تواصل الحكومة الصينية جهودها الخارقة للتغلب على آثار الزلزال المتمثلة الآن في المعاناة النفسية التي تواجه الأطفال الذين فقدوا ذويهم في الكارثة في مايو الماضي. الأطفال المنكوبون هم الفئة الأكثر تأثيرا في قلوب الناس منذ وقوع الزلزال. وتسعى الحكومة إلى رعاية معيشتهم والبحث عن أقربائهم من جهة، ومن جهة أخرى بدأت بناء مدارس مؤقتة لهم لإعادتهم إلى المدارس في أسرع وقت ممكن. وذكر مركز مواجهة الكوارث القومي في بيان له أن عدد المفقودين بلغ أيضا26221 شخصا إضافة إلى أكثر من285 ألف مصاب، ويجري إيواء أكثر من11 مليون شخص في الخيام بعد دمار اكثر من5. 5 ملايين منزل من جراء الزلزال، وكشف المركز عن أن12% من ضحايا الزلزال حتى الآن من المدرسين والأطفال الذين انهارت عليهم مدارسهم، حيث قتل أو فقد ما لا يقل عن 9 آلاف مدرس وطفل. وتقول وسائل الاعلام الصينية أنه نتيجة للغضب العارم الذي يشعر به الصينيون خاصة بعد انهيار مباني الحضانات والمدارس الابتدائية بسبب الزلزال، تعهدت الحكومة بالتحقيق ومعاقبة المسئولين عن عدم مراعاة قواعد البناء الصحيحة للمدارس، وأشارت الصحف إلى أن أكثر من 12 ألف مدرسة قد انهارت بعد الزلزال، وهو ما يشكل41% من المدارس بالإقليم كما أصيب أكثر من8800 مدرس وطفل. وفي محافظة ونتشوان الأكثر تضررا بهذا الزلزال المدمر هناك مدرسة شيون كو التي انهارت جميع مبانيها ولم ينج إلا نحو 150 شخصا في هذه المدرسة. ونقل هؤلاء الطلاب الناجون إلى المعهد الطبي بمدينة تشنغدوا حيث أسس المعهد مدرسة باسم »الحب الكبير« لمساعدتهم على مواصلة دراستهم. تنقسم مباني المدرسة إلى مساكن الطلاب والمطعم وحجرات الدرس. واشترت المدرسة للطلاب اللوازم المدرسية والأسرة والأغطية وأجهزة التلفزيون والمراوح الكهربائية وبالإضافة إلى الدروس العلمية والثقافية، يتلقى الطلاب أيضا دروس الرياضة والمساعدة النفسية. ودائما ما يتحدث المعلمون والمتطوعون مع الأطفال لمساعدتهم على التخلص من الحزن والألم في أسرع وقت ممكن. ومن أجل مساعدة الطلاب الناجين على نسيان الألم، شجعتهم المدرسة على التعبير عن مشاعرهم من خلال الرسم. ويقول مدير احدى المدارس »هدفنا الأول ينحصر في جعل الأطفال يشعرون بالأمان وعندها سنتحدث عن التجربة التي مروا بها، ونحاول أن نجعل الأطفال يشعرون أنهم ضمن مجموعة، ويحظون بالحب «. ويستخدم الأطباء تقنية ترديد أغان مألوفة لدى الأطفال لمساعدتهم على »الإدراك بأنهم في مأمن«. ويعمل اكثر من 300 خبير نفسي ارسلتهم وزارة الصحة ومؤسسات اخرى في منطقة الزلزال لعلاج المتضررين من الصدمات.