شهدت بريطانيا هذا الاسبوع اضراب مهندسين وفنيين وعمال مصانع تكرير البترول الضخمة في جرينج ماوث (Grange Mouth) علي الساحل الشرقي لأسكتلندا. وتعد هذه المحطة لتكرير البترول هي الوحيدة التي تمد اسكتلندا وشمال انجلترا بالبنزين والديزل، كما انها نقطة وصول امدادات البترول الخام من بحر الشمال البريطاني عن طريق خط انابيب البترول 'فورتيز' (Forties) الذي يضخ فيه 40 % من انتاج بريطانيا من البترول يوميا بمعدل 720 الف برميل. وقد نشأ الاضراب نتيجة لخطة ادارة المصانع في تغيير امتيازات المعاش التي يحصل عليها العمال والتي تنص حصولهم علي مبلغ نقدي كمكافأة نهاية الخدمة ومعاش شهري بعد ذلك. ويعتبر ذلك من العقود الموقعة لضمان حق العمال إلا ان ادارة الشركة طالبت العمال مؤخرا بدفع 6 % من الراتب شهريا حتي يتم تطبيق هذه الامتيازات وهو ما رفضه العمال واعتبروه تعديا سافرا علي حقوقهم التي نصت عليها العقود من قبل. ويقول 'مارك ليون' الناطق باسم نقابة العمال ان العمال ساخطون علي عجرفة مالك الشركة وادارتها واتهموا 'جيم راتكليف' بانه مستر No 'لا' ومستر No أو 'راتكليف' هو الملياردير البريطاني الذي يملك مصانع وشركات تكرير البترول ويعد عاشر اغني رجل في بريطانيا برأسماله قدره 3.5 مليار جنيه استرليني. وقد ادي الاضراب الذي استغرق يومين فقط إلي اغلاق المصانع وتوقف ضخ بترول بحر الشمال مما ساعد في ارتفاع سعر النفط إلي 120 دولارا للبرميل. ولم يكن هذا الاضراب الوحيد من نوعه في بريطانيا مؤخرا ولكن هناك مئات الآلاف من المدرسين واعضاء اتحاد النقابات منهم في انجلترا وويلز قد اضربوا عن العمل ايضا ولكن لمدة يوم واحد كإضراب تحذيري تعبيرا عن عدم رضائهم عن الزيادة السنوية في الرواتب التي يحصلون عليها هذا العام وهي 2.5 % . وقد سبق هذا الاضراب.. اضراب ضباط وجنود الشرطة ومن قبله موظفو السجون. ورغم ان نسبة ما ينفقه المواطن البريطاني علي الطعام لا تزيد علي 8/1 راتبه إلا انه مستاء من عدم ارتفاع راتبه بنسبة تتوازي مع التضخم وارتفاع اسعار الغذاء العالمي.