جمهورية فانواتو التي تقع جنوب المحيط الهادي تم اختيارها كأسعد مكان في العالم بحسب نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة «الاقتصاديات الجديدة» وجمعية «أصدقاء الأرض» مؤخراً فما الذي يجعل أهل تلك الجمهورية الصغيرة ينعمون بكل هذا القدر من السعادة. ففي جزيرة ميتوما الواقعة بأقصي شمال فانواتو، يعيش جان بير جون الذي قد تعتقد للوهلة الأولي أنه يحيا حياة مترفة وسط جزيرة يتمايل علي سطحها نخيل جوز الهند وفي أعماق بحرها يمكنك أن ترمق الشعاب المرجانية المبهرة، ولكن الحقيقة غير ذلك تماماً فجون وعائلته يعيشون في أكواخ من القش، بل إنهم محرومون من أبسط المرافق اللازمة لمعيشة كريمة، كالكهرباء ومياه الشرب، بينما تتمثل وسيلتهم الوحيدة للتنقل إلي الجزر المجاورة في القوارب والأهم من ذلك كله أنهم لا يمتلكون سوي القليل من المال، كما أن فرصهم لاكتساب المزيد منه ضئيلة جداً، ولكن علي الرغم من ذلك كله، فإن الابتسامة لا تفارق وجه عائلة جون. وقد يكون ذلك غريباً، لكنهم وغيرهم قانعون بحياتهم البسيطة في الجزيرة التي تحقق لهم اكتفاءً ذاتياً من الغذاء، الذي يقتصر علي جوز الهند ونوع من البطاطس والأسماك وفي حال حصول أفراد العائلة علي بعض من المال إذا ما باعوا أحد المواشي القليلة التي يمتلكونها - فإنهم يشترون الصابون والكيروسين للإنارة. ولكن إذا لم يتوافر لديهم المال الكافي فإنهم يسعدون بتلبية احتياجاتهم ببدائل من الطبيعة المحيطة، وهو المنطق نفسه الذي يتعاملون به في حال رغبتهم في الحصول علي قسط من الترفيه، حيث إنهم يصنعون من أخشاب القوارب القديمة ما يشبه الكرات، بينما يحولون شباك الصيد القديمة لشباك لتسديد الأهداف. ويقول مراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» إن جون لم يكن يعرف أن بلاده اختيرت كأسعد بقاع الأرض لكنه لم يفاجأ بتلك المعلومة بل صادق عليها بإيماءة من رأسه فبادر المراسل بسؤاله عن سر تلك السعادة فأجابه قائلاً «ألا تكترث بجمع المال». ويري المراسل أن سر سعادة جون لا يقتصر فقط علي ذلك ولكن أيضاً لأنه ينعم بدفء الأسرة التي تحظي بقيمة الاحترام السائدة بين أفرادها، موضحاً أن أطفال جون يفعلون أي شيء يطلبه والدهم منهم ليس بدافع الإجبار ولكن احتراماً له.