مقتل ستة في انفجار قال قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس إن القاعدة ما زالت قوة خطرة في العراق ولم تهزم رغم التراجع العام في العنف وإن القوات الأمريكية يجب أن تواصل التصدي للجماعة المتشددة. وأبلغ بتريوس الذي تقترب فترته في المنصب من الانتهاء في مقابلة تليفزيونية أنه يعتقد أن النجاح الحديث في خفض العنف استعاد صورة الولاياتالمتحدة لدى العراقيين. وقال إن القوات التي لقيت ترحابا في البداية على أنهم محررون ثم اعتبروا محتلين باتت تلقى قبولا مرة أخرى كأصدقاء. وسئل بتريوس عما إذا كانت القاعدة هزمت في العراق، ورد قائلا "لن تجدوا أي قائد عسكري يقول ذلك... كل ما يمكننا قوله إن القاعدة ما زالت خطرة." وأضاف "من المؤكد أن المزيد من هذه الجرائم سيرتكب.. ويجب أن نواصل العمل على التصدي لهذه الهجمات." وينسب لبتريوس ونائبه السابق اللفتنانت جنرال ريموند أوديرنو الذي عين خليفة له في المنصب الفضل في تنفيذ إستراتيجية عسكرية ساعدت في تقليص العنف في العراق الذي انزلق باتجاه حرب أهلية طائفية بعد تفجير مسجد أثري للشيعة أوائل عام 2006. وقالت مصادر في البنتاجون هذا الأسبوع إن بتريوس أوصى الولاياتالمتحدة بأن تتحرك ببطء في خفض قواتها في العراق وأن تسحب لواءً مقاتلا واحدا أوائل العام القادم. وتراجع العنف في العراق إلى أدنى معدلاته في أربع سنوات ويمثل مستقبل أكثر من 140 ألف جندي أمريكي في البلاد موضوعا أساسيا في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني. التجسس على المسئولين العراقيين من جهة أخرى، أعلن علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية أن العراق سيطلب تفسيرا من المسئولين الأمريكيين بشأن تقرير أفاد أن الولاياتالمتحدة تجسست على مسئولين عراقيين منهم رئيس الوزراء نوري المالكي. وقالت صحيفة واشنطن بوست الجمعة إن كتابا أصدره الصحفي الأمريكي "بوب وودورد" جاء فيه أن الولاياتالمتحدة تجسست على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزعماء عراقيين آخرين. وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة في بيان "إذا كان هذا صحيحا.. فإنه يعكس عدم وجود ثقة."، وقال إن العراق سيطلب تفسيرا من الولاياتالمتحدة. وأوضح الدباغ "إذا كان هذا حقا فإنه يلقي بظلال على العلاقات المستقبلية مع هذه المؤسسات" في إشارة إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالات أمريكية أخرى. وامتنعت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض عن التعليق على التقرير الذي وردت تفاصيله في رابع كتاب يصدره وودورد عن الرئيس الأمريكي جورج بوش ويحمل عنوان "الحرب في الداخل.. التاريخ السري للبيت الأبيض 2006-2008". وقالت للصحفيين "لدينا تعاون مكثف مع رئيس الوزراء نوري المالكي، وسفيرنا يلقاه يوميا تقريبا." وأضافت "إذا كان لديهم (الحكومة العراقية) أية دواعي للقلق؛ فأنا واثقة أنهم سيتحدثون بشأنها لأننا نرتبط معهم بعلاقات جيدة.. علاقات تتسم بالانفتاح والصراحة ونحن على اتصال كل يوم تقريبا." وأصدر ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي الأمريكي بيانا في وقت لاحق أصر فيه على أن صورة السياسة العراقية التي طرحت في تقرير واشنطن بوست "غير كاملة على الأقل" ولكنه لم يتناول بشكل مباشر اتهام التجسس الذي ورد في الكتاب. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن وودورد كتب يقول "إن مراقبة رئيس الوزراء العراقي أثارت قلقا بين العديد من كبار المسئولين الأمريكيين الذين تساءلوا عما إذا كان الأمر يستحق المخاطرة في ظل جهود بوش لكسب ثقة المالكي". ويقول وودورد عن أساليب سرية جديدة ابتداء من 2007 مكنت المسئولين العسكريين ومسئولي المخابرات الأمريكيين من تحديد أماكن قادة المسلحين والشخصيات البارزة في جماعات متطرفة مثل القاعدة في العراق واستهدافهم وقتلهم . وذكر المقال أن الكتاب يوضح أن أربعة عوامل اجتمعت لتخفض أعمال العنف وهي: العمليات السرية، وزيادة عدد القوات الأمريكية، وقرار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بكبح جماح جيش المهدي الذي يتزعمه و"صحوة الأنبار" التي انضم فيها السنة إلى القوات الأمريكية التي تقاتل القاعدة. وفي تفنيده لهذا الادعاء، قال هادلي "من بين تلك كان قرار الرئيس في يناير 2007 بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى العراق وهو الذي مكن العوامل الثلاثة الأخرى." مقتل ستة فى انفجار على صعيد آخر، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل ستة أشخاص وإصابة نحو خمسين آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت سوقا شعبية في بلدة تل عفر الواقعة في محافظة نينوى شمال غربي العراق. وقال العميد نجم عبد الله قائمقام المدينة إن "سيارة مفخخة انفجرت وسط سوق شعبية في حي الوحدة وسط البلدة مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين وإصابة نحو خمسين آخرين". (رويترز/ا ف ب)