أكد وزير الثقافة المصري فاروق حسني الأربعاء احترامه للتراث الإنساني وانه ليس معاديا لإسرائيل ولا اليهود وذلك في سياق رده على اتهامات وجهها له مركز سيمون فيزنتال اليهودي في فرنسا. وقال حسني المرشح لرئاسة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة(يونسكو) "أولا إني لست ضد اليهود أو إسرائيل أو ضد التطبيع إذا ما قامت إسرائيل بالتزاماتها الدولية تجاه الفلسطينيين وأقرت بحقهم بإقامة دولتهم المستقلة وهذا موقف معلن ومنذ زمن طويل ولكن لا يمكن أن يكون هناك تطبيع ولازال الدم الفلسطيني يسفك في الأراضي المحتلة". وكان المركز اليهودي قد أرسل الأربعاء خطابا إلى كويتشيرو ماتسورا مدير عام اليونسكو الحالي جاء فيه: "لا يمكن أن يترأس شخص راغب في حرق الكتب اليونسكو الذراع الثقافية للأمم المتحدة". وأشار المركز إلى ما قاله حسني أمام مجلس الشعب (البرلمان) المصري في 10 مايو/أيار عندما أكد أنه سيحرق بنفسه الكتب الإسرائيلية إذا وجدها في مكتبات مصرية. ورد حسني قائلا: "ثانيا موضوع حرق الكتب كان ردا على أحد نواب الإخوان المسلمين الذي أصر على أن المكتبات مليئة بكتب إسرائيلية وقد نفيت ذلك وضمن صياغة المبالغة قلت له لو كان هناك كتاب لحرقته وهذا يأتي ضمن طريقة تأكيد نفي وليس لتأكيد فعل الحرق". ونبه الوزير أنه "في نفس اليوم التقيت مع برنامج البيت بيتك الذي يبث على شاشات التليفزيون المصري وأكدت على ضرورة ترجمة الكتب الإسرائيلية إلى العربية لمعرفة الإسرائيليين الذي يقومون بترجمة الكثير عن العربية ويعرفوننا بشكل أفضل مما نعرفهم". وإلى جانب ذلك أوضح حسني "لو قصدت المعنى الذي أثاره المركز فلماذا أقوم بترميم المعابد اليهودية والمحافظ على برديات الجنيزة ونحافظ عليها باعتبارها جزءا من التراث العالمي فلماذا لا أقوم بهدم المعابد وإحراق برديات الجنيزة لو كان تصريحي مقصود به عمليه الحرق الفعلية وليس التأكيد على أنه لا يوجد أي كتاب اسرائيلي في المكتبات". ولفت النظر أنه "بوصفه وزير ثقافة لا يمكن له أن يأمر بحرق أي كتب" مضيفا "لقد أصدرت عناصر إسرائيلية بيانا على الشبكة العنكبوتية مليء بالتحريض ضدي على نحو يثير الصخب ومع ذلك يتحدثون عن التطبيع الثقافي..أنا لست ضد السلام ولكن التطبيع الثقافي لن ياتي إلا بعد إتمام السلام الشامل والعادل فكيف يغني الناس وسط الدماء والأشلاء". وكان السفير الإسرائيلي في مصر شالوم كوهين قام بتقديم احتجاج لوزارة الخارجية المصرية على تصريح وزير الثقافة بحرق الكتب الإسرائيلية إذا وجدت في المكتبات. وقال حسني "ماذا يمكن للمصريين أن يقولوا ردا على تصريح وزير إسرائيلي قبل فترة بأنه سيعمل على تفجير السد العالي أو قيامهم بسحب كتب الكاتب البرتغالي الحاصل على جائزة نوبل للآداب ساراموغا إثر مقابلته مع فد من كبار مثقفي العالم (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات) في مكان احتجازه (بمقر) المقاطعة إلى جانب كيف تعاملوا مع قائد الأوركسترا الإسرائيلي لقيادته فرقة موسيقية عزفت بعض مقطوعات الموسيقار فاجنر". وأكد حسني في نهاية حديثه أنه مرشح لموقع مدير اليونسكو بصفته ممثلا لمصر وليس بصفته فاروق حسني بل إنني مرشح العرب وأي موقف ضد ترشيحي هو موقف ضد هذه الدول". وكان فرع مركز "سيمون فيزنتال" في باريس وصف ترشيح حسني لشغل منصب مدير منظمة اليونسكو بأنه "تهديد كبير" لقيم المنظمة التابعة للأمم المتحدة. كما أشار مركز "سيمون فيزنتال" إلى دعوة وزير الثقافة المصري للكاتب الفرنسي المسلم روجيه جارودي الذي ينكر المحرقة النازية (هولوكوست) إلى القاهرة بالإضافة إلى "عرقلته" تشييد متحف يهودي تاريخي في القاهرة. يذكر أن هذا المركز متخصص في تتبع الأنشطة التي تعتبر من منظور يهودي أو إسرائيلي معادية للسامية. وكان فاروق حسني قد أعلن خريف عام 2007 عن أمله في الحصول على منصب مدير عام اليونسكو خلفا للياباني ماتسورا الذي تنتهي فترة ولايته عام 2009 . وقوبل إعلان الوزير المصري بدعم من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى. (د ب أ)