قضيت ثلاث سنوات فى رفقة الخديوى إسماعيل قارئا عن حياته وتاريخه وكاتبا لمسرحيتى الخديوى التى أخرجها القدير جلال الشرقاوى وقامت ببطولتها العظيمة سميحة أيوب والقدير محمود ياسين واشرف على إنتاجها الراحل الجميل عبد الغفار عودة رحمة الله عليه. وبقيت فى مخازن وزارة الثقافة 18 عاما حتى افرج عنها د. عماد ابو غازى حين كان وزيرا للثقافة وعرضتها قناة الحياة اكثر من مرة ..كنت من البداية اعرف أننى احب إسماعيل ولولا هذا الحب ما اخترت ان اكتب مسرحية شعرية عن حياته..وقد عشت مع أحداث مسيرته فى تاريخ مصر الحديث سلبا وإيجابا وقرأت معظم ما كتب عنه ابتداء بكتاب الرافعى «عصر إسماعيل» وانتهاء بكتابات وترجمات كثيرة لأكثر من مرجع تناولت حياته.. ولا شك أننى صدمت وأنا أتابع حلقات مسلسل سراى عابدين فلا علاقة لهذا العمل بالخديوى بل انه أساء لتاريخه وشخصه..كان إسماعيل حالما كبيرا وتصور انه يستطيع أن يجعل من مصر قطعة من أوروبا وحقق انجازات لا يستطيع منصف أن يتجاهلها ابتداء بالقصور وانتهاء بقناة السويس والبرلمان واستصلاح 2 مليون فدان وإقامة ثلاث مدن واختلف المؤرخون حول ديون إسماعيل وهل كانت 96 مليون جنيه أم 130 مليونا فى رأى آخر ولكن المؤكد أن أصل الدين كان 30 مليون جنيه والباقى هى الفوائد.. الشئ المؤكد أن دراما قصر عابدين حاولت استنساخ المسلسل التركى حريم السلطان وكان هذا هو الخطأ الأكبر لأن قصة حريم السلطان تجرى حول الحرملك فى حياة السلاطين العثمانيين ابتداء بالجوارى والعبيد الذين جمعتهم الغزوات التركية للعالم خاصة دول أوروبا..وقد أشفقت كثيرا على النفقات الباهظة فى مسلسل سراى عابدين والنجوم الذين شاركوا فيه خاصة يسرا بكل تاريخها الفنى الجميل.. كان النص هو اضعف عناصر هذا المسلسل لأن حياة إسماعيل مساحة عريضة من الأحداث وكان ينبغى مع هذه الأموال أن نشاهد عملا مميزا..إن حريم السلطان مسلسل ضعيف من الناحية الفنية ولكن لأن مساحته ضيقة ومحدودة كان الإبهار فيه أهم عناصر نجاحه بجانب وجود عناصر بشرية مؤهلة فى الأداء والتميز ولهذا نجح حريم السلطان واخفق سراى عابدين . نقلا عن صحيفة الاهرام