قال هشام زعزوع وزير السياحة الخميس انه تم توقيع اتفاقية مصرية إيطالية لتحويل مدينة الجونة إلى منطقة متعادلة كربونيا وصديقة للبيئة وهو ما من شأنه مضاعفة عدد السائحين القاصدين لها. وأشاد - خلال مراسم التوقيع - بقيام الحكومة بتخصيص جزء من الميزانية العامة للدولة لغرض حماية البيئة لافتا إلى أن إيطاليا تساهم في تمويل الجزء التكنولوجي الخاص بحماية البيئة واكد إستمرار جهود وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة البيئة من أجل تحسين البيئة في مصر والقضاء على مصادر التلوث. وقالت الدكتورة ليلى اسكندر وزيرة الدولة لشئون البيئة ان هذا الاتفاق سيساعد الحكومة المصرية على تحقيق سبق كبير في مجالي البيئة والسياحة بما يعزز صورتهما عالميا ويفتح المجال أمام المشروعات السياحية المصرية لدخول قائمة المشروعات والمدن المتعادلة كربونيا على الصعيد العالمي. وأضافت أن الاتفاق يعطى لمصر زخما واهتماما كبيرين على المستوى الدولي, وهو ما يدعم استراتيجية الحكومة المصرية الرامية إلى تطوير المنظومة السياحية والبيئية وسيعود بفوائد نوعية على الدولة المصرية ويساعد في إطلاق جهود الترويج السياحي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية انطلاقا من التحول الجديد في مجال استخدام الطاقة المتجددة وانعكاساتها البيئية ويؤدي إلى رفع مكانة مصر السياحية. وأكد وزير السياحة ان مصر مرت بظروف عصيبة أثرت على السياحة خلال السنوات الثلاث الماضية لافتا إلى أن عام 2013 كان أسوأ الأعوام على السياحة بمصر وأن عدد السائحين بلغ نحو 9.5 مليون سائح وتراجعت العائدات بنسبة 41 % خلال 2013 لتسجل 5.9 مليار دولار مقابل 10 مليارات في عام 2012. وأوضح زعزوع أنه رغم الأحداث الخطيرة التي شهدتها مصر خلال نصف العام الأخير من 2013 إلا أن ذلك لم يفت في عضد وزارة السياحة وزاد عدد السائحين من 300 ألفا في الشهر إلى نحو 562 ألفا في أكتوبر الماضي ثم إلى 673 ألفا في نوفمبر الماضي ثم إلى 677 ألفا في ديسمبر الماضي وهو ما يعني أن مصر لاتزال منطقة جذب سياحى للعالم. وتوقع هشام زعزوع أن يتجاوز عدد السائحين القادمين إلى مصر 12.5 مليون سائح بنهاية 2014 بنسبة نمو تتعدى 20 % موضحا أن هذا العدد يقترب من نفس مستويات ذروة التدفق السياحي إلى البلاد قبل ثورة 25 يناير. وقال إن الزيادة المتوقعة في حركة السياحة تتراوح ما بين 15 و17 % مقارنة بعام 2012 الذي سجل نحو 11.5 مليون سائح موضحا أن حركة السياحة الوافدة سجلت نموا ملحوظا خلال الأشهر الأربع الأولى من 2014. وأوضح أن دول البحر المتوسط تنافس فيما يتعلق بالسياحة الشاطئية وخاصة أن أكثر من 80 % من السائحين يأتون لمصر بغرض السياحة الشاطئية مضيفا أن مصر لكي تنافس الأسواق السياحية الشاطئية الأخرى يجب عليها أن تقدم شواطىء نظيفة خالية من التلوث وصديقة للبيئة علاوة على أسعار مناسبة تنافسية. وأعرب زعزوع عن تقديره لمبادرة مدينة "الجونة" للتحول إلى صديقة للبيئة وخالية من التلوث ومشيرا إلى أن رجل الأعمال سميح ساويرس وهو يوقع هذه الإتفاقية ينظر إلى المستقبل وليس إلى الظروف الحالية وهو يدعو من خلال الإتفاقية باقي المناطق السياحية على البحر الأحمر إلى أن تحذو حذوه والمطلوب من وزارة السياحة أن تحاول إقناع المدن والمناطق السياحية المتواجدة على البحر الأحمر بأن تطبق مثل هذه الاتفاقية حتى يتم إعلان محافظة البحر الأحمر منطقة خالية من التلوث وبالتالي تزداد حركة السياحة الوافدة إليها. وقال سميح ساويرس رجل الأعمال وممثل مدينة الجونة فى الاتفاقية "مصر تحتاج جهودنا جميعا كمواطنين وكنت ومازلت أرى أن العائد المادي للاستثمار وحده ليس هو البوصلة التي توجهنا مشيرا إلى أن حسابات الربح والخسارة وقتية ويجب على المستثمر مراعاة الأبعاد الإنسانية والجمالية والحضارية التي تؤتي ثمارها على المدى الطويل". وأكد اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر أن المحافظة ووزارة الكهرباء بدأتا جديا في العمل من أجل تحويل المحافظة إلى منطقة خضراء صديقة للبيئة. وقال عبد الله خلال مراسم توقيع اتفاقية مصرية إيطالية لتحويل مدينة الجونة إلى منطقة متعادلة كربونيا وصديقة للبيئة إن محافظة البحر الأحمر خصصت مساحة شاسعة تمتد من رأس غارب شمالا إلى شلاتين جنوبا من أجل إقامة محطة عملاقة للطاقة الشمسية للاستغناء عن محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالغاز أو السولار وتسبب تلوثا للبيئة. وأشار إلى أن المحافظة تبذل قصارى جهدها لجذب استثمارات في مجالات السياحة والعقارات وخاصة أنها تضم مناطق شاسعة شاطئية وغير شاطئيه لم يتم استغلالها حتى الآن مؤكدا أن محافظة البحر الأحمر تعمل أيضا من أجل التحول إلى منطقة خضراء صديقة للبيئة موضحا أن الصداقة للبيئة تشكل شريانا لجذب السياحة العالمية لمصر. وقال كولوردو كليني مديرعام وزارة البيئة الإيطالية خلال مراسم توقيع الاتفاقية إن الاتفاقية بين وزارتي البيئة المصرية والإيطالية ومدينة الجونة لجعل هذه المنطقة أول مدينة متعادلة الكربون في العالم (صديقة للبيئة) تعد إضافة جديدة للتعاون المصري الإيطالي في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة في خدمة التنمية والسياحة البيئية الخالية من التلوث مؤكدا أهمية تنميته بشكل مستمر ودائم مع مصر. وأوضح أن مشروع الجونة يتيح إيجاد منتجع سياحي خال من التلوث من شأنه تنشيط السياحة الخضراء عن طريق استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة مشيرا إلى أن إيطاليا تدعم مصر بالمساعدة التقنية والفنية والمادية من أجل تنفيذ هذا المشروع الذي تتشارك فيه البلدان في كل الجوانب من أجل إنجاح هذه الاتفاقية.