بطريقة مهينة، لحظة اعتقال رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك بعد أيام من الإفراج عنه (فيديو)    بيطهرها من الذنوب، مغربي يجلد أمه المسنة حتى الموت    تشييع جثامين أم وبناتها الثلاث ضحايا حادث انقلاب سيارة في ترعة بالشرقية    أطول نهار وأقصر ليل، اليوم بداية فصل الصيف رسميا    هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم؟ دار الإفتاء تجيب    بعد قرار فيفا بإيقاف القيد| مودرن فيوتشر يتفاوض مع مروان صحراوي لحل الأزمة    مصرع شخصين وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم بكفر الشيخ    بعنوان «قلبي يحبك يا دنيا».. إلهام شاهين تُعلن عن فيلم جديد مع ليلي علوي وهالة صدقي    موعد مباراة صربيا وسلوفينيا في أمم أوروبا يورو 2024 والقنوات الناقلة    تراجع سعر الفراخ البيضاء واستقرار البيض بالأسواق اليوم الخميس 20 يونيو 2024    يورو 2024، ترتيب المجموعة الأولى بعد ختام الجولة الثانية    خاص.. موقف الزمالك من خوض مباراة الأهلي بالدوري    اتحاد الكرة يتحدى الزمالك| الغندور والبنا يديران مباراتي اليوم    عالم السكين والساطور| الأنواع الحديدية لتسهيل السلخ وسرعة تقطيع اللحوم    تحت سمع وبصر النيابة العامة…تعذيب وصعق بالكهرباء في سجن برج العرب    كندا تصنف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية    استطلاع رأي: 15% من الإسرائيليين يفكرون بمغادرة إسرائيل    «زي النهارده».. اليوم العالمي للاجئين 20 يونيو 2001    "تاتو" هيفاء وهبي وميرهان حسين تستعرض جمالها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    حمدي الميرغني يوجه رسالة ل علي ربيع بعد حضوره مسرحية "ميمو"    تامر حسني يشعل حفله بكفر الشيخ رابع أيام عيد الأضحى (صور)    ارتفاع سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن الخميس 20 يونيو 2024    هآرتس: قيادات أمنية وعسكرية انتقدوا في اجتماعات مغلقة مطلب إسقاط حكم حماس وتدمير قدراتها    أرقام قياسية من توقيع نوير وشاكيري ضمن أبرز لقطات سادس أيام يورو 2024    معظم الحجاج المتوفين خلال موسم حج هذا العام من المخالفين    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 20 يونيو 2024 في البنوك    تفاصيل جريمة قتل اب لأبنته فى المنيا    تفاصيل انتشال جثة غريق بسبب الهروب من الحرارة بالمنيا    مصادر: معظم الحجاج المتوفين من غير النظاميين ولم يحصلوا على تراخيص    المركزي الكندي يدرس الانتظار حتى يوليو لخفض معدل الفائدة    هجوم سيبراني على شركة سي دي كي جلوبال مزود البرمجيات لتجار السيارات في أنحاء أمريكا    الخارجية الروسية تنفى وجود اتصالات منتظمة حول قمة السلام    الحلم الأوروبي يهدد الصفقة.. يلا كورة يكشف موقف الأهلي من ضم بلعيد في الصيف    وفاة الناقد الأدبي محمود عبدالوهاب    فرقة أعز الناس.. سارة جمال تغني "ألف ليلة وليلة" في "معكم منى الشاذلي"    وزير الرياضة ينعي مشجع نادي الزمالك    ضبط مسجل خطر بحوزته 2 كيلو «حشيش» و200 جرام «شابو» في الأقصر    ارتفاع رصيد الذهب فى الاحتياطى الأجنبى لمصر إلى 456 مليار جنيه    توني كروس بعد التأهل: من النادر أن نفوز بأول مباراتين في بطولة كبرى    حظك اليوم| برج الجدي الخميس 20 يونيو.. «ثق بقدراتك»    حظك اليوم| برج الدلو 20 يونيو.. « الابتكار يزدهر بالأصالة»    إقامة نهائى كأس الجزائر بين المولودية وشباب بلوزداد فى عيد الاستقلال    هيئة الداوء تحذر من 4 أدوية وتأمر بسحبها من الأسواق لعدم مطابقتها للمواصفات (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية: تلقينا 1500 شكوى واستفسار منذ مطلع الأسبوع الجاري    مشروبات صحية يجب تناولها عقب لحوم العيد (فيديو)    تعرف علي المبادرات التي أطلقتها الدولة المصرية لتدريب الشباب وتأهيلهم وتمكينهم    إحالة مديرى مستشفى "ساقلتة" و"أخميم" للتحقيق لتغيبهما عن العمل فى العيد    بخطوات سهلة.. طريقة عمل كفتة داود باشا    بعد انتهاء أعمال الحج.. علي جمعة يكشف عن آداب زيارة مقام النبي والمسجد النبوي    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج بكالوريوس الطب والجراحة (الشعبة الفرنسية) جامعة الإسكندرية    إجازات شهر يوليو 2024.. تصل إلى 11 يومًا    النائب العام يلتقي نظيره الصيني على هامش زيارته للعاصمة الروسية موسكو    هل ينتهي الغياب المتكرر دون إذن إلى فصل الموظف من العمل؟    