في نهاية عام 2011 و خلال حديث له عن المهام المطروحة أمام الدولة الروسية في المرحلة القادمة، كشف رئيس وزراء روسيا حينذاك ، فلاديمير بوتين،عن طموحه لتحريك عملية التكامل في الساحة السوفيتية سابقا معبرا عن ضرورة إعادة تأسيس إتحاد جديد يطلق عليه "الاتحاد الأوراسي" على أساس الاتحاد الجمركي - الاقتصادي ، وكان يشمل فى هذا الوقت ثلاث دول هي روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان ، مع وجود إمكانية لضم المزيد من الدول خصوصا قرغيزيا وطاجيكستان . و حينما سئل " بوتن " حينئذا حول عدم رغبة "بعض جيران روسيا "في المشاركة في مسيرة التكامل على الساحة السوفيتية السابقة لانه يتنافى مع تطلعهم للانضمام إلى أوروبا الموحدة ، قال بوتين: "إننا لا ننوي وضع أنفسنا في مواجهة مع أحد"، مؤكدا أن الاتحاد الأوراسي سوف يكون "جزءا لا يتجزأ من أوروبا الكبرى". و لكن هذه الايام و مع اشتداد الازمة بين روسيا و الغرب كنتيجة حتمية للوضع المتأزم فى أوكرانيا ، يبدو ان ملف توسيع قاعدة " الاتحاد الاوراسى " أزيح عنه التراب ليصبح احد الملفات ذات الاولوية القصوى أمام الرئيس الروسى فلاديمير بوتن باعتباره ورقة رابحة فى المواجهه الدائرة الآن مع الغرب و الولاياتالمتحدةالامريكية . وتهدف فكرة بوتين بشأن الاتحاد الأوراسي إلى تحقيق توازن اقتصادي ذو ثقل أمام الاتحاد الأوروبي ، إلا أن الأعضاء المحتملين في الاتحاد الأوراسي يخشون الهيمنة الروسية خاصة بعد أزمة "القرم" .. فهل يمكن أن تقلب الأزمة خطط بوتين رأسا على عقب؟