تراجعت طهران عن روايتها التي قالت فيها إنها أجبرت طائرة تقل أمريكيين على الهبوط بعد أن دخلت الطائرة إلى الأجواء الإيرانية، إلا أنها أوضحت أن الطائرة كانت مجرية ولا تقل أي أمريكي. كانت إيران قد أعلنت في البداية أن الطائرة التي أُجبرت على الهبوط هي طائرة حربية أمريكية انتهكت الأجواء الإيرانية، ثم عادت وأكدت أنها ليست حربية ولكنها تقل أمريكيين. من جهتها، نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قيام إحدى طائراتها بانتهاك الأجواء الإيرانية أو اضطرارها للهبوط فى إيران، قائلة إن كل الطائرات الأمريكية معروف مكانها. على صعيد آخر، اتهمت إيران القوى الكبرى الست بانتهاج "سلوك غير معقول" بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، لكن الاتحاد الأوروبي قال الثلاثاء إنه سيتمسك بالأسلوب المزدوج الذي يجمع الدبلوماسية والتهديد بفرض عقوبات. جاء الاتهام الذي وجهته طهران في خطاب من كبير مفاوضيها النوويين سعيد جليلي وتم تسليمه إلى خافيير سولانا منسق السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي الإثنين. وقال سولانا في برلين "إنه خطاب تشكو فيه طهران على نحو ما من سياستنا لكن سياستنا واضحة، إنها أسلوب يسير في مسارين." وعندما سئل إن كان الخطاب سيجعل المفاوضات مع إيران أكثر صعوبة رد سولانا بقوله "إنه مجرد خطاب". وتم توجيه خطاب جليلي إلى وزراء خارجية مجموعة الدول الست التي تضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا. وفي يونيو/حزيران قدمت الدول الست عرضا أفضل يشمل حوافز سياسية واقتصادية من بينها تقديم مفاعلات نووية مقابل تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم. وردت إيران في ذلك الوقت بخطاب غير ملزم، وسلمت مجموعة الست لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مشروع قرار بشأن برنامج إيران النووي في سبتمبر/أيلول بعد أن فشلت واشنطن بسبب مواجهة معارضة صارمة من روسيا في الحصول على موافقة على فرض عقوبات جديدة. ولم تظهر إيران أية علامة على أنها ستقبل أي حل وسط وتعهدت بمقاومة "الترهيب" الأمريكي لإجبارها على التخلي عن حقها في تطوير تكنولوجيا نووية سلمية، وتخصيب اليورانيوم يمثل جوهر النزاع لأنه يمكن استخدام اليورانيوم المخصب كوقود للمفاعل أو إذا تمت تنقيته إلى درجة أعلى يمكن أن يوفر مادة انشطارية لصنع قنبلة نووية. وتشتبه الولاياتالمتحدة وقوى غربية أخرى في أن طهران تسعى إلى صنع قنبلة ذرية تحت ستار برنامجها النووي المدني، وتنفي إيران وهي رابع أكبر دولة منتجة للنفط في العالم أن لديها مثل هذه النوايا وتقول إنها تريد توليد الكهرباء فقط. (وكالات)