مايا مرسي تستقبل رئيس الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي    ما هي علامات قبول الحج؟.. عالم أزهري يجيب    تنسيق الثانوية العامة 2024.. تعرف على درجات القبول في جميع المحافظات    علي جمعة ينصح: أكثروا في أيام التشريق من الذكر بهذه الكلمات العشر    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نظرة شاملة إلى مبادرة تطويرالتعليم المصرية
نشر في أخبار مصر يوم 30 - 04 - 2008


تحقيق : عبد الرحمن عثمان فاطمة حسن
تصوير : محمد اللو
"مبادرة تطوير التعليم المصري باستخدام تكنولوجيا المعلومات " عنوان كبير لهدف وحلم أكبرهو تطويرمصر كلها. كان هذا ما لمسه فريق تحقيقات موقع "أخبار مصر" في لقائه مع الدكتورة "هدى بركة"مساعد أول وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتشغل الدكتورة هدى بركة منصب المساعد الأول لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بينما تولت سابقاً مهام المستشار الأول لشئون البنية التحتية في قطاع تكنولوجيا المعلومات بالوزارة.
وتتمتع الدكتورة هدى بركة بسجل حافل من الخبرات التي إمتدت على مدار خمسة وعشرين عاماً من العمل كمستشارة في مجال تكنولوجيا المعلومات بالقطاعين العام والخاص. وقد تميزت بنشاطها في مجال تكنولوجيا المعلومات، لا سيما في تحليل وتصميم وأتمتة نظم المعلومات فضلاً عن مجالات إدارة المشروعات والتخطيط والجدولة وإعداد التقارير وتنظيم الفريق في مختلف القطاعات الحكومية منذ عام 1983. وقد حفلت هذه الحياة العملية بالعديد من الإنجازات في مجالات مختلفة من بينها: رسم السياسات وتطوير البنية التحتية إلى جانب توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتنمية المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة وتنمية الموارد البشرية وبناء القدرات والتدريب.
من جانب آخر، تشارك الدكتورة هدى بركة في العديد من المشروعات القومية في القطاعين الخاص والحكومي، كما أن لها بصمة واضحة وإنجازات متميزة على صعيد إقامة الشراكات بين القطاعين العام والخاص وإبرام اتفاقيات التعاون وترسيخ روابط العمل بين مختلف الأطراف المعنية، علاوة على توليها مهام الإشراف على المشروعات القومية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطاعات التعليم والحكومة الإلكترونية والصحة الإلكترونية والمحتوى الإلكتروني وقواعد البيانات القومية ونظم المعلومات الجغرافية.
وتشغل د. هدى بركة منصب مدير مبادرة تطوير التعليم المصرية باستخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصالات والتي تم إطلاقها في مايو 2006 تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك.
وتضطلع د. هدى بركة بمهام إدارة مشروع صندوق ائتمان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يمثل آلية عمل بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من جهة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من جهة أخرى، وذلك لتوسيع دائرة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية. وقد أشرفت حتى الآن على ستة مشروعات ناجحة من خلال الصندوق، وهي مشروعات المدارس الذكية، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمحو الأمية، ووحدة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتنقلة، إضافة إلى المكتبة الإلكترونية لجيل مجتمع المعرفة، والبوابة الإلكترونية لتنمية المجتمع، واستخدام تكنولوجيا المعلومات في تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وتعمل د.هدى بركة أستاذة في كلية الهندسة بجامعة القاهرة. وقد قدمت سيادتها الكثير من العروض التقديمية في المؤتمرات المحلية والدولية حول تكنولوجيا المعلومات وشبكات الاتصال وتصميم قواعد البيانات وهندسة البرمجيات.
