نجحت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في التقاط صور للجهة المجهولة من كوكب عطارد فيما نجح فريق دولي في إنجاز خطوة عملاقة تتمثل في وضع منهج لتفسير أحد أهم ألغاز علم الفلك وهو تسارع التوسع الكوني. وكشفت وكالة ناسا النتائج الأولى والصور الأولى التي التقطها المسبار الاميركي مسينجر للجهة المجهولة من كوكب عطارد. وقال شون سالومون من معهد كارنيغي والمسؤول الرئيسي عن الرحلة أن تحليق المسبار سمح لنا برؤية قسم من الكوكب لم يرصده أي مسبار من قبل (...) وبالحصول على (...) مصدر مهم للمعلومات. وأضاف أن المهمة كانت مثالية ونحن سعداء بكل المعطيات العلمية والصور التي بثها لنا ميسنجر. ووصف العالم عطارد بأنه كوكب نشيط جدا في إشارة إلى النشاط البركاني والمجال المغناطيسي لعطارد. وكان المسبار اقترب في 14 يناير من عطارد ليصبح على بعد مائتي كيلومتر عن سطحه في أول تحليق فوق أقرب كوكب إلى الشمس منذ 1975. واقتربت المركبة (مارينر 10) ثلاث مرات من الكوكب في 1974 و1975 لكن في كل مرة كان عطارد مقابل الشمس. قدمت الاجهزة الموجودة في المسبار مسحا للحفر وتضاريس اخرى على سطح الكوكب في الجهة المخفية منه. من جهة أخرى نجح فريق دولي في وضع منهج لتفسير تسارع التوسع الكوني، على ما كشف الباحثون في مجلة نايتشر البريطانية أمس. واكتشف الفلكيون قبل حوالى عشر سنوات أن الكون يتوسع اليوم بوتيرة أسرع مما كان عليه قبل مليارات السنوات. وطرحت نظريتان أساسيتان لتفسير الظاهرة هما وجود طاقة داكنة غامضة أقوى من الجاذبية التي تؤول إلى لجم التوسع الذي بدأ وقت الانفجار الكوني أو وجود خطأ في نظرية اينشتاين حول الجاذبية التي ينبغي بالتالي تصحيحها. وقال منسق الدراسة لويدجي غوتزو من مرصد بريرا الفلكي، في ميراتي (إيطاليا) إن الفريق الدولي المؤلف من 51 عالما موزعين على 24 مؤسسة، كشف أسلوبا للمراقبة في مجلة "نايتشر" يسمح بقياس مواقع وسرعات المجرات البعيدة و"يقدم مقاربة جديدة لسبر أغوار هذا اللغز". وشرح المسؤول في المرصد الأوروبي في جبل بارنال في تشيلي أوليفييه لوفيفر الذي يشارك في الدراسة "انطلاقا من قياسات سرعة عينة كبيرة من المجرات المراقبة منذ ما يعود إلى سبعة مليارات عام أعدنا تكوين بنية ثلاثية الأبعاد لكتلة مهمة من الكون النائي وراقبنا توزيع المجرات بصورة ثلاثية الأبعاد". وسمح هذا المرصد الهائل بالقيام بعمليات المراقبة. وأكد لوفيفر الذي يشغل أيضا منصب مدير مختبر مارسيليا للفيزياء الفلكية (جامعة بروفانس)، أن تلك الخارطة التي تحدد اطياف تحركات مليارات المجرات أبرزت وجود انحرافات يسمح قياسها "في مراحل مختلفة من تاريخ الكون بتحليل طبيعة" الطاقة الداكنة. وأفاد المركز الوطني للبحوث العلمية في بيان "بهذه الطريقة الجديدة، توصل العلماء إلى النسبة نفسها التي وردت في الدراسات السابقة وتشير إلى أن الطاقة الداكنة تشكل 70% من الكون". وأكد غوتزو "أثبتنا ان توسيع قياساتنا على كتل أكبر بعشر مرات" من تلك التي خضعت للدراسة حتى الآن، يقدم "تقنية يفترض أن تكشف لنا إذا كان التسارع الكوني نتيجة لطاقة داكنة خارجية المصدر أو يتطلب تعديل قوانين الجاذبية".