احذري الابتسامة الزائفة ولا تتكلفي في مشاعرك حتي لا تعاني الضغط النفسي والكآبة وتصابين بالأمراض تحذير أطلقه عالم نفس ألماني لأصحاب المهن الذين تتطلب أعمالهم تكلف الابتسام وهو ما أكده د. فتحي الشرقاوي أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب ومديرمركز الخدمة النفسية بجامعة عين شمس مفسرا ذلك بقوله: إن التعبيرات الوجهية كما تبدو في الابتسامة والايماءة والعبوس والتهجم كلها مظاهر تعتبر أساليب تواصل غير لفظية خاصة إذا كانت تعبر عن الانفعال الحقيقي المرتبط بها دون تزييف أو تمثيل لأن الإنسان إذا وضع علي الوجه تعبيرات تخالف ما بداخله كأن يظهر الهدوء وهو غضبان أو يظهر الابتسامة وهو حزين أو يظهر المرونة وهو جامد حينئذ يصبح شخصا مزدوجا لأن ما بداخله يختلف عما صدر منه وهذه الرسالة المزدوجة تجعل الشخص الذي يتعامل معه في حالة من الحيرة والتخبط, فالابتسامة ليست صافية وإنما هي ابتسامة صفاء, والترحيب ليس حارا وإنما هو نوع من الوجاهة الوقتية, بما يجعل الشخص الذي يتعامل معه يتساءل هل يتعامل معه وفقا لما يبدو منه أم يتعامل معه وفقا لما يشعر به ؟وهذا الأمر يؤدي إلي افساد التواصل الإنساني الحقيقي ويطلق عليه في علم النفس الرسائل الزائفة حيث إن الرسالة تحمل معني ومضمونا مختلفا, فإذا أخذنا الابتسامة الصفراء كمثال لهذه النظرية فإننا نري أن صاحب الابتسامة الصفراء يحمل عبئا كبيرا في تمثيل دور المبتسم مع أن بناء النفس الداخلي ليس منبسطا وهذا الوضع يشعره بالضغط الذي يؤدي إلي الانسحاب وبالتالي الوصول إلي مرحلة الاكتئاب, وكأن الإنسان حاله يقول كيف اتحمل الآخر ولا اتحمل أعباء نفسي. ويستكمل د. الشرقاوي تفسيره قائلا: عندما تكون هذه التعبيرات الخارجية مغايرة لطبيعة المشاعر الداخلية فإن الصراع بينهما قد يؤدي إلي العديد من الاضطرابات النفسية الجسيمة مثل ضيق التنفس والصداع والضغط وأزمات السكر والقولون العصبي والشعور بالهمدان وهي كلها أعراض تظهر نتيجة الضغط النفسي المترتب علي عدم ظهور المشاعر في صورتها الطبيعية, وهذا يتطلب أن نكون واضحين في مشاعرنا تجاه الآخر مع قليل من التجميل في حدود الموقف التفاعلي وطبيعة الأشخاص الذين نتفاعل معهم, فليس عيبا عندما يكون الإنسان في حالة لا تسمح بالتفاعل مع الآخرين أن يقول لهم ذلك بشكل مباشر: فذلك أفضل كثيرا من الابتسامة الباهتة والمعاناة النفسية الداخلية. أما إذا كانت هناك بعض الوظائف التي تتطلب الابتسامة الدائمة كمضيفات الطيران علي سبيل المثال أو العاملين في المتاجر العامة فينصحهم د. فتحي الشرقاوي بأخذ قسط من الراحة لكي يبتسم كل واحد منهم بداخله فيشعر بالاسترخاء وتضاؤل الضغوط, مما يؤهله للعودة إلي عالمه المهني مرة أخري بأقل درجة ممكنة من الضغط والتأذي, ويقول لحواء: كوني بسيطة في التعبير عن مشاعرك فالأناقة الحقيقية في البساطة وعدم المغالاة في جذب اهتمام الآخر وعليك أن تشعري بجمالك الداخلي إذا اردت أن تكوني جميلة في أعين الآخرين.