* في البداية نريد أن نعرف ماهو المقصود ب "مبادرة تطوير التعليم المصري باستخدام تكنولوجيا المعلومات "وما الغرض منها؟ وما دور وزارة الاتصالات فيها؟
تم اطلاق المبادرة المصرية لتطوير التعليم تحت رعاية سيدة مصر الأولى السيدة "سوزان مبارك"خلال المنتدى الاقتصادى العالمى والذي عقد في مدينة شرم الشيخ في مايو 2006. و أهم مايميز المبادرة هو إنها شراكة بين القطاعين الخاص والعام ، بمعنى المنتدى الاقتصادي العالمي و8 شركات عالمية كبرى في مجال تكنولوجيا المعلومات. ومن جانب الحكومة نجد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التعليم العالي ووزراة التربية والتعليم . والوزارات الثلاث تعمل بطريقة متناسقة جدا لتنفيذ المبادرة.وتأتي المبادرة تحت مظلة أكبر هي "مبادرة التعليم العالمي"والتي تحوي مبادرة التعليم المصري ، ومبادرة التعليم الأردني ، ومبادرة التعليم في ولاية راجستان الهندية.وتختلف التحديات التي تواجهنا عن التحديات التي تواجه المبادرة في الدول الأخرى ولذا كان حرص المنتدى على تنفيذ المبادرة في مصر .
ولعل أكبر تحدياتنا هو العدد الكبير ، فنحن نتحدث عن نموذج نجربة ونعمل على تطبيقه على 39000 تسع وثلاثين ألف" مدرسة . فالحل الذي يمكن تطبيقه على عدد صغير لايمكن تطبيقه على المستوى القومي وللمقارنة فإن عدد مدارس المبادرة في الأردن مائة مدرسة وعدد مدارس المبادرة في مصر 2000 مدرسة ورقم الألفان يضع أمامنا أنواعا مختلفة من الحلول والنماذج والتحديات وبالتالي يصبح الأمر أقرب إلى الواقع في مصر . وهذا ما حرصت الشركات العالمية على دراسته على أرض الواقع ومعرفة تحدياته لتطبيقه في الدول النامية التي تعاني مشكلات العدد الكبير. نحن عندنا أكثر من مليون مدرس و 16 مليون طالب. وبالتالي فإن المشكلة بأبعادها هذه تحتاج لحلول غير تقليدية وكان هو السر الجاذب للشركات العالمية لكي تعمل في مبادرة التعليم المصرية. فهذا مكسب حقيقي لهم من ناحيتين :-
1 - تجريب منتجاتهم وحلولهم في وسط حقيقي.
2 - معرفة تحديات وسلبيات وإيجابيات حلولهم ومنتجاتهم ، ويبدأون في تطوير هذه المنتجات.
الأمر الثاني الذي يميز "مبادرة تطوير التعليم المصري" هو عدم قصرها على التعليم ماقبل الجامعي حيث شملت التعليم ما قبل الجامعي‏,‏ والتعليم العالي‏,‏ والتعليم المستمر‏,‏ وكذلك تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات في التعليم. وهذا يمكننا من الربط بين متطلبات التعليم الجامعي بما قبل الجامعي وكذلك بالتعليم المستمر . واستطعنا في كل من المحاور الثلاث أن نركز على عوامل النجاح التي يمكن أن تعطيها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
والأمر الثالث هو أننا نتكلم عن تحقيق الإستخدام الأمثل و تطوير العملية التعليمية "باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" وهذا بالاضافة للمقومات الأخرى مثل "اللامركزية ومجالس الأمناء. هذه هي الخطوط العريضة للمبادرة .
* ماذا عن أهداف المبادرة الأخرى؟
من الأهداف الهامة جدا تحقيق جودة التعليم ، وهناك دورا كبيرا لتكنولوجيا المعلومات في التغلب على التحديات اللتي تواجه تحقيق جودة التعليم . وحين نتحدث عن جودة التعليم فإننا نتحدث عن كل المكونات : جودة المدرس ، وجودة البنية التكنولوجية وجودة المدرسة وجودة المدير وجودة إدارة المدرسة وجودة الطالب. ولذا فنحن نعمل على محاور عديدة وأولها البنية التكنولوجية للمدرسة .
