اضطرابات الدورة الشهرية والوصول المبكّر لسن اليأس والإصابة بهشاشة العظام وأمراض القلب وزيادة نسبة الإصابة بسرطان الثدي مشكلات تصيب المرأة المدخنة مقارنة بغير المدخنة. ولكن كيف يتم ذلك؟ إن العامل المشترك بين كل هذه الحالات هو النقص غير الطبيعي لمستوى هرمون الأنوثة (الاستروجين) في الدم والذي يسببه التدخين، فالتدخين يصنف بأنه كابح عمل الاستروجين Anti-Estrogenic Effect . حيث يؤثر سلبا التدخين على العمليات الحيوية لهرمون الاستروجين في الكبد مما يؤدى إلى جملة من النتائج مثل تخليق استروجين غير فعال أو زيادة طرده من الجسم أو زيادة البروتين المرتبط مع الاستروجين والمحصلة النهائية لكل هذا هو نقص في مستوى الاستروجين الفعال في الدم وانه حتى لوكان فحص مستوى هرمون الاستروجين في المرأة المدخنة كان طبيعيا إلا انه طبيعي من حيث الكمية وليس طبيعيا من حيث الوظيفة. ينتج عن هذا كله خلل في العديد من أعضاء ووظائف جسم المرأة المعتمدة على هرمون الاستروجين في تسيير وظائفها وحيويتها بشكل طبيعي وينتج عنه مثلا: 1اضطرابات العادة الشهرية: تعاني المرأة المدخنة مقارنة بغير المدخنة من اضطرابات عديدة في الدورة الشهرية مثل عدم انتظام الدورة أو تأخرها أو زيادة في فترة نزول دم الحيض وتشبه هذه الاضطرابات إلى حد ما حال الدورة الشهرية في البنت الصغيرة الحديثة البلوغ وتكون عادة هذه الدورة غير مصحوبة بنزول البويضات Anovulation Cycle 2الوصول المبكّر لسن اليأس : أثبتت العديد من الدراسات بان النساء المدخنات يصلن إلى سن اليأس وهو السن الذي تنقطع فيه الدورة الشهرية تماما في عمر اقل مقارنة بالنساء غير المدخنات ويأتي السبب في ذلك إلى تأثير التدخين المباشر وغير المباشر على الهرمونات الجنسية والهرمونات المحفزة للمبايض وأيضا على المبايض نفسها. 3عظام المدخنين اقل صلابة: تقل كثافة وصلابة العظام في النساء المدخنات مقارنه بغير المدخنات وينتج عن ذلك إصابتهن بمرض هشاشة العظام ويعود السبب في ذلك لتأثير التدخين على فعالية هرمون الاستروجين حيث يعتبر هذا الهرمون من الهرمونات الضرورية للحفاظ على صحة العظام. علما إن التدخين أيضا يعرقل فعالية هرمون الاستروجين إذا أعطي لغرض الوقاية أو العلاج من مرض هشاشة العظام حيث يعمل التدخين على ضعف الاستجابة من هذا العلاج بسبب زيادة طرده من الجسم عبر الكبد. 4سرطان الثدي : التدخين احد العوامل المساعدة على الإصابة بسرطان الثدي، علاقة أثبتتها العديد من الدراسات العلمية حيث تبين أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي تصل إلى 60% عند النساء المدخنات مقارنة بغير المدخنات. 5أمراض القلب : تقل أمراض القلب عند النساء مقارنة بالرجال بسبب عوامل عديدة من ضمنها تأثير هرمون الأنوثة (الاستروجين) الحميد على القلب والأوعية الدموية. ولكن التدخين يفسد هذا التأثير الايجابي لهرمون الاستروجين وذلك بسبب ضرر التدخين على فعالية عمل هذا الهرمون فتزداد نسبة الإصابة بأمراض القلب عند المدخنات مقارنة بغير المدخنات