أكد السفير ابراهيم على حسن نائب وزير الخارجية والممثل الشخصى للرئيس حسنى مبارك فى مبادرة "النيباد" حرص مصر على الاستمرار فى النهوض بدورها تجاه قارتها الإفريقية والتزامها بمواصلة وتعزيز اسهاماتها فى عمليات حفظ السلام وتسوية المنازعات وتحقيق الامن والاستقرار في القارة . وقال السفير ابراهيم على حسن فى كلمة مصرالتى القاها الاربعاء امام الاجتماع الذى عقده مجلس الأمن الدولى بنيويورك لمناقشة قضية "السلم والأمن فى إفريقيا"إن مصر فطنت مبكرا للحاجة الملحة لتعزيز هذا التعاون بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقى وطرحت لهذا الغرض اثناء رئاستها لمجلس السلم والامن الافريقى فى ديسمبر 2006 مبادرتها المعروفة لإقامة ألية للتنسيق والتشاور . وأوضح أن مصر حرصت أيضا فور صدور قرار قمة منظمة الوحدة الافريقية المنعقدة بالقاهرة عام 1993 بانشاء الجهاز المركزى لحفظ السلام فى افريقيا على المبادرة باقامة مركز القاهرة الاقليمى للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام فى افريقيا الذى يتولى منذ عام 1995 تنظيم دورات تدريبية منتظمة للكوادر الدبلوماسية والعسكرية الافريقية لاكتساب القدرات اللازمة لتسوية المنازعات وحفظ السلام فى القارة ويعد حاليا لاستقبال دفعة جديدة من المتدربين الافارقة لمدة شهر اعتبارا من 26 ابريل الجارى. وقال السفير ابراهيم على حسن نائب وزير الخارجية والممثل الشخصى للرئيس حسنى مبارك فى مبادرة "النيباد" ان مصر تولى اهتماما عاليا بموضوع بناء السلام وعمليات اعادة الاعمار خاصة فى الدول الافريقية الخارجة من النزاعات وتحرص فى اطار عضويتها فى لجنة بناء السلام على الارتقاء بمستوى هذه الجهود والوصول بها الى وضع يعظم الاستفادة من المؤسسات المالية الدولية والاقليمية ويخدم عمليات الاعمار واعادة البناء فى هذه الدول. وأضاف أن قضية السلم والأمن فى القارة الافريقية احتلت مكان الصدارة فى وثيقة النيباد التى اعتبرتها شرطا لازما لتحقيق التنمية الشاملة فى القارة واكدت العلاقة التبادلية الوثيقة بين تعزيز السلم والامن من ناحية والجهود المبذولة لخفض الفقر وتحقيق الاهداف التنموية للالفية من ناحية اخرى. وأشار الى أن اطلاق مبادرة النيباد تتواكب مع انشاء الية افريقية لمراجعة النظراء لترسى بذلك دعائم الحكم السياسى والاقتصادى الرشيد استشرافا لمستقبل واعد لشعوب القارة يقوم على التلاحم والتكامل ويستظل بمناخ يسوده الوئام والاستقرار والسلام. ونوه بالتعاون القائم بين الاتحاد الافريقى والتجمعات الاقتصادية الاقليمية وبالتواصل والتنسيق المتنامى بينه وبين جامعة الدول العربية لتحقيق الامن والاستقرار فى افريقيا والاسهام المشترك فى تسوية المنازعات القائمة فى عدد من دول القارة مثل السودان والصومال وجزر القمر وغيرها . وتطرق إلى الدور الرائد الذى قامت به مصر منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان فى عمليات الاممالمتحدة لحفظ السلام فى افريقيا، موضحا أن مصر تواصل اسهامها فى العديد من عمليات حفظ السلام سواء تحت مظلة الاممالمتحدة أو فى اطار الاتحاد الافريقى وكان اخرها مشاركتها الواسعة فى قوات الهجين الاممية بدارفور. ولفت السفير ابراهيم على حسن الى أن كثيرا من تلك المنازعات خلال السنوات القليلة الماضية انخفض عددها من 12 نزاعا مع بداية هذا القرن ليصل حاليا الى عدد محدود تتواصل الجهود بشأنه لايجاد حلول سلمية له. وقال ان افريقيا تدرك اهمية تفعيل مفهوم المشاركة والتعاون مع المجتمع الدولى عامة ومع منظومة الاممالمتحدة على وجه الخصوص لتعزيز امكانياتها وتعظيم قدراتها فى مواجهة التحديات العديدة التى تعيشها. وأضاف أنه رغم التطورات المتعددة والمتغيرات المتلاحقة على الساحتين الاقليمية والدولية التى تؤكد الحاجة لمزيد من التعاون والتنسيق بين مجلس الامن الدولى وبين مجلس الامن والسلم الافريقى، فاننا لازلنا نفتقر الى وجود الية مؤسسية تعنى بارساء ودعم هذا التعاون ضمن اطار محدد يلتزم بالخصوصيات التاريخية والثقافية والتنموية للدول الافريقية وياخذ فى الاعتبار التوازن الدقيق الذى اتفقنا عليه فى قمة الاممالمتحدة عام 2005 بين قضايا السلم والامن وجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية واحترام حقوق الانسان والحريات الاساسية للمواطن الافريقى. واختتم السفير ابراهيم على حسن كلمته بالاعراب عن الثقة بان القرار الذي سيخرج من هذه القمة سوف يسهم بشكل ايجابى فى ترسيخ دعائم التعاون والتنسيق والتواصل بين جهود الاممالمتحدة من ناحية والدور المحورى الذى يضطلع به الاتحاد الافريقى والمنظمات الاقليمية الاخرى من ناحية اخرى تحقيقا لامال الشعوب وطموحاتها فى اقامة عالم آمن ترفرف عليه اعلام السلام والحرية والرفاهية. ( أ ش أ)