أظهرت احدث ارقام منقحة حول الاقتصاد فى دولة " نيجيريا " الواقعة غرب افريقيا ، ان اجمالى الناتح القومى بلغ نحو 510 مليار دولار ليجعلها هذا صاحبة اضخم اقتصاد فى قارة افريقيا الا انه مازال نحو 70٪ من مواطنيها يعيشون تحت خط الفقر.. ووفقا لاحدث تقرير تم نشره الاحد اعلنت وزارة الاقتصاد ان الناتج المحلي الإجمالي لعام 2012 – 2013 قد بلغ 510 مليار دولار بعد اضافة مجالات جديدة و مصادر دخل لم يتم حسابها من قبل خلال تعداد عام 1990 مثل ناتج صناعات الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتكنولوجيا المعلومات، والموسيقى، وشركات الطيران، ومنافذ البيع بالتجزئة على الانترنت المزدهرة جدا فى البلاد فضلا عن اضافة إنتاج نيجيريا السينمائى المعروف باسم أفلام "نوليوود" .. كذلك تضمن تعداد الاقتصاد النيجيرى أيضا للنمو في الزراعة والسياحة التي ازدهرت منذ استعادة الديمقراطية في عام 1999، بعد انتهاء عقود طويلة من الدكتاتورية العسكرية. ومع الأرقام الجديدة تخطى الاقتصاد النيجيرى نظيره فى جنوب أفريقيا التى ظلت لسنوات اضخم اقتصاد افريقى بناتج اجمالى يبلغ 353 مليار دولار و هو ما جعلها العضو الافريقى الوحيد فى مجموعة G20 التى تضم الدول العشرين الكبرى بالنسبة للاقتصاد فى العالم . وقال وزير المالية النيجيرى " نجوزى ايكوناجو Ngozi Ikonjo " فى مؤتمر صحفى بالعاصمة "لاجوس" ان الارقام الجديدة تضع الاقتصاد النيجيرى ضمن اكبر 26 اقتصاد فى العالم ويرفع نصيب الفرد من الدخل إلى 2688 دولار بالنسبة لتعداد سكانها الذى يتعدى 100 مليون نسمة، مما يجعلها رقم 121 في العالم ،ارتفاعا من المرتبة 135 .. و القى الوزير النيجيرى باللوم على عقود من الحكم العسكري التى ادت الى التأخير في اعادة تموضع الاقتصاد النيجيري وسط الاقتصاديات الصاعدة فى العالم. و لكن الارقام تشير ايضا الى انه مازالت نيجيريا بعيدة عن الرخاء مقارنة بجنوب افريقيا التى يبلغ متوسط دخل الفرد فيها نحو 7336 دولار بالنسبة لسكانها البالغ عددهم 48 مليون. كذلك فان جنوب أفريقيا التى اصبحت عانت تبعات الاضرابات فى مجال التعدين والاحتجاجات العنيفة فى مجال الخدمات والأداء الحكومى الباهت جعل نموها السنوي يتقلص ليصل الى بنحو 3.5٪، و لكنها مازالت تضم افضل بنية تحتية لا تضاهى في القارة الافريقية ، وأبرزها قطاع الطاقة الذي يولد 10 مرات أكثر من الكهرباء فى نيجيريا. ويقول كيفن دالي Kevin Daly مدير الاستثمار فى مؤسسة "ابردين " لادارة الاصول مقرها في المملكة المتحدة، والتي تستثمر في أفريقيا "نيجيريا هي تذكير بأن أفريقيا تسير قدما على الرغم من التحديات الحالية " .. و لكن " دالى " يلفت النظر ان ضخامة الاقتصاد النيجيرى يجب النظر اليها فى ضوء حقيقة انه لا يزال أكبر مصدر للإيرادات الحكومية هو " النفط " حيث يمثل نحو 80٪ ، وان إنتاج النفط آخذ في الانخفاض ، بينما الزراعة والاتصالات وقطاعات الخدمات "تنمو باطرادو تتمتع ببئة نمو صحية " . وتعد نيجيريا أكبر جاذب للاستثمار الأجنبي المباشر فى افريقيا و ذلك على الرغم من المشاكل التى لا تعد ولا تحصى و تجابه المستثمر وراس المال الاجنبى ، مثل الفساد الهائل وسرقات النفط التى تكلف البلاد نحو 20 مليون دولار يوما فضلا عن الانتفاضة الاسلامية في شمالى شرق البلاد التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1.200 شخص حتى الآن هذا العام، كذلك و بالرغم من الثروة النفطية الا ان شبكة الكهرباء مصابة بالشلل مما يجبر الشركات العاملة هناك على الاعتماد على المولدات التشغيل بالديزل. ويقول الاقتصاديون ان الأرقام المنقحة حول اقتصاد نيجيريا من شأنها أن تخفض معدل النمو الذى وصل الى نحو 7٪ وأيضا سوف يخفض نسبة الديون بالفعل إلى 21٪ بالنسبة الناتج المحلي الإجمالي ، وهو ما سيخقض أسعار الفائدة ويجعل الحكومة هناك ترغب في اقتراض المزيد . ويقول المحلل المالي النيجيرى "بسمارك ريوانى Bismarck Rewane" انه يجب الا تصيب الارقام الجديدة النيجيريين " بالغرور" و الا يعتقدوا انه وفقا لها سيكون الغد افضل حالا ، فيبتعدون عن الادخار و يوجهون المال للاستهلاك المعيشى ، فلا يجب ان يتغير شىء لانه مازال المشوار طويلا لتحقيق الرخاء . ولقد خرج الكثير من النيجيريين إلى فضاء الشبكات الاجتماعية على الانترنت لتبادل مشاعرهم السعيدة بعد ان حلت بلادهم محل جنوب افريقيا كأكبر اقتصاد في افريقيا ، و قد كتب احدهم " ان هذا الاعلان لايعنى لى اى شىء ما لم يكن لدي (كهرباء) سبعة أيام فى الاسبوع " ، بينما كتب نيجيرى اخر على موقع "تويتر" : "نيجيريا أكبر اقتصاد في افريقيا على الورق .. لذا نظريا انا من الاثرياء " .