أوقف الماتادور الإسباني مغامرة الدب الروسي، وأطاح به من الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشر (يورو 2008) المقامة في النمسا وسويسرا بعد أن تغلب عليه 3/صفر الخميس على إستاد "إرنست هابل" في العاصمة النمساوية فيينا. وتأهل المنتخب الإسباني بذلك للمباراة النهائية التي تقام الأحد (29 يونيو 2008) على نفس الملعب، حيث يلتقي فيها مع نظيره الألماني الذي أطاح الأربعاء (25 يونيو 2008) بالمنتخب التركي من المباراة الأولى في الدور قبل النهائي. وأظهر الهجوم الإسباني أن مهمة الدفاع الألماني لن تكون سهلة على الإطلاق في المباراة النهائية. وانتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي كما شهد خروج ديفيد فيا أخطر مهاجمي المنتخب الإسباني وهداف البطولة حتى الآن مصابا في الدقيقة 35 . وفي الشوط الثاني، استسلم المنتخب الروسي أمام الهجوم الإسباني المكثف؛ لتهتز شباك الدب الروسي بثلاثة أهداف سجلها خافي هيرنانديز، ودانييل جويزا، وديفيد سيلفا في الدقائق 50، و73، و82. وقد بدأ الشوط الأول بسيطرة ميدانية من الفريق الروسي، لكنه لم يتمكن من اختراق الدفاع الإسباني، ولم تستمر فترة جس النبض كثيرا من جانب المنتخب الإسباني، حيث بدأ سريعا تبادل الهجمات مع منافسه. وقد عانى اللاعبون في هذا الشوط شيئا ما من الأمطار المصحوبة بالبرق والرعد، لكن حماسهم لم يتوقف، وواصلوا محاولاتهم، لكن دون خطورة حقيقية على أي من المرميين. وسدد ديفيد فيا ضربة حرة للمنتخب الإسباني في الدقيقة 29، واخترقت الكرة الحائط البشري، لكن الحارس الروسي تصدى لها بثبات. وشن المنتخب الروسي هجمة خطيرة في الدقيقة 31، وسدد بافليوتشنكو كرة قوية، لكن حارس المرمى الإسباني إيكر كاسياس أخرجها بأطراف أصابعه. وتلقى توريس تمريرة عرضية داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 38، وراوغ الدفاع ببراعة، ولكنه سدد كرة ضعيفة تصدى لها أكينفيف بسهولة. بعدها سيطر المنتخب الروسي على مجريات اللعب بشكل أكبر، وكثف محاولاته سعيا لخطف هدف التقدم قبل انتهاء الشوط الأول، ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل لينتهي الشوط بالتعادل السلبي. وفي بداية الشوط الثاني، لم يتغير الحال كثيرا، حيث ظل المنتخب الروسي الأكثر سيطرة والأخطر من الناحية الهجومية، في حين اعتمد الفريق الإسباني على الهجمات المرتدة. ولكن المنتخب الإسباني فاجأ منافسه بهدف التقدم في الدقيقة 50، حيث سدد أندريس إنيستا كرة قوية كانت في طريقها إلى خارج الشباك، لكن خافي هيرنانديز لحق بها ووجهها بقدمه في الشباك معلنا تقدم إسبانيا. وكاد المنتخب الإسباني أن يدعم تقدمه بعد دقيقتين فقط، ولكن توريس أهدر فرصة ثمينة، حيث تلقى الكرة داخل منطقة الجزاء في ظل غياب الرقابة الدفاعية عنه، لكنه تسرع في تسديدها لتمر فوق العارضة. ودفع هيدينك باللاعب ديميتري سيتشيف بدلا من إيفان ساينكو في الدقيقة 57؛ وبعد دقيقتين، نال لاعب خط الوسط الروسي دينيار بيلياليتدينوف إنذارا للخشونة. وبعدها توالت الهجمات الإسبانية على المرمى الروسي، وتلقى توريس عرضيتين، لكنه سدد الكرة خارج الشباك في كليهما. وفي الدقيقة 69، أجرى أراجونيس تبديلين، حيث دفع بخافي ألونسو ودانييل جويزا بدلا من هيرنانديز وتوريس. وكاد فابريجاس أن يضيف الهدف الثاني لإسبانيا في الدقيقة 71، حيث سدد كرة قوية، لكن أكينفيف أخرجها إلى ضربة ركنية لم تستغل. وفي الدقيقة 73، أثبت جويزا جدارته بثقة أراجونيس، وأضاف الهدف الثاني للمنتخب الإسباني، حيث تلقى تمريرة طولية ساحرة من فابريجاس وسدد كرة ساقطة (لوب) لتمر من فوق الحارس، وتسكن الشباك. وضاعف المنتخب الإسباني من محنة نظيره الروسي عندما أضاف الهدف الثالث في شباكه في الدقيقة 82 إثر هجمة مرتدة قادها فابريجاس الذي مرر كرة عرضية إلى ديفيد سيلفا؛ فأسكنها الشباك. وكاد المنتخب الروسي يسجل هدفا- لحفظ ماء الوجه- في الدقيقة 88، لكن كاسياس تصدى لكرة خطيرة كما أهدر جويزا فرصة للمنتخب الإسباني في الدقيقة 89 لتنتهي المباراة بفوز إسبانيا 3/صفر. وبهذا الفوز، أصبح المنتخب الإسباني على مقربة من تحقيق حلم الفوز باللقب الأوروبي الثاني له، حيث فشل الفريق على مدار تاريخه في إحراز أي لقب في البطولات الكبيرة التي شارك فيها باستثناء لقب البطولة الأوروبية الثانية التي استضافتها بلاده عام 1964 . أما المنتخب الروسي ففشل في الوصول للمباراة النهائية التي لم يصل إليها منذ أن خسر منتخب الاتحاد السوفيتي السابق أمام نظيره الهولندي نهائي يورو 1988 قبل انهيار اتحاد الجمهوريات السوفيتية في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. وأكد المنتخب الإسباني بهذا الفوز تفوقه، وجدد فوزه على المنتخب الروسي، حيث سبق له وأن تغلب على المنتخب الروسي 1/4 في أولى مباريات الفريقين بالمجموعة الرابعة في الدور الأول للبطولة. (د ب أ)