لمونتنيجرو او "جمهورية الجبل الاسود" خططا طموحة لان تكون وجهة سياحية لاثرياء اوروبا واسيا نظرا لما تتمتع به جبالها وساحلها من جمال لا يضارع لكن هذا البلد الواقع في منطقة غرب البلقان ربما يكون قد تراجع بشدة هذا العام بسبب ضعف مستوى الخدمات والاهمال . فأنبوب المياه الرئيسي في منتجع بيسيتشي أهم منتجعات مونتنيجرو انفجر بسبب وصلات تركيبه السيئة ومن ثم اندفعت مياهه إلى الشاطئ الرملي وحوله لمنطقة طينية والبحر ذو المياه الزرقاء الصافية الامر الذي أزعج السياح . والي الشمال قام مقاول معماري يتمتع بحماية الصفوة السياسية على ما يبدو بنسف مئات من الاطنان من التلال المطلة على البحر في خليج كوتور بغية خلق مساحات يقيم فيها فندقا وشاطئ جديد على الرغم من أن الموقع مدرج ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية الخاضعة لحماية منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة " يونيسكو" . والي أقصى جنوب الساحل في اولتشيني شنت السلطات حربا ضد البعوض لكنها في نفس الوقت أثارت الهلع عندما قامت سيارات مجهزة بنفث كميات هائلة من الدخان المسمم في وضح النهار في إطار مكافحة هذا البعوض. وقد قامت وسائل الإعلام بتغطية هذه الحوادث في خضم موسم السياحة مسلطة الضوء على نواحي القصور التي يمكن أن تضر ببرنامج البلاد الجديد والطموح الرامي لجذب السياح إلى ساحلها. وطالما كانت المشكلات المزمنة مثل ضعف ضغط المياه في بودفا محور الحديث بين الصرب الذين اعتاد قسم كبير منهم تمضية أجازات الصيف في مونتنيجرو بدلا من إضاعة الوقت في السعي للحصول على تأشيرة الدخول إلى اليونان أو إنفاق أموالهم في رحلات طيران مكلفة إلى تركيا. تقول نكتة صربية قديمة إن عبارة حزمة " شاملة " في بودفا ربما تعني توافر المياه طوال اليوم وربما تجد النكتة طريقها إلى الروسية أو الانجليزية قريبا إذا ما حضر سياح . وقد التفتت صناعة السياحة في مونتنيجرو في السنوات الاخيرة إلى زبائن أكثر ثراء - روس وعرب وأوروبيين- وتجاهلت الصرب الذين اعتادوا السعي وراء مئات الالوف من الاسرة الرخيصة في "أماكن " الاعاشة الخاصة. وبدلا من تقديم وجبات وخدمات " بسعر اجتماعي" فان قرى بأكملها ذات بيوت فاخرة للبيع أو الايجار وفنادق 5 نجوم تظهر كل يوم تقريبا بمحاذاة الساحل الذي يمتد بطول 300 كيلومتر. وقد تدفق مشترون روس الامر الذي جعل الاسعار تتقافز بسرعة. بيد أن موسم صيف 2008 الذي يوشك على الرحيل جاء أقل من المتوقع فبينما كانت تقديرات الحكومة تتحدث عن 610 الف سائح حتى نهاية أغسطس وهيئة السياحة الحكومة تتحدث عن 100 الف سائح في أغسطس وحده فان كثيرين في القطاع الخاص يتحدثون عن كارثة . وقال فندقي في بيسيتش اشترط عدم ذكر اسمه " لقد فشل الموسم" وعلى النقيض من أعوام سابقة في منتجع بيتروفاتش فان الشواطئ بدت خالية. بيد أن الاسعار ظلت مرتفعة حيث يتكلف الفرد 12 يورو "ما يعادل 18 دولار " في اليوم