أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الخميس أن جلسة المجلس الخاصة بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد ستعقد يوم الأحد الموافق 25 مايو 2008، حيث ستعقد جلسة انتخاب الرئيس في تمام الساعة الخامسة من بعد الظهر بالتوقيت المحلي (14.00 جرينتش). و"اتفاق الدوحة"- الذي توصل إليه زعماء الفصائل المتناحرة في لبنان الأربعاء- ينص على أن يُنتخب سليمان رئيسا للبلاد، وأن تُشكل حكومة وحدة وطنية، وأن يُوضع قانون انتخابي جديد تجرى بموجبه الانتخابات النيابية العام القادم. ومجلس النواب كان قد فشل في الاجتماع 19 مرة لانتخاب رئيس للبنان بسبب الخلافات بين المعارضة التي يقودها حزب الله والأغلبية الحاكمة التي يدعمها الغرب. في نفس الوقت، أنهت المعارضة اعتصامها الذي شل وسط بيروت التجاري لأكثر من عام ونصف العام؛ مما أعاد العاصمة إلى طبيعتها ونشاطها الاقتصادي. خدمته في الجيش العماد ميشال نهاد سليمان- قائد الجيش اللبناني ورئيس لبنان القادم على الأرجح- ولد في مدينة عمشيت بمحافظة جبل لبنان في 21 نوفمبر 1948. وحصل سليمان على بكالوريوس العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية. ويتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية. العماد سليمان تطوع للخدمة في الجيش عام 1967، وانتسب بعد ذلك الى المدرسة الحربية والتي تخرّج فيها عام 1970م برتبة ملازم، وحصل على عدة دورات تدريبية في كل من لبنان، وبلجيكا، وفرنسا، والولايات المتحدةالأمريكية، كما حاز على عدد من الأوسمة والميداليات خلال رحلته السياسية. وفي عام 1990، تولّى المسئولية عن فرع المخابرات في منطقة جبل لبنان؛ وبعد نهاية الحرب الأهلية، أصبح أمين أركان قيادة الجيش اللبناني. وبعد توليه قيادة أحد ألوية المشاة اللبنانية (1993-1996) في جبهة البقاع الغربي، أثناء فترة مواجهات متكررة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ فترقى سريعا إلى رتبة عميد وقاد اللواء السادس للمشاة. وفي عام 1998، تمّت ترقيته إلى رتبة عماد، واستلم قيادة الجيش اللبناني، وانتُخب إميل لحود رئيسا في العام نفسه، وكشف ميشال سليمان- أثناء قيادة الجيش- عن عدد من شبكات التجسس الإسرائيلية والخلايا التخريبية، واستطاع إعادة تشكيل البنية الأساسية للجيش. سليمان مرشح الرئاسة ميشال سليمان كان في مقدمة المرشحين للرئاسة في اكثر من مرة، لكن لم يكن الحظ حليفه، فكانت قوى 14 آذار غير مطمئنة للقائد العسكري أثناء فترة وجود إميل لحود الموالي لسوريا من منطلق الحذر دون وجود موقف حقيقي يثبت اى شىء ضده. وكان سليمان شخصية متوازنة ذات اداء وسطي في ظل ظروف سياسية متقلبة، وكان السبب في ذلك رغبته الشديدة في الحفاظ علي وحدة الجيش اللبناني بعيدة عن تلك التقلبات خاصة عقب الحرب الاهلية. وبين خلاف ووفاق القوي اللبنانية الداخلية المتصارعة، تقدم ترشيح اسم ميشال سليمان على كثير من منافسيه، بعد تصريح نبيه بري بوجود مقترحات على طرفي الأزمة لإجراء التعديل الدستوري بصورة مقبولة، إذا ما تمّ التوافق بين الطرفين على سليمان كرئيس. وينتهي المطاف ب"اتفاق الدوحة" ليكون الاحد (25 مايو 2008) موعد انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان.