تترأس المخرجة التونسية مفيدة تلاتلي احتفالية"مسارات نسائية"في مهرجان كان التي افتتحت الثلاثاء بطاولة مستديرة دعيت اليها أكثر من 20 مخرجة و ممثلة و منتجة من العالم العربي وإفريقيا خصوصا وذلك خلال عرض أفلام الجنوب إضافة الى المخرجة اللبنانية نادين لبكي والسودانية تغريد السنهوري والمنتجة المصرية ماريان خوري. وكان ينتظر حضور العراقية عواطف نعيم لكنها ولصعوبة الانتقال لم تتمكن من الوصول الى كان للمشاركة في فعاليات هذه الاحتفالية التي تتضمن ثلاث طاولات مستديرة وتختتم نقاشاتها الخميس بعرض فيلم "على حدود الفجر"للمخرج الفرنسي تييري غاريل المشارك في المسابقة الرسمية. وتنظم طاولة مستديرة حول "السينما والالتزام لدى امرأة الجنوب" بحضور عدد من العاملين في المهنة من البلدان العربية والإفريقية خصوصا. وكانت الطاولة المستديرة الأولى عقدت بعد ظهر الثلاثاء وشاركت فيها مفيدة تلاتلي ونادين لبكي من لبنان وانغريد سينكلير من زيمبابوي حيث تكلمت كل منهن عن تجربتها ومسارها في العمل السينمائي. كفاح مخرجات عربيات قالت مفيدة تلاتلي في مداخلتها إن كل واحدة من المخرجات العربيات فرضت نفسها على طريقتها وكافحت ضد الأفكار المسبقة وضد خوفها الشخصي أما فيما يخصها شخصيا فقالت "كانت معركة كبيرة وكان كل شيء ضدي". وذكرت تلاتلي أنها جاءت في الأساس من أسرة متواضعة وأنها حصلت عل منحة لدراسة السينما في فرنسا وأنها لم تقل أبدا لا للعمل حتى للأفلام القصيرة مؤكدة أن الإخراج "جاء كحادث عرضي" في حياتها حين مرضت والدتها واضطرت لملازمتها وتركت العمل. وأوضحت أنها في هذه الفترة بدأت في طرح تساؤلات حول العائلة وحياة أمها خاصة حين كانت تجلس لفترات طويلة بجانبها قرب البحر الى أن اشترت يوما قلما وورقة وشرعت في الإجابة عن كل تلك الأسئلة التي كانت هربت منها في صباها. وشددت تلاتلي على أن الجيل الجديد من المخرجات العربيات أكثر جرأة على مواجهة نظرة المجتمع اليه وعلى كتابة نظرته السينمائية وطرح قضاياه. من ناحيتها تحدثت نادين لبكي عن تجربتها مشيرة الى أنها كانت منذ طفولتها ونظرا لعدم استطاعتها الخروج من المنزل بسبب الحرب في لبنان تشاهد التلفزيون والأفلام المصرية كثيرا لتعرف باكرا جدا أنها تريد العمل في مجال الصورة. وأشارت نادين مجددا الى أن العمل في الكليبات والأفلام الدعائية ساعدها كثيرا لأنها تمكنت من اختبار كل شيء في هذا المجال الى أن جاء وقت أحست فيه أنها تريد شيئا آخر من الصورة. نادين لبكي أرادت أن تتكلم عن المرأة الحديثة في بيروت اليوم وعن تناقضاتها فهي تظل ممزقة بين الحداثة وبين التقاليد وليست حرة تماما "لم أكن أعرف من أنا وما أريد قوله في الحياة ولم أكن أعيش حريتي الى النهاية". وأدلى عدد من نساء الجنوب من مختلف البلدان العربية والافريقية بشهادات عن تجاربهن في الطاولة المستديرة التي استغرقت ساعة ونصف. وكان فيلم "صمت القصور" الشريط الذي كشف مفيدة تلاتلي قدم في تظاهرة 15 يوما للمخرجين عام 1994 فيما قدم فيلم "سكر بنات" لنادين لبكي العام الماضي. وتختتم الطاولات المتسديرة التي تنظم في إطار فعاليات "سينمات الجنوب"+الخميس بطاولة مستديرة حول "المواهب الإفريقية الشابة" وتتناول خصوصا الأفلام القصيرة بحضور صانعيها. ( د ب أ )