* أعتقد أن هنا يتركز الدور الأكبر لوزارة الاتصالات والمعلومات !
بالضبط .. لأننا نوفر لكل المدارس المشاركة معمل على الأقل والربط بشبكة المعلومات الدولية ونجهز حجرات المدرسين بالأجهزة ونربطهم بالإنترنت وشبكة المعلمين المبدعين ، ونطور المكتبة بحيث يكون لدى الطلاب مكتبة رقمية بالاضافة للمكتبة العادية ويتم ربطها بالإنترنت، وحتى العيادة الصحية بحيث يكون هناك ملفا إلكترونيا لكل طالب ومتابعة حالته الصحية ، وتم كذلك تطوير نظاما إلكتروني لإدارة المدرسة ككل بما يحقق إدارة أفضل. • وهذا هو النموذج الذي نستخدمه من حيث البنية التكنلوجية بالإضافة لتزويد الفصل بالمكونات التكنولوجية من حواسب وسبورات إلكترونية
* وماذا عن التعليم الجامعي ؟ وهل تشارك كل الجامعات في المبادرة ؟
الحقيقة أن الأمر مختلف نوعا ما بالنسبة للجامعات ، فلدينا 17 جامعة حكومية وهي جميعها تشارك في المبادرة ،ولكنها لا تتفاعل مع المبادرة بنفس القدر إنما هناك أشياء اساسية يتم تطبيقها في كل الجامعات ، فالتدريب على اساسيات الحاسب تم في كل الجامعات ولكن طبعا بأعداد متفاوتة فبعض أعضاء هيئة التدريس تقبلوا المشاركة وبعضهم لم يتقبل الأمر.لذا فقد ركزنا على صغار السن بإعتبار أنهم سيكونون مهمين فيما بعد في عملية التحول للتعليم الإلكتروني.وهنا نتحدث عن تحديات كبيرة في الجامعة خاصة بالأعداد خصوصا في كليات مثل التجارة والحقوق . ونحرص ان يكون لدينا السفراء الذين يعملون على تطبيق هذا الفكر في الجامعات ولهذا نركز على المعيدين والمدرسين المساعدين والمدرسين لكي يحملوا هذا الفكر في العملية التعليمية. ولعل تركيزنا الأساسي في التعليم الجامعي على تفعيل التعلم الإلكتروني فتم في كل جامعة من ال 17 انشاء معمل لانتاج المحتوى الإلكتروني وإعداد الهيكل التنظيمي لهذا المعمل وتدريب العاملين به كي يقدموا الدعم لأعضاء هيئة التدريس ، بحيث أن عضو الهئية الذي يريد إنتاج محتواه العلمي في المعمل يجد كل الدعم من العاملين به. كما زودنا كل جامعة بما يسمى " معمل إتاحة" وهو للطلبة بحيث يمكنهم الاطلاع على المحتوى الرقمي الذي أعده أساتذتهم والدخول إلى شبكة الإنترنت.
*هل معنى هذا أن المحتوى متاح فقط من داخل هذا المعمل ؟ أم أنه متاح أيضا من خلال شبكة الأنترنت من المنزل ؟
لا لا طبعا متاح عبر الشبكة من المنزل أيضا .ولكن هذا للطلاب الذين لا يملكون أجهزة حاسب بمنازلهم . كما أننا أنشأنا أيضا 290 نادي تكنولوجيا بجميع الكليات الحكومية. وهذا للاتاحة وللتدريب على الكمبيوتر.
* ألا تشمل المبادرة تزويد الكليات بمعامل ناطقة خاصة بالمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة ؟ فقد لمست بنفسي مدى احتياج الطلاب من هذه الفئة لهذه التكنولوجيا ومدى مقاومة بعض الجامعات والكليات لتوفيرها لهم باستثناء جامعتي القاهرة وعين شمس؟
المبادرة ليس فيها أي إشارة لذوي الاحتياجات الخاصة عامة ، ولكن هناك إدارات في وزارة الاتصالات والمعلومات تحاول القيام بهذا الدور ، وهناك بعض نواد التكنولوجيا القليلة التي تخدمهم . أما المبادرة فلاشيء بها يخدمهم . ولكن المبادرة الحالية مدتها ثلاث سنوات ومضى منها إثنتان ويمكن خلال مرحلتها القادمة نأخذ في اعتبارنا هذا الموضوع بطريقة محددة أما الآن قتركيز المبادرة على تحديات الأعداد الكبيرة في التعليم الأساسي والجامعي .
