اقتصرت حصيلة الرياضيين العرب فى أولمبياد بكين على ثماني ميداليات ملونة فقط , منها ذهبيتان وثلاث فضيات وثلاث برونزيات توزعت على ست دول هي البحرين, وتونس, والجزائر, والمغرب, والسودان ومصر .. لتصبح مشاركة اللاعبين العرب فى بكين هى الأضعف منذ أولمبياد أتلانتا 1996. وتعتبر هذه النتيجة هى الأضعف على الإطلاق من حيث الرصيد الإجمالى للميداليات منذ دورة أتلانتا 1996 حين كان المجموع سبع ميداليات لكن بينها ثلاث ذهبيات, فضلا عن أن الحصاد العربى فى أولمبياد سيدنى 2000 كان 14 ميدالية ملونة تراجع فى أولمبياد أثينا 2004 إلى 10 ميداليات ملونة. فقد أرسلت مصر وفدا مكونا من 177 عضوا إلى بكين وهو الأكبر فى تاريخ مشاركتها فى الأولمبياد, ونافس فى 19 لعبة فردية وجماعية, وفي يوم 13 أغسطس الجارى فاز لاعب الجودو المصري هشام مصباح بالميدالية البرونزية في منافسات 90 كجم للرجال. وفاز السباح التونسي أسامة الملولي يوم 17 أغسطس الجارى بالميدالية الذهبية لسباق 1500 متر سباحة حرة وهو اللقب الأولمبي الأول لتونس في السباحة في تاريخ الألعاب الأولمبية وقطع الملولي مسافة السباق بزمن 84ر40ر14 دقيقة مسجلا رقما قياسيا أفريقيا وحارما الاسترالي جرانت هاكيت بطل العالم لأربع مرات من تحقيق إنجاز لم يسبقه إليه أي سباح في تاريخ الألعاب الأولمبية وهو الظافر بذهبية سباق 1500 م للمرة الثالثة على التوالي, حيث اكتفى هاكيت بالميدالية الفضية بزمن 53ر41ر14 دقيقة فيما ذهبت البرونزية الى الكندي ريان كوشران بزمن 69ر42ر14 دقيقة. وتعتبر هذه هي الذهبية الأولى للعرب فى الألعاب الأولمبية ببكين بعد فضية الجزائري عمار بن يخلف وبرونزية مواطنته ثريا حداد والمصري هشام مصباح في منافسات الجودو وسجلت مملكة البحرين اسمها بحروف من ذهب في أولمبياد بكين بعدما نجح بطلها العداء رشيد رمزي في الظفر بالميدالية الذهبية لسباق 1500 متر رجال يوم 19 أغسطس الجارى ضمن منافسات ألعاب القوى وهي أول ذهبية أولمبية فى تاريخ المملكة. وأنهى رمزى السباق فى زمن قدره 94ر32ر3 دقيقة فيما حقق المركز الثانى والميدالية الفضية الكينى أسبيل كيبروب بزمن وقدره 11ر33ر3 دقيقة بينما جاء ثالثا ونال الميدالية البرونزية العداء النيوزلندى نيكولاس ويليس بزمن وقدره 16ر34ر3 دقيقة . وكلف العاهل البحريني البعثة الرسمية بنقل تحياته للبطل رشيد رمزى بمناسبة هذا الإنجاز المتميز معتبرا الميدالية الذهبية الأولمبية إنجازا باهرا يكرس مكانة بلاده على خارطة الرياضة العالمية ومتمنيا لجميع أبطال وبطلات البحرين التوفيق والنجاح فى المسابقات المقبلة لعكس الصورة المشرفة عن البحرين. وكان رمزي الذي يبلغ من العمر 28 عاما قد فاز ببطولة العالم للعدو في سباقي 800 متر و1500 متر في عام 2005 وهو ما جعله أول رياضي عربي يحرز ذهبيتين في بطولة عالمية واحدة وكان رمزي قد فشل في بلوغ السباق النهائي في أثينا الذي توج به العداء المغربي الفذ هشام الكروج . ويملك رمزي رصيدا حافلا من الإنجازات حيث حصل على الميداليتين الذهبيتين في سباقي 800 و 1500 عدوا ببطولة آسيا الأولى داخل الصالات عام 2004 وفي بطولة اتحاد ألعاب القوى العالمي داخل الصالات 2004 م حقق الميدالية الفضية في سباق 800 متر عدو. وكانت هذه هي الميدالية الذهبية الثانية للرياضيين العرب في أولمبياد بكين بعد ذهبية التونسي أسامة الملولي