعلنت ان "مجموعة حوامات عسكرية قامت بالاعتداء على منطقة حدودية في البوكمال"المحاذية للعراق شمال شرق سوريا ما اسفر عن مقتل ثمانية "مدنيين". واكد مسؤول امريكي رفض كشف هويته الاثنين ان الغارة نفذتها القوات الاميركية واعتبرها "ناجحة" ضد المقاتلين الاجانب الذين يتسللون الى العراق. وتابع الدباغ ان "الحكومة بدات بالتحقيق في الحادث داعية القوات الاميركية الى عدم تكرار مثل هذه الاعمال". واضاف ان الحكومة "تجدد مطالبتها بايقاف عمل المنظمات التي تتخذ من الاراضي السورية منطلقا او ممرا لتدريب وتسليح الارهابيين الذين يستهدفون العراق وشعبه",داعيا "الحكومة السورية الى مزيد من التعاون والتنسيق لمصلحة البلدين". (ا ف ب/ رويترز)