أكد الرئيس محمد حسني مبارك أن الموقفين الدولى والإقليمى الراهنين يواجه عالمينا العربى والإسلامى بتحديات عديدة، ويضاعف من خطورتها استمرار تهديدات التطرف والإرهاب ممن يستترون بعباءة الدين، ودعاوى الطائفية والمذهبية والمواجهة بين السنة والشيعة، وما يتعرض له ديننا من هجمة شرسة تطل علينا بين الحين والحين، تنسب للاسلام ما ليس فيه، تتجاهل اعتداله ووسطيته وسماحة تعاليمه، تسيىء لمشاعر شعوبنا وجالياتنا، تتطاول على مقدساتنا ونبينا الكريم متذرعة بحرية الرأى والحق فى التعبير،وتتناقض مع جوهر الدعوة لحوار الأديان والثقافات. جاء ذلكبكلمته خلال باحتفال مصر بليلة القدر، والذى تقيمه وزارة الأوقاف، بقاعة مؤتمرات الأزهر بالقاهرة. وأوضح مبارك أن دول وشعوب عالمنا الإسلامى هى الأكثر تضررا من الأزمة العالمية الراهنة، وتأتى تداعياتها لتضيف لما تعانيه من نزاعات سياسية وتحديات اقتصادية واجتماعية، وما تواجهه من صعوبات النمو والتنمية واتاحة فرص العمل، وتطوير البنية الأساسية وخدمات التعليم والصحة، وغير ذلك من الصعاب والتحديات، تواكب هذه الأوضاع المضطربة للعالم، أوضاع صعبة تجتازها منطقتنا العربية، وأزمات وبؤر للتوتر تجتاح الشرق الأوسط، ما بين تعثر جهود السلام، ومعاناة الشعب الفلسطينى، وانقسام فصائل المقاومة الفلسطينية، وما نشهده من هدوء مشوب بالحذر فى لبنان، واستمرار مظاهر زعزعة الاستقرار بالعراق، وتصاعد الجدل حول ملف إيران النووى، هذا فضلا عما تعانيه المنطقة من تداعيات الوضع فى أفغانستان الوافدة إليها من الشرق، وتداعيات الوضع فى دارفور والصومال على تخومها الجنوبية. وأشار مبارك الى إن هذا الوضع المضطرب لعالمنا على الصعيد السياسى، يوازيه وضع لايقل اضطرابا للاقتصاد العالمى ، وضع يشهد أزمة حادة فى أسواق المال والائتمان، وتراجعا فى معدلات النمو، كما يشهد موجات تضخمية عاتية، وارتفاعات غير مسبوقة فى أسعار السلع الغذائية وأسعار الطاقة بكل ما يلقيه ذلك من تداعيات على دول العالم، والدول النامية منها على وجه الخصوص. واوضح انه أصبح تأمين مصادر الطاقة وامداداتها عنصرا حاكما فى رسم السياسة الخارجية للدول، وعاملا استراتيجيا فى تحديد معالم الوضع الدولى، على الصعيدين السياسى والاقتصادى. واضاف "بات توفير الأمن الغذائى تحديا ذا أبعاد اقتصادية واجتماعية مؤثرة، وانتقل الحديث عن غلاء السلع الغذائية فى أسواق العالم، للحديث عن صعوبة تدبيرها نظرا لندرة الطعام، صحيح أن الأسعار العالمية قد شهدت مؤخرا بعض التراجع، إلا أنها تظل أعلى بنسبة (37%) عما كانت عليه العام الماضى." وحضر الاحتفال شيخ الأزهرالدكتور محمد سيد طنطاوى,ورئيسا مجلس الشعب والشورى الدكتور أحمد فتحى سرور والسيد صفوت الشريف , ومفتى الجمهورية الدكتور على جمعة..كما حضر الاحتفال رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف,والوزراء وأعضاء مجلسى الشعب والشورى والمحافظين وسفراء الدول العربية والإسلامية بالقاهرة. وكان قد بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب أحمد صلاح عبدالله على من كلية اللغة العربية. (ا ش ا)