هل يفلت مرسلو المسجات من القانون ؟

يتباهى بأنه يحفظ جيدا أماكن الحروف في لوحة مفاتيح هاتفه النقال للدرجة التي تمكنه من ارسال عشرات الرسائل النصية القصيرة التي ينجز بها الكثير من اعماله اليومية اثناء قيادته سيارته دون ان يختل تحكمه «بالسكان» أو مقود السيارة للحظة واحدة..، هذا ماكان «فيصل» يردده على الدوام امام كل معارفه، الا ان مهارته في ارسال المسجات اثناء قيادة السيارة لم تسعفه على الدوام في تلك اللحظات التي يحمى فيها «ارسال المسجات» السجالية بينه وبين «أحد ما»، فتكون النتيجة تمايل سيارته ذات اليمين وذات الشمال وخروجها عن خط السير أحيانا لترعب السيارة المجاورة التي قد يظن قائدها بأنها قد انحرفت تجاهه فيحاول بدوره تفادي هذا الانحراف بطريقة قد تؤدي به لأن يكون ضحية حادث مروري تسببت به «رسالة نصية قصيرة» أربكت حركة السير وأدت لكارثة مرورية كثيرا ما تكررت في شوارع الكويت!!
«فيصل» يعترف ان كثيرا من الخدوش البادية على مقدمة سيارته جاءت نتيجة لسرحان السيارة عندما كان متوقفا عند الاشارة المرورية ومشغولا بارسال مسج، في حين يشير بألم الى خدش آخر كبير وملحوظ في سيارته الفارهة قائلا : حتى هذا حدث بسبب ارسال «مسج» !!
هو مشهد طالما تكرر على الكثيرين من قائدي المركبات، لا يعتقد المتابعون انه سيختفي حتى مع تعديل القرار الوزاري رقم 86/81 من اللائحة التنفيذية لقانون المرور والتي حظرت استخدام الهاتف النقال باليد، مشهد مزعج «يطق احدهم فيه البريك» فجأة بل وعلى فترات متتالية ودون وجود مبرر مقنع خاصة وان الطريق ماشي و «سالك»، وعندما تقرر ان تتفاداه لترمقه بالنظرة الكويتية المعتادة التي نمارسها في الشوارع للتعبير عن الغضب والاحتقار، تكتشف انه مشغول جدا بارسال مسج جعله «يفصل» عن وعيه المروري وانتباهه للقيادة ليضغط «البريك» مع كل لحظة يضغط فيها على مفتاح SEND!!
المتابعون يعتقدون ان هذا المشهد سيظل مستمرا وبنجاح منقطع النظير معللين ذلك بأسباب كثيرة منها : الشغف الكبير بالمسجات الذي يبدو واضحا لدى قطاع كبير من الناس، وعدم قدرة رجال المرور على ضبط مرسلي المسجات من قائدي السيارات نظرا لأن قائد السيارة غالبا ما يكتب المسج دون حاجه لرفع الهاتف بصورة مكشوفة تضبطه بالجرم المشهود، بل ان هناك أناساً كثيرين من نوعية «فيصل» الذي يتباهى بأنه يحفظ مكان كل حرف في الموبايل ويكتب المسجات عشوائيا دون الحاجة للنظر في الموبايل، وفي الوقت الحالي فان نوعية الدوريات التي يستخدمها رجال المرور لن تمكن قائديها من رؤية وبالتالي ضبط مرسلي المسجات من السائقين مثل سهولة ضبط من سيمسك الهاتف النقال ليتحدث فيه.
وهو مايجعل الكثيرين متأكدين من ان مرسلي المسجات على الطريق وهم من أكثر الناس تسببا في الحوادث سيواصلون ارسال المسجات غير عابئين بالقرار المروري الجديد، سيلتزمون بوضع البلوتوث للحديث لكنهم لن يتوانوا عن الاستجابة لاغراء الرد على مسج وصلهم أثناء القيادة، وربما يكون المشرع قد فكر فعلا في ان يشمل العقاب مرسلي المسجات، فجاء نص القرار انه يحظر على قائدي المركبات استخدام الهاتف النقال باليد اثناء القيادة، ولم يقل الحديث عبر امساك الهاتف باليد مثلا، الا ان الكثيرين سارعوا لاقتناء البلوتوث والهاند فري ظنا منهم ان الحظر يشمل فقط الحديث عبر الامساك بالهاتف النقال يدويا.، فهل سيكون بامكان رجال المرور ضبط مرسلي المسجات من قائدي المركبات أم ان القرار سيطبق فقط على الفئة المتحدثة وهي الأقل خطرا؟!