أدى التحسن الامني وتراجع دورة العنف الطائفي الى عودة الاجواء الرمضانية الى سابق عهدها رغم حذر السكان من اي انتكاسة في الاوضاع الامنية. فأسواق بغداد المشهورة خاصة الشورجة وجميلة والمنصور التي كانت تغذي سكان العاصمة بالمواد التموينية الخاصة بشهر رمضان، لم تشهد اقبالا ملحوظا بسبب خوف المتبضعين من الانفجارات المحتملة، غير ان نماذج من هذه الاسواق انتقلت الى التجمعات السكانية السنية والشيعية التي عزلتها الجدران وفرت على سكانها مجازفة التبضع من اسواق خارج مناطقهم. ورغم هذه الاجواء الايجابية التي خلقها التحسن الامني الا ان العراقيين الذين يتطلعون الى تثبيت دعائم الامن والاستقرار في بلادهم تخيم عليهم خاصة في شهر رمضان هموم ما زالت تنقص حياتهم خاصة ارتفاع الاسعار والانقطاع المتواصل للمنظومة الكهربائية يضاف الى هذه الهموم ارتفاع معدلات الحرارة التي تتجاوز ال50 درجة مئوية. وهموم العراقيين واولوياتهم مع حلول شهر رمضان هذا العام اختلفت تماما مع همومهم خلال السنوات التي اعقبت غزو بلادهم عام 2003، فأصبحت هموم الحياة اليومية تتقدم على التحديات الامنية ودورة العنف الطائفي التي تراجعت الى حد ما خلال الاشهر الماضية، ما يعكس الشعور من ان تنعكس الهموم الجديدة على اجواء وليالي رمضان محملين في ذات الوقت الحكومة العراقية اخفاقها في معالجة وحل هذه المعضلات الحياتية المتواصلة منذ خمس سنوات من دون افق قريب لحلها. يقول محمد سعد موظف حكومي ان "معدلات ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع الاسعار ستعكر الاجواء والتمتع بليالي رمضان فانقطاع التيار الكهربائي شبه التام هم كبير يضاف إلى هموم العائلة العراقية التي بات الحصول على التيار الكهربائي مطلبها الوحيد". وأوضح ان "بعض الناس تعاني أصلا من أمراض مزمنة وهناك كبار في السن وأطفال رضع وانقطاع الكهرباء المستمر عن هذه الشرائح سيؤثر سلبا على أوضاعهم الصحية وهذه بحد ذاتها مشكلة أخرى". ودعا سعد ياسين صاحب محل الحكومة الى إعادة التيار الكهربائي وتحسين منظومته التي بدأت تتعثر بشكل كبير، قائلا ليس من المعقول ان نبقى على هذا الحال، نريد حلا جذريا لما يشهده قطاع الكهرباء". وقال هل عجزت الحكومة عن إصلاح المنظومة الكهربائية، وأين اموال العراق التي بلغت نحو 100 بليون دولار. اما ام عبدالله ربة بيت قالت "بودي ان أسمع تفسيرا منطقيا من الحكومة العراقية حول عدم تمكنها من إصلاح التيار الكهربائي لحد الآن، ولماذا لا تعمل الحكومة على استحداث طرق بديلة توفر للمواطن ولو قدر بسيط من التيار الكهربائي كان يكون وضع مولدات داخل الأحياء الشعبية" حتى تريحنا من لهيب الصيف في شهر رمضان. وتضيف: عند حلول شهر رمضان نسمع الكثير من الوعود خاصة وقف ارتفاع الاسعار ومعالجة الخلل بالطاقة الكهربائيةالا ان هذه مجرد وعود. بدورها قالت هيفاء محمد موظفة حكومية ان "حلول شهر رمضان مناسبة لجميع العراقيين في ان يتوحدوا مع تحسن للأوضاع فإن على الحكومة ان تلتفت إلى المواطن لاسيما في توفير الكهرباء بشكل أفضل وتضع حلولا لظاهرة ارتفاع الاسعار". واشارت الى "ان همومنا ستزداد مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي في ليالي رمضان، حيث أنها ليال مقدسة لا بد من توفر الأجواء المناسبة لكي نتمتع بها لاسيما في ظل هذا الصيف اللاهب". ويرى محمد علي وهو عامل ان الوضع الآن أفضل امنيا وبإمكاننا ان نخرج لإحياء تقاليدنا وطقوس ليالي رمضان، لكن تبقى مشكلة الكهرباء همنا الأساسي وفي كل رمضان كان يعتمد بشكل رئيس على المولدة الكهربائية الأهلية في إضاءة ليالي رمضان حيث يجتمع أهل المنطقة لقراءة الذكر أو لإحياء بعض التقاليد الشعبية مثل لعبة المحيبس، لو توفرت الكهرباء". ويعتقد ان" تفاقم أزمة الكهرباء هذا العام وتبخر وعود المسؤولين جعلنا نفقد الأمل بالحكومة في حل الأزمة المتواصلة". من جانبه قال المحامي عبدالله مجبل: في شهر رمضان سنلجأ إلى بدائل عن الكهرباء حتى وان كانت التهوية البدائية بالمهفات المبللة لمواجهة حرارة الصيف اللاهب التي عجزت الحكومات التي اعقبت الاحتلال عن ايجاد حلول لها. وحذر حازم علي صاحب محل من استمرار عجز الحكومة لمواجهة ظاهرة ارتفاع الاسعار وانعكاس ذلك على السكان التي اصبحت ابرز همومنا اضافة الى الهم الاكبر وهو استمرار انقطاع التيار الكهربائي منوها الى ان هذه الهموم يضاف اليها ارتفاع معدلات الحرارة ستؤثر سلبا على اوضاع الصائمين وتعكر ليالي رمضان التي نأمل ان تعود الى سابق عهدها على حد تعبيره