*هل وجدتم مقاومة من أساتذة الجامعات لوضع المحتوى الإلكتروني الخاص بهم على شبكة الإنترنت؟ طبعا ، فأنت تعلم جيدا أن المذكرات جزءا اساسيا من عملية التعليم التعليم الجامعي .. لكني لا اريد كلمة مقاومة ، فهذا تغيير وكثيرون لا يتقبلوا التغيير ، لكننا يمكن أن نقول بدأنا عملية التغيير. ووضع المحتوى الإلكتروني لا يمكن أن يكون بدون مقابل فلايعقل أن نقول للدكتور كنت تأخذ كذا من المذكرات وستأخذ "صفر" غير معقول ولذا بدأنا معهم نموذجا اقتصاديا يشمل تقاسم العائد مقابل الاتاحة عبر شبكة الانترنت ، وهذا هو النموذج الذي تطبقه وزارة التعليم العالي فالأستاذ يأخذ مقابلا لما يتيحه من مذكرات على الشبكة وهذا يتم بطريقة تؤمِّن السرية والحماية كما أنها توفر في تكاليف انتاج المذكرات فالنشر الإلكتروني أقل تكلفة بكثير من النشر الورقي . وهذا الفكر تم طرحه على أساتذة الجامعات فمنهم من قبل ومنهم من رفض وهو يرى أنه من المحتمل بالطبع أن يأخذ الأخرون نااجه الفكري ويطبعونه أو ينشرونه باسمائهم . وهذا النوع من الفكر ليس قاصرا على اساتذة الجامعات بل يمتد على الناشرين أيضا فكثيرون رفضوا والبعض عاد وقبل بعد أن وافق 40 من كبار الناشرين على فكرة وضع المحتوى الإلكتروني العربي على الإنترنت وبعد توفير ضمانات الأمان لهم. وأرى أن هذا تحول يتم في المجتمع وهذا شيئ إيجابيا .
* وماذا عن محو الأمية أليس للوزارة دور في محو الأمية ؟
طبعا .. للوزارة دور كبير في العمل على محو الأمية، ولكن ليس عن طريق مبادرة التعليم المصرية . . لكننا كوزارة بدأنا منذ 2004 نقول أن من مشكلاتنا الأساسية في مصر "محو الأمية" وكيف نستخدم تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في التغلب على "أمية القراءة والكتابة" ... وبدأنا العمل مع "الهيئة العامة لتعليم الكبار "برئاسة الدكتور "رأفت رضوان" بمنحة إيطالية ضمن اتفاقية لمبادلة الديون المصرية لإيطاليا ، فبدأنا إنتاج أول قرص ممغنط لتعليم القراءة والكتابة عن طريق الكمبيوتر، وكان المشروع موجها إلى السيدات . والشخصية الرئيسية فيه هي "فهيمة" . وأثار المشروع معارضة من الكثيرين ؛ وهناك من قال بعدم توافر الأجهزة ، وهناك من تساءل هل هذا ممكن ؟ لكننا مضينا في تجربة الأمر في الفيوم والقليوبية وكانت ناجحة جدا لأننا تخطينا كثير من التحديات وهي خروج المرأة للتعلم في مكان ليس قريب من بيتها ،وماذا يعود عيها من التعليم، وعدم اقتناع الكثيرات بذلك . لكننا نجحنا وكان التعلم عن طريق تكنولوجيا المعلومات مثار فخر للسيدات ، فهن "شعرن أنهن يتعلمن الكمبيوتر وليس ألف باء" وكان هذا حافزا لهن أمام أولادهن وكن يتباهين به أمام أولادهن وأزواجهن. فكانت المرأة الريفية تذهب إلى مركز التعلم حاملة طفلها الرضيع وهي تحرص على التعلم ، والأمر الذي زادهن إصرارا هو أن علاقة التعلم هنا هي بين المرأة وجهاز ، تستطيع أن تخطئ وتعيد وتكرر وتبدأ من البداية مرة أخرى دون أن تشعر بأن أحد يؤنبها أو يبكتها أو يسخر منها ، والأمر الثالث الذي يدفع المرأة للاستمرار هو السهولة والتشويق والإبهار الذي عرضت بها المواضيع من قصص وحواديت " ذهبنا إلى السوق واشترينا وفعلناكذا