قال الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" الجمعة إن الحكومة العسكرية في "ميانمار" وافقت ،في تقدم كبير على ما يبدو، على السماح بدخول جميع العاملين في الإغاثة لتقديم المساعدات لملايين الناجين من الإعصار. وكان الأمين العام اجتمع لأكثر من ساعتين مع الجنرال "ثان شوي" رئيس المجلس العسكري الحاكم في "ميانمار" في عاصمة البلاد الجديدة النائية"نايبتاو" ليطلب منه السماح بتقديم المزيد من المساعدات الأجنبية لضحايا الإعصار نرجس. وردا على سؤال لصحفي عما إذا كان يعتبر هذه الموافقة تقدما كبيرا قال "بان "نعم اعتقد ذلك فقد وافق على السماح بدخول كل العاملين في الإغاثة بغض النظر عن جنسياتهم." وفي بداية الاجتماع لم يعط صمت الجنرال الكبير أي معلومات عما إذا كان سيتغلب على شكوكه العميقة إزاء العالم الخارجي وعروضه للمساعدة بعد الإعصار الذي ضرب البلاد قبل ثلاثة أسابيع وخلف 134 ألفا في عداد القتلى أو المفقودين. ورأى "بان" بنفسه حجم الكارثة الخميس عندما حلق بطائرة هليكوبتر فوق حقول الأرز التي غمرتها المياه والمنازل المدمرة في الدلتا التي كانت "حقل الأرز" في آسيا والتي تضررت من العاصفة التي ضربتها في الثاني من مايو أيار بأمواج بلغ ارتفاعها 3.5 متر. والأعصار نرجس واحد من أسوأ الأعاصير في آسيا. وبعد مرور ثلاثة أسابيع لا تزال المساعدات تتدفق بكميات ضئيلة بسبب القيود التي يفرضها المجلس العسكري على عمليات الإغاثة الأجنبية. ويقول خبراء الكوارث إنه إذا لم يفتح الجنرالات أبوابهم فإن آلافا آخرين قد يموتون من الجوع والمرض. وأبلغه مسئولون بأن الوضع تحت السيطرة مؤكدين من جديد ما تقوله وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة الجيش بأن مرحلة الكارثة التي تتطلب عملية إغاثة عاجلة انقضت وأن الوقت قد حان الآن للنظر في إعادة الإعمار. وقال الجنرال "لون ثاي" وزير الطاقة للأمين العام في المعسكر نفسه الذي شاهده دبلوماسيون في مطلع الأسبوع "كل الجهود موجهة لإغاثة الضحايا والبلاد تعود سريعا لأوضاعها العادية." ووافق المجلس العسكري على وصول طائرات الإغاثة للعاصمة "يانجون" من بلدان عديدة من بينها الولاياتالمتحدة أشد منتقديها لكنها منعت وصول خبراء الكوارث الغربيين إلى منطقة الدلتا. لكن المجلس سمح مع هذا لمسئول مساعدات أمريكي كبير بالقيام بجولة رسمية في المنطقة استمرت ثلاثة أيام. وقالت واشنطن "إن التصريح بداية لكنه لا يكفي." وقالت وسائل الإعلام في ميانمار إنه توجد طواقم طبية من الهند والصين وتايلاند ولاوس وبنجلادش في الدلتا إلى جانب آلاف من المسعفين المحليين والمتطوعين الآخرين. ونقل عن رئيس وزراء ميانمار الجنرال "ثين سين" قوله "إنه لا ينبغي للسياسة أن تتداخل مع الاحتياجات الإنسانية وإن الحكومة لا تعوق تدفق المساعدات. وقال وزير الخارجية البريطاني "ديفيد ميليباند" الذي كان في زيارة لولاية كاليفورنيا مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايسإنه لا توجد سلاسل تقيد عروض المساعدات وهذه استجابة إنسانية على كارثة طبيعية تحولت إلى كارثة من صنع الإنسان نحاول إرسال مساعدات إلى هناك لأغراض إنسانية بحتة ولا وجود لدوافع خفية." ومن المقرر أن تعقد الأممالمتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا ( أسيان) التي تضم عشر دول من بينها "ميانمار" مؤتمرا للجهات المانحة في "يانجونط يوم الأحد. وقال سورين بيتسوان الأمين العام لأسيان إن الدول ستمتنع عن الالتزام بتقديم مساعدات قبل أن يسمح لها بتقييم الأضرار بنفسها. وتابع بيتسوان الذي أبلغه مسئولون أن ميانمار تحتاج أكثر من 11 مليار دولار من المساعدات "التخوف الذي نشترك فيه هو أننا لا نعرف حجم الضرر ولا نعرف عدد القتلى ولا عدد المفقودين أو عدد النازحين." (رويترز)