في السباحة وسجل العداء السوداني إسماعيل أحمد إسماعيل اسم بلاده في السجلات الأولمبية بمنحها الميدالية الفضية في سباق 800 متر بأولمبياد بكين يوم 23 أغسطس الجارى. وأعرب العداء السوداني عن فخره الكبير بمنح بلاده أول ميدالية لها في تاريخ مشاركاتها قائلا "لا أجد الكلمات للتعبير عن فرحتى هذا إنجاز لبلدى أولا ولي شخصيا لطالما تمنى العديد من الرياضيين والرياضيات في السودان تحقيق هذا الإنجاز لكنهم لم يوفقوا لكنى بفضل التدريبات الشاقة تمكنت من نيل هذا الشرف". وقال إنه يهدي الميدالية الأولمبية الأولى في تاريخ السودان لعائلته مشيرا الى أنه على الرغم من الإصابة التي تعرض لها في وقت سابق من العام الحالي نجح في العودة بقوة ليحقق الميدالية الأولمبية الأولى في تاريخ السودان وأضاف إنه توقع الفوز بالميدالية حيث قطع مسافة السباق في دقيقة واحدة و70ر44 ثانية ليحتل المركز الثاني خلف الكيني ويلفريد بونجل. وأشار الى أن زميله أبوبكر كاكي كان مرشحا بقوة لإحراز الميدالية الذهبية وكان سيحرزها بالفعل لو تأهل إلى النهائي ولكن ذلك كان قدره وحل المغربى جواد غريب فى المركز الثانى ليحطم أيضا الرقم الأولمبى السابق ويقطع السباق فى زمن 2:07:16 ساعة فى مسابقة ماراثون الرجال آخر مسابقات المضمار والميدان باولمبياد بكين بأداء رفيع المستوى يوم 24 اغسطس الجارى. من جهة أخرى وصف أكاديمي عراقي متخصص في ألعاب القوى نتيجة خروج العداءة دانة حسين ورامي القرص وحيدر ناصر من أولمبياد بكين بأنها "طبيعية وموازية لمستوياتهم التي قدموها في بغداد" وقال نائب رئيس الاتحاد العراقي لألعاب القوى صريح عبد الكريم إن النتائج التي خرج بها وفد العراق بألعاب القوى في أولمبياد بكين 2008 جاءت في ضوء صعوبة الاستمرار في الوحدات التدريبية المنتظمة سواء لحيدر ناصر في النجف أو دانة حسين في بغداد. وأضاف عبد الكريم "أنا لست راضيا عن الأرقام التي تحققت في الملعب الأولمبي في العاصمة بكين وخاصة في ما يتعلق برامي القرص حيدر ناصر الذي سجل رقما بعيدا عن ما حققه في معسكر أوكرانيا في حين كانت نتيجة العداءة دانة حسين متقاربة مع ما حققته من أرقام في الحصص التدريبية التي أقيمت في بغداد". وأكد أن "رياضيي ألعاب القوى العراقيين بحاجة الى مشاركات دولية كثيرة حتى يتمكنوا من مجاراة منافسيهم وعدم الرهبة من خوض لقاءات وملتقيات دولية , متمنيا أن يكون المستقبل مفعما بالأمل والقدرة على التنافس والقدرة على الاقتراب على أقل تقدير من الأرقام العربية". وجاء الخروج المبكر للعداءة دانه حسين بعد أن حلت في الترتيب السادس ضمن الجولة الاولى لسباقات 100 م عدو سيدات حيث قطعت المسافة بزمن قدره 36ر12 ثانية وبفارق ثانية واحدة و 99ر0 جزء الثانية عن الفرنسية كرستين آرون صاحبة المركز الأول. وحلت العداءة دانة حسين في الترتيب السادس من بين ثماني متسابقات في المجموعة الثانية التي أقيمت في الملعب الرئيسي بالعاصمة بكين (عش الطائر) من أصل 92 متسابقة يشتركن في السباقات لتفقد دانة فرصة الاستمرار في التصفيات لمسابقة 100 م. وفي فعالية رمي القرص أخفق الرامي العراقي حيدر ناصر في الحصول على مركز متقدم حيث جاء في المركز 17 من مجموع 18 رياضيا في ختام منافسات تصفيات رمي القرص التي أقيمت في الملعب الرئيسي للأولمبياد ليكون الخروج المبكر عنوانا لناصر أيضا. (ا ش ا )