اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان الجمعة تركيا بانتهاك "القواعد الدبلوماسية" بعد التظاهرات التي جرت في انقرةواسطنبول ضد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة وتخللتها أعمال عنف استهدفت مقرات دبلوماسية إسرائيلية. وقال ليبرمان انه "أصدر توجيهاته إلى وزارة الخارجية كي تفهم الحكومة التركية بوضوح تام ان إسرائيل تحتج بشدة على الانتهاك الفاضح للقواعد الدبلوماسية من قبل السلطات وقوات الأمن التركية خلال التظاهرات التي جرت إثر التصريحات النارية لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان". واتهم ليبرمان السلطات التركية بعدم أخذ "الإجراءات الوقائية اللازمة خلال هذه التظاهرات لمنع حصول حوادث عدائية" للدولة العبرية. وبحسب الوزير الإسرائيلي فقد تم "القاء حجارة على القنصلية الإسرائيلية وتحطيم نوافذها وتم أيضا تعليق علم فلسطيني على جدار منزل سفير إسرائيل في انقرة". وأمر ليبرمان عائلات الدبلوماسيين الإسرائيليين في تركيا بالعودة إلى إسرائيل وبخفض الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي في هذا البلد إلى "حدوده الدنيا". ويأتي هذا الإعلان غداة التحول الذي شهدته العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة بتحولها إلى هجوم بري أسفر منذ مساء الخميس عن سقوط 65 قتيلا فلسطينيا لترتفع بذلك حصيلة العملية المستمرة منذ 12 يوما إلى 306 قتلى فلسطينيين إضافة إلى 2250 جريحا، بحسب مصادر طبية فلسطينية. وبحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية فقد أوصت الخارجية الإسرائيلية أيضا الرعايا الإسرائيليين بعدم زيارة تركيا إلا في حال "الضرورة" وبأخذ "الحيطة والحذر" حين يكونون في هذا البلد. وكان متحدث باسم السفارة الإسرائيلية في انقرة أعلن الجمعة ان الدولة العبرية قررت خفض طاقمها الدبلوماسي في تركيا بعد التظاهرات العنيفة التي جرت في كل من اسطنبولوانقرة أمام البعثتين الإسرائيليتين. وكانت تركيا طردت السفير الإسرائيلي لديها واستدعت سفيرها في 2011 بعد مقتل عشرة أتراك في هجوم شنته القوات الإسرائيلية ضد السفينة مافي مرمرة التي كانت في طريقها لكسر الحصار عن قطاع غزة في "آيار" مايو 2010. وقد تقلص عدد الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي في تركيا منذ ذلك الوقت. وتظاهر مئات الأتراك بدعوة من منظمات إسلامية في اسطنبول مساء وليل الخميس، وهاجموا فجر الجمعة القنصلية الإسرائيلية ما تطلب تدخلا من القوات الأمنية التي لجأت إلى الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفرقة المحتجين. ورشق الحشد الذي تجمع تلبية لدعوات من منظمات قريبة من الإسلاميين من أجل التنديد بالعملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، حجارة مما أدى إلى تحطم زجاج المبنى الواقع في القسم الأوروبي من اسطنبول بينما حاول بعض المتظاهرين اقتحامه رافعين أعلاما فلسطينية. وتدخلت شرطة مكافحة الشغب مرات عدة مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق الحشد الذي هتف "إسرائيل القاتلة ارحلي عن فلسطين" و"يهود قتلة" حتى الصباح. وفي انقرة، تظاهر عدد من نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى جانب نواب من المعارضة خلال الليل أمام سفارة إسرائيل. وفرضت الشرطة التركية الجمعة إجراءات أمنية مشددة حول البعثتين الإسرائيليتين في اسطنبولوانقرة بينما دعت منظمات إسلامية غير حكومية إلى تظاهرات جديدة في المدينتين. ودان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بشدة عمليات إسرائيل ودعا الأسرة الدولية إلى "وقف العدوان الإسرائيلي الذي يقتل النساء والأطفال بوحشية". ودان الرئيس التركي عبد الله غل أيضا إسرائيل معبرا عن تخوفه من الانزلاق نحو "وضع أكثر خطورة إذا لم يتوقف هذا العدوان". والخميس، وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان القصف الإسرائيلي على قطاع غزة بانه "محاولة إبادة منظمة" للفلسطينيين. والجمعة، جدد أردوغان مهاجمة إسرائيل وكذلك مصر وقال ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "لا يختلف عن الآخرين انه هو نفسه طاغية"، متهما الإدارة المصرية بالعمل "معأ" إلى جانب إسرائيل ضد حماس المدعومة من الحكومة التركية. وأضاف ان المصالحة بين بلاده وإسرائيل والتي بدأت العام الماضي بوساطة أمريكية تراوح مكانها. وأضاف "طالما بقيت في السلطة لن يكون هناك أي شيء إيجابي مع إسرائيل، متهما الدولة العبرية من جديد بارتكاب "إبادة" ضد الفلسطينيين أمام أعين الأسرة الدولية.