قرر الاتحاد الأوروبي إرجاء الاجتماعات المقبلة التي كانت مقررة للتفاوض حول اتفاق شراكة معززة مع روسيا، وفق ما أعلن -الاثنين- رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسوإثرالقمة الطارئة للاتحاد حول جورجيا. وقال باروسو بمؤتمر صحفي في بروكسل "ما دام لم يتم إنهاء انسحاب القوات الروسية من جورجيا، فإن كل الاجتماعات حول اتفاق الشراكة تم إرجاؤها". وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في المؤتمر الصحفي "إننا نرجىء كل اجتماعاتنا حول اتفاق الشراكة الاستراتيجية". وكان مقررا أن تعقد جولة التفاوض المقبلة في 15 أيلول/سبتمبر2008 في بروكسل. ويهدف الاتفاق الجديد إلى تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا اللذين سبق أن وقعا اتفاق شراكة العام 1997. وأعلن باروسو وساركوزي انهما سيتوجهان مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الاثنين في الثامن من أيلول/سبتمبر2008 إلى موسكو وتبيليسي، في محاولة للتقدم نحو تسوية للنزاع وخصوصا تأمين انسحاب كامل للقوات الروسية من جورجيا. كانت بريطانيا قد دعت الاثنين الاتحاد الاوروبي الى "تعليق" المفاوضات حول تعزيز الشراكة مع روسيا اثر تدخل موسكو في جورجيا. فى حين قال المنسق الاعلى للسياسة الخارجية الامنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا إن الاتحاد يعد لإرسال نحو 100 من المراقبين المدنيين إلى جورجيا. ووفقا لسولانا فإن هذه المهمة ستضم 100 شخص في الوقت الذي يوجد فيه بالفعل 40 من ممثلي الاتحاد الاوروبي في جورجيا ك`"مهمة استكشتافية".أشار سولانا إلى أن القرار الخاص بهذا الشأن سيتخذ رسميا على الارجح منتصف الشهر الجاري. جاء اجتماع بروكسل في أعقاب أسابيع من المناقشات بين دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي بشأن المدى الذي يمكن أن يذهبوا إليه لمعاقبة روسيا بسبب حملتها العسكرية في جورجيا واعترافها فيما بعد بإقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين الجورجيين. كما ظهر خلاف بشأن العلاقات مع موسكو داخل الاتحاد الأوروبي والغرب بشكل موسع إذ تصر ألمانيا وفرنسا على أنه يجب ألا يكون هناك تحرك لعزل روسيا في حين تقول بريطانيا والعديد من دول الكتلة الأوروبية الشرقية السابقة أنه يتحتم على روسيا أن تواجه بعض العواقب. ومما يعقد من الخلاف اعتماد الاتحاد الأوروبي على موسكو فيما يتعلق بكثير من إمدادات الغاز والنفط لتطوير مصادر مثل خط أنابيب "نابوكو" المقرر أن ينقل الغاز من أذربيجان إلى أوروبا عبر جورجيا وتركيا بالإضافة إلى رغبة الغرب الاحتفاظ بتعاون روسيا فيما يتعلق بقضايا دبلوماسية صعبة مثل برنامج إيران النووي. من جانبه، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن بلاده لاتريد مواجهة مع أحد أو التعرض لعزلة ولكنها ستدافع عن مصالحها إذا تعرضت للخطر. (وكالات)