وقعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ونظيرها التشيكي كاريل شوارزينبرغ الثلاثاء اتفاقا ثنائيا لنشر نظام رادار أمريكي لرصد الصواريخ على الأراضي التشيكية، وصفته أنه خطوة إلى الأمام في مجال الأمن العالمي. يأتي نشر نظام الرادار في تشيكيا في إطار الدرع الصاروخية الأمريكية لمواجهة أي هجوم من دول تعتبرها أمريكا "مارقة" مثل إيران. كما ترغب الولاياتالمتحدة في نشر صواريخ معترضة في بولندا في إطار الدرع. وقالت رايس إن "اتفاق الدفاع الصاروخي مهم باعتباره حجر زاوية ليس فقط لأمن الولاياتالمتحدة وجمهورية تشيكيا ولكن كذلك لأمن دول حلف شمال الأطلسي وأمن المجتمع الدولي ككل"وأضافت أن "نشر الصواريخ البالستية ليس تهديدا خياليا". وكان حلف الأطلسي وافق على خطة نشر الدرع الصاروخية الأمريكية في قمته التي عقدت في بوخارست في نيسان/أبريل الماضي ولكي يصبح الاتفاق ساريا يجب أن يصادق عليه البرلمان التشيكي بمجلسيه وسيرفق النص باتفاق تعاون تكنولوجي وعملي يوقع الثلاثاء أيضا كما أعلن رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك قبيل حفل التوقيع. وأضاف أن هذا الاتفاق المرفق بالنص سيتيح للباحثين والصناعيين التشيكيين المشاركة في البرنامج الأمريكي للدفاع المضاد للصواريخ. روسيا : الاتفاق يضيف تعقيدات على امن اوروبا بينما أكد مصدر بوزارة الخارجية الروسية إن الاتفاق الذي وقعته الولاياتالمتحدة مع جمهورية التشيك بشأن انشاء درع صاروخية يضفي تعقيدات على أمن أوروبا ويلغي المشاورات مع موسكو بخصوص الدرع. ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عن مصدر رفيع في وزارة الخارجية قوله "لقد اتخذت خطوة لم تضف من وجهة نظرنا للامن في القارة الاوروبية بل عقدت مشاكل الامن." كما نقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجية قوله ان الاتفاق الامريكي مع جمهورية التشيك بشأن وضع بعض مكونات الدرع الصاروخية في الاراضي التشيكية "يلغي فعليا" الاتفاق بين موسكو وواشنطن على التشاور بخصوص المنظومة الدفاعية. الناشطون يرفضون الاتفاق كما نشر ناشطو جرينبيس صورة هدف ضخم على إحدى التلال المطلة على وسط براغ الثلاثاء قبل وصول رئيسة الوزراء الأمريكية كوندوليزا رايس لتوقيع اتفاق مثير للجدل حول إنشاء رادار مضاد للصواريخ في تشيكيا. ورفع الناشطون لافتة تقول "لا تجعلوا منا هدفا" على تلة "ليتنا" في أسفل مقياس الإيقاع الذي أشاده الفنان فراتيسلاف نوفاك عام 1991 بعد انهيار النظام الشيوعي في مكان تمثال ضخم لجوزيف ستالين تم تفجيره في 1962. وكثفت حركات السلام تحركاتها في الأشهر المنصرمة فنفذت مسيرات وإضرابات عن الطعام واعتصامات على المنطقة العسكرية المخصصة لإنشاء الرادار كما أعلنت أنها ستتظاهر يوم توقيع الاتفاق. وتظهر استطلاعات الرأي بانتظام أن ثلثي التشيكيين يعارضون مشروع الرادار، وارتفعت نسبة الآراء المعترضة في أيار/مايو إلى 68% بحسب استطلاع أجرته مؤسسة سي في في إم في مطلع تموز/يوليو. من جهتها حذرت روسيا تكرارا التحذيرات من مشروع الدرع الصاروخية الأمريكية الذي تعتبره تهديدا لأمنها. (رويترز/ أ ف ب)