وكذا" وهذا سهل الأمر وضاعف من سرعة التعلم فبدلا من استغراق دورة التعلم 6 أشهر كانت دورة التعلم عن طريق الكمبيوتر 3 اشهر فقط . وعندما أجرينا دراسة حول التجربة بمعرفة مركز دراسات الجامعة الأمريكية وتأكد نجاحها ، فم بتعميم التجربة عن طريق الجمعيات الأهلية ونوادي التكنولوجيا . والمشكلة الحقيقية حاليا هي تواجد جمعيات أهلية بها أجهزة وتعمل في مجمال محو الأمية. ببساطة هذا دورنا في محو الأمية ومازلنا نساند وندعم هذا الأمر بشدة
* إذا فالإعتماد حاليا على الجمعيات الأهلية ؟
أجل. نظن أن هذه حقا ضربة مزدوجة النجاح ، محو أمية وتعلم حاسب . وكانت لنا في "واحة سيوة" تجربة أخرى فقد صنعنا مايسمى الطبلية ، وهي عبارة عن طبلية يتم تطبيقها وفتحها وبها 4 أو 5 أجهزة كمبيوتر وكنا نذهب بها إلى المنازل ، فالمرأة في سيوة لا تخرج من المنزل ، وكانت السيدات يجلسن على الأرض في صورة طبيعية يتعلمن في فصل محو أمية منزلي.
* ما المقصود بالتعليم المستمر في "مبادرة التعليم المصرية"؟
في التعليم المستمر نركز على فئة محددة وهي الشركات الصغيرة والمتوسطة لأننا ندرك أن التنمية تتم في معظمها عن طريق "صغار رجال الأعمال " وربما لا يكونوا رجال أعمال أو شركات بالمعنى المفهوم فربما يكونوا شابان أو ثلاثة يقومون معا بعمل حر. والأعمال الحرة تمثل نحو 80 % من اقتصاد أي دولة. وهؤلاء مهملين رغم أهميتهم ودورهم الكبير. وأدركنا أنهم بحاجة للدعم والتأييد والدولة تبذل جهودا كبيرة في هذا المجال الآن. ومن وجهة نظرتنا كوزارة للمعلومات فقد جاء برنامجنا للتعليم المستمر ليستهدف هؤلاء الشباب الذين يبدأون حياتهم بأعمال صغيرة حرة ، وكيف نصقل مهاراتهم بحيث يتمكنوا من أن يديروا أعمالهم بطريقة جيدة ناجحة علميا . فطورنا برنامجا يسمى أساسيات "إدارة المشروعات" وهو يستهدف حوالي 5000 "خمسة ألاف " شركة صغيرة وصاحب عمل حر . ومن خلال المشروع نعلمهم أساسيات الحاسب ومبادئ التسويق والإنترنت وكيفية إستخدام التجارة الإلكترونية وكل ما يفيدهم لكي يكونوا على اتصال بالعالم الخارجي والأسواق العالمية لكي يصدروا منتجاتهم ويقيموا وضعهم على الساحة العالمية. وهو بالتالي برنامجا هاما لزيادة قدراتهم ، بصرف النظر عن أنهم قد تعلموا في الجامعة لكنه يضيف إليهم القدرة على أداء أعمالهم بطريقة أكفأ . وهذا ما نستهدفه في برنامج التعليم المستمر وليس التعليم في كل الاتجاهات بل نركز على شيء يمكن أن نحقق فيه نتيجة.
* هل هناك مكان في مبادرة التعليم المستمر لشباب لم يبدأوا بعد تكوين شركة لهم ؟
نعم ومن الممكن أن تكون لديه مجرد فكرة يريد تطبيقها على أن تكون لديه القابلية للعمل الحر. وبالتالي فإنه من حقه أن يتوجه إلى أي من الأكاديميات التي أنشأناها.. وهي حوالي 250 أكاديمية تم إنشاءها بالتعاون مع شركة سيسكو وهي موجهة أساسا للشباب الذين يرغبون في تغيير مسارهم ويتعرفوا على المهارات الجديدة التي يمكن أن يتعلموها وليس بالضرورة أن يأتي ليقول أن لديه شركة لكنه تعلم في الجامعة وما تعلمه لايفيده في سوق العمل فنحاول نحن أن نغلق الفجوة بين ما تعلمه وما هو مطلوب لسوق العمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.