شدد منظمو "مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف" الذي تقام فعاليات دورته ال14 في العاصمة المغربية على انحيازهم لسينما "الجدة والجودة" في مغرب تزدحم أيامه بالمهرجانات المكرسة للفن السابع. واعتبر رئيس المهرجان عبد الحق منطرش أن المهرجان يريد "تقديم صورة مغايرة لسينما ترتقي بالذوق والوجدان وتساير التحولات السياسية والاجتماعية في أفق مغرب الحداثة والديمقراطية والتعدد والاختلاف". من ناحيته اعتبر حمادي غيروم مدير المهرجان أن المسابقة الرسمية "مفتوحة على التجارب والجغرافيات السينمائية العالمية المختلفة التي تتماشى والخط العام للمهرجان" الطامح لتكريس سينما المؤلف. وانطلق المهرجان الذي يستمر حتى 30 يوينو/حزيران من "مسرح محمد الخامس" في الرباط بعرض فيلم التونسي الفرنسي عبد اللطيف كشيش "الكسكسي بالسمك" الذي نال 4 جوائز سيزار وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان البندقية الأخير وشاهده أكثر من مليون مشاهد في الصالات الفرنسية. ويختتم المهرجان بعرض فيلم "كايت رانر" (صانع الطائرات الورقية) الأفغاني-الأمريكي للمخرج مارك فورستر. يترأس لجنة تحكيم المهرجان المخرج البولندي أندريه زولاسكي ويشارك في عضويتها الموسيقي البلجيكي كريستيان لوري والمخرج الفرنسي إيفان ليموان ومدير مهرجان نيويورك الدولي للفيلم بيتر سكارليت والمخرج والمنتج الإسباني برسيلو فرانسيسكو الذي ساهم في إنتاج شريط "ظفائر" للمغربي جيلالي فرحاتي. ويشارك في عضوية لجنة التحكيم الكاتب السوري حيدر حيدر والمخرجة المغربية ياسمين قصاري مخرجة شريط "الراقد" والنحاتة المغربية إكرام القباج والمنتج الروماني فلاديمير ماران. وتصدرت قائمة مكرمي حفل الافتتاح الإذاعية والممثلة بديعة ريان التي وصفت بأنها "أيقونة مغربية" ، وكرم المهرجان "نجمة الجماهير" على مدى عشرين عاما نادية الجندي التي حققت أفلامها أعلى إيرادات في مصر والعالم العربي. غير أن التكريم استدعى انتقاد الصحافة المغربية للمهرجان الذي يكرم سينما المؤلف في حين أن نادية الجندي أدت أدوارا شعبية في أفلام تجارية بمعظمها. وكرم المهرجان كذلك أحد رموز السينما السورية الحديثة المخرج نبيل المالح صاحب "بقايا صور" و"الكومبارس" بين 12 فيلما نالت 50 جائزة وبجانبها كثير من أعماله التليفزيونية. ويتنافس على جوائز المهرجان ضمن المسابقة الرسمية 12 فيلما من البلدان العربية وأوروبا وأمريكا اللاتينية. وبين الأفلام العربية المصري "ألوان السما السبعة" لسعد هنداوي والسوري "خارج التغطية" لعبد الحميد عبد اللطيف والجزائري "عائشات" لسعيد ولد خليفة والجزائري-الفرنسي "آخر الأدغال" لرباح عمر زعيميش ، وقد خلت المسابقة من أي فيلم مغربي على اعتبار أن الأفلام المغربية سبق عرضها في مهرجانات أخرى. وضمن المسابقة من ألمانيا فيلم "سعادة إيما" لزفين تادكين و"الدفتر" للإيرانية هنا مخملباف والأمريكي-العراقي "داود وليلى" لجاي جون روي والبلجيكي "شقائق النعمان" لفيليب بلاسباند. وتحضر السينما المكسيكية في المسابقة الرسمية عبر فيلم "قطع غيار" لآرون فرنانديز وكرواتيا عبر "أرمين" لاوغنيين سفيليسي ويتمثل بولندا فيلم "قدر ستيفيك" لأندري ياكيموسكي وفرنسا فيلم "قفزة في الفراغ" للمخرجة أوريليا جورج. ويضم المهرجان تظاهرة "سينما العالم" ويعرض في إطارها فيلم "بارابون" للإيراني سامان سالور وفيلم "جنون" للتونسي فاضل الجعايبي. وتخصص تظاهرة تضم 8 أفلام للفيلم المغربي الحديث وضمنها "القلوب المحترقة" لأحمد المعنوني و"عود الورد" للحسن زينون و "في إنتظار بازوليني" لداود أولاد السيد. ويكرم المهرجان عبر تظاهرة إستعادية المخرج الكازاخستاني داريجان أومرباييف بحضوره ، وتحتل أفلام المخرج الخمسة مكانة هامة في المهرجانات الدولية وسبق له وفاز عام 1998 بجائزة تظاهرة "نظرة خاصة" في مهرجان كان السينمائي. ويعرض المهرجان للمخرج عمرباييف آخر أفلامه "شوقة" الذي يقدم لأول مرة في بلد عربي وتشارك في تمثيله النجمة الكازاخستانية الشابة أجنور تيرجامباييفا. ولا يغفل المهرجان الهادف لإشاعة الثقافة السينمائية لدى سكان الرباط سينما الشباب والصغار إذ يعرض عددا من أفلام التحريك مثل أفلام ميشال أوسيلو الذي سيكون لرواد المهرجان لقاء خاص معه وهي "ازور واسمر" وكيريكو والساحرة" و"كيريكو والحيوانات المفترسة". ويقدم مهرجان الرباط بانوراما للسينما الهندية التي تحتل المرتبة الثانية في المغرب من ناحية الإقبال بعد السينما الامريكية وقبل المغربية والمصرية. وتركز ورشات المهرجان على الفيلم الوثائقي يتصدرها "محامي الرعب" للمخرج باربيت شرودر حول حياة المحامي الفرنسي الشهير جاك فيرجيس. وضمن اللقاءات والمحترفات ينظم لقاء للطلبة مع المخرج السوري نبيل المالح الذي يعطي درس السينما فيما يشارك في تنظيم محترفات الفيلم الوثائقي المغربيان حكيم بلعباس وعلي صافي والسوري عمر أميرالاي والفرنسي سيزار الباييس. وتنظم ورش عمل لكتابة السيناريو مع مخرجين أوروبيين أما ندوة المهرجان فمحورها: "الموزعون الأوروبيون وسينما الجنوب" وهي تبحث في سبل تحسين شروط أفلام الجنوب في أوروبا. (ا ف ب)