نفذ مكتب هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالعين حملة واسعة على المساجد الخاصة والتي يتجاوز عددها 350 مسجداً موزعة على مدينة العين وضواحيها. وهدفت الحملة إلى رفع كفاءة المساجد من كافة الجوانب وأهمها مستويات الأئمة والمؤذنين الذين أوقفت الهيئة العديد منهم بسبب عدم كفاءتهم ودخول العديد منهم الدولة بتأشيرات طباخين وخدم وعمال منازل ومزارعين. وذكر عبدالعزيز عبدالله الغيثي مدير مكتب هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالعين أن إدارة المكتب شكلت لجاناً متخصصة تبحث في مستويات التعليم لدى الأئمة والمؤذنين في المساجد وأخرى للكشف على المرافق الملحقة بالمساجد وتشمل المحلات وسكن العاملين بالمسجد وكذلك مستويات الصيانة والتكييف والفرش وغيرها سعياً لتنفيذ الحملة التي أطلقتها الهيئة وتعنى بنظافة المساجد بشكل عام سواء التي تتبع الهيئة أو الخاصة. وبإشراف الدكتور حمدان بن مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف وبمتابعة حثيثة من الدكتور محمد مطر الكعبي مدير عام الهيئة، ومن أجل ذلك تم التواصل مع أصحاب المساجد الذين كان تجاوب البعض منهم دون المستوى ما دفع بنا إلى تشكيل لجان لتفتيش تلك المساجد والاطلاع على أحوالها وتقديم الصيانة والإشراف لعدد كبير منها. وخلال الحملة التي كانت تنفذ على مدار الساعة وفي أوقات مختلفة تم إيقاف عدد من أئمة المساجد والمؤذنين الذين يحملون تأشيرات عمل طباخين وعمال ومزارعين والبعض منهم تأشيرات مؤذن وإمام مسجد ولكنهم غير مؤهلين للقيام بتلك المهام. ولذلك تم إيقافهم ومخاطبة أصحاب المساجد بضرورة تغييرهم بأئمة تحت إشراف الهيئة، تنطبق عليهم الشروط والمواصفات التي وضعتها الهيئة في هذا الشأن وراعت من خلالها مستوياتهم العلمية المتعلقة بحفظ القرآن الكريم وإلمامهم بعلوم الفقه والسنة النبوية المطهرة. وفي المقابل فوجئت اللجنة بأوضاع متردية للمساجد فيما يتعلق بالمرافق ومنها سكن الإمام والمؤذن وكذلك الوقف الذي يؤجر لصالح المساجد، واستغلال البعض منهم تلك المرافق وتأجيرها لعدد كبير من العمال الآسيويين، الذين تجاوز عددهم في بعض الغرف 14 شخصاً، وتخصيص أجزاء من تلك الغرف لتخزين الأطعمة والمعلبات الخاصة بتلك المحلات و«الكافتيريا». أضف إلى ذلك تخزين أنابيب الغاز التي تعد خطراً على سكان الغرف ومرتادي المساجد فيما لو تعرضت لانفجار لا قدر الله بسبب سوء التخزين، وعند زيارة المطابخ فوجئنا بفوضى عارمة وممارسات لا تليق بمطاعم ومحلات «الكافتيريا» التي تقدم الوجبات السريعة. وفي بعض المساجد كانت المصاحف قديمة وتحتاج إلى تغيير بالإضافة إلى الفرش والتكييف ولذلك تم تغيير المصاحف بأخرى جديدة وفرش جديد وتغيير الأصباغ واستبدال المكيفات (النافذة) بمكيفات مركزية توفر احتياجات المساجد من التكييف ما يوفر لمرتادي بيوت الله أجواء مناسبة لأداء شعائرهم بشكل أفضل. وأضاف الغيثي بيوت الله أماكن مقدسة لا يمكن السماح لمثل هذه التجاوزات التي لا تليق بها وبالتالي كانت خطط اللجان تهدف في مجملها الظهور بمظهر لائق سواء في المساجد نفسها أو المرافق وذلك وصولاً للهدف، ونتمنى من أصحاب المساجد بذل المزيد من التعاون لا سيما وأن المصلحة عامة، ومن جهة أخرى ستتولى الهيئة الإشراف على بيوت الله. ودعا الغيثي أصحاب المساجد الخاصة إلى عدم التهاون في مثل هذه الجوانب لا سيما وأنهم تفضلوا وبادروا إلى بناء مساجد لنيل رضاء الله سبحانه وتعالى وبالتالي يجب أن يحرصوا على أن ما قدموه لله من عمل كاملاً لا نقص فيه ولا تجاوز. وعلى سبيل المثال وهو الجانب الأهم اختيار مؤذنين وأئمة أكفاء يحملون من العلم ما يمكنهم من أداء واجباتهم بالوجه الصحيح وما يتوافق وعظمة المسؤولية التي يؤدونها، بالإضافة إلى التركيز على نظافة المساجد وصيانتها، وللإيفاء بذلك يمكنهم طلب المساعدة من مكتب الهيئة الذي لا يألوا جهداً في سبيل الرفع من مستوى بيوت الله سبحانه وتعالى وتأهيل العاملين فيها. وناشد الغيثي الإدارة العامة للجنسية والإقامة والجهات ذات العلاقة عدم السماح لهذه العمالة تولي مهام الإمامة والأذان في المساجد لعدم أهليتهم لمثل هذه المهام التي يشترط أن يتقدم لها من هم على علم ودراية بالعلوم والفقه ذات العلاقة، مشيراً إلى أن هذا الجانب يعد أمراً بالغ الأهمية ولا ينبغي التساهل فيه بأي حال من الأحوال.