ذكرت تقارير إعلامية أن رئيس الوزراء الماليزي عبد الله أحمد بدوي أعلن الجمعة أنه توصل لاتفاق مع نائبه بشأن موعد انتقال السلطة ، يأتي ذلك في وقت تشتعل فيه البلاد بمظاهرات احتجاجا على رفع أسعار الوقود . ومن المنتظر أن يسلم عبد الله السلطة إلى نائبه نجيب رزاق ، لكنه لم يعلن موعدا لذلك. ونقلت وكالة الأنباء الماليزية (برناما) عن عبد الله قوله لمسئولين حكوميين في ولاية كيلانتان بشمال شرق البلاد "إنني اتفقت مع نجيب على الموعد الملائم بالنسبة لي لتسليم رئاسة الوزراء إليه وليست لدينا مشاكل وتربطنا علاقات عمل جيدة." ويواجه عبد الله غضبا شعبيا متزايدا منذ أمر بزيادة حادة في أسعار الوقود بما يتماشى مع ارتفاع أسعار النفط العالمية التي بلغت الأسبوع الماضي مستوى قياسيا مسجلة 139 دولارا للبرميل. من شأن هذا الإجراء أن يرفع معدل التضخم في ماليزيا إلى 4.2 % عام 2008 مسجلا أعلى معدل منذ عشرة أعوام. كما يواجه عبدالله تهديدات عدة ، فالمعارضة تخطط للاطاحة بائتلافه الحاكم في سبتمبر/أيلول من خلال الانشقاقات في حين تتنامى الضغوط داخل صفوف الائتلاف لحمله على الاستقالة وتعيين خليفته المحتمل لاستعادة الثقة في ائتلاف الجبهة الوطنية (ائتلاف باريسان الوطني) الذي يحكم ماليزيا منذ خمسة عقود مظاهرات عارمة في الوقت نفسه ، بدأ المئات الجمعة مسيرة في العاصمة كوالالمبور مطالبين الحكومة بالعدول عن رفع أسعار الوقود أو الاستقالة في أكبر احتجاج مناهض للائتلاف الذي يتزعمه عبد الله حتى الآن. وهتف المحتجون "يسقط رئيس الوزراء.. يحيا الشعب" بينما كانوا يغادرون مسجدا في منطقة شعبية في كوالالمبور متجهين إلى برجي شركة بتروناس بوسط المدينة للتعبير عن غضبهم من عملاق الطاقة الحكومي. ووقف مئات من الشرطة مسلحين بكافة المعدات المستخدمة في مكافحة الشغب بينما حلقت طائرة هليكوبتر فوق المكان على نحو يعكس قلق الحكومة من اتساع نطاق الاحتجاجات . وناشدت الشرطة الشعب عدم الانضمام للمسيرة وحذرت من أنها ستلقي القبض على زعماء الاحتجاج.وقدر ضابط بالشرطة عدد المشاركين في المسيرة بنحو ألف لكن منظمي الاحتجاج يقولون إن العدد أكبر بكثير. وهناك قيود صارمة على التجمعات العامة في ماليزيا وتقول المعارضة إن الشعب يريد أن ينفس عن غضبه. كانت ماليزيا قد انضمت إلى الهند وإندونيسيا وتايوان وسريلانكا في رفع أسعار الوقود الأسبوع الماضي مما أثار سخطا عاما في ماليزيا المنتجة للنفط وتسبب ارتفاع أسعار الوقود العالمية في إضراب سائقي الشاحنات من تايلاند إلى إسبانيا. وفي محاولة لتهدئة الغضب العام قال عبد الله إنه لن تكون هناك زيادات أخرى لأسعار الوقود هذا العام وأعلن عن خفض علاوات الوزراء في إطار إجراءات للحد من نفقات الحكومة